عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الشائعات سلاحهم الأخير

الشائعات سلاحهم الأخير

بقلم : محمود حبسة

فشلت كل خيارات الإخوان ورهاناتهم ولم يعد أمامهم سوى خيار واحد أو بالأحرى سلاح واحد يحاربون به الدولة المصرية وهو سلاح الشائعات، منذ قالها القيادي الإخواني محمد البلتاجي بعد نجاح الرئيس السيسي في إبعاد الإخوان عن الحكم في استجابة لمطالب المصريين الذين خرجوا بالملايين يوم 30 يونيو عام 2013 عندما قال: "إن هذا الذي يحدث في سيناء سوف يتوقف في الثانية التي يتراجع فيها الفريق عبد الفتاح السيسي ويعيد الرئيس مرسي إلى الحكم"، قدم بذلك البلتاجي الدليل الدامغ على وقوف جماعة الإخوان وراء عمليات الإرهاب التي شهدتها سيناء منذ 3 يوليو 2013 وطوال السنوات الخمس الماضية، ولم يكن أمام الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي سوى المضي قدمًا وبشجاعة نادرة وعزيمة صادقة لا تلين في التصدي لهذا السرطان الخبيث واستئصاله من الجسد المصري، وكان لمصر ما أرادت مع النتائج المبهرة التي حققتها العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، وفشل بذلك الرهان الأول لجماعة الإخوان على دعم ومساندة الجماعات الإرهابية لتحقيق هدفهم في إضعاف الدولة وانهاك جيشها وإجبار القيادة الجديدة على الدخول في مفاوضات معهم، ورغم قسوة الحرب التي خاضتها مصر ضد الإرهاب وعصاباته والدول التي تدعمها بالمال والسلاح نجحت مصر تماما وفي زمن قياسي في القضاء على الإرهاب فلم تشهد سيناء عملية إرهابية واحدة منذ بدأت العملية العسكرية الشاملة 2018 يومها الأول وباتت مصر قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن سيناء منطقة خالية من الإرهاب.



وكما فشل رهان الإخوان الأول على الإرهاب فشل رهانهم الثاني على إحداث فوضى في الداخل من خلال سيناريو يعتمد على أكثر من محور الأول الطلبة المنتمين للجماعة في الجامعات المصرية وكذلك الخلايا النائمة في عدد من الوزارات في محاولة لتصدير مشهد يعبر عن عدم الاستقرار في مصر من خلال المظاهرات وأحداث الشغب والمحور الثاني من خلال استخدام حركة حسم الذراع العسكري للجماعة لإنهاك وزارة الداخلية وقوات الأمن وإضعاف الروح المعنوية للجندي والضابط المصري من خلال تصويرهم وكأنهم جميعا مستهدفين، وكما نجحت القوات المسلحة الباسلة في دحر الإرهاب عن سيناء واقتلاعه من جذوره نجحت أيضا وزارة الداخلية في اجتثاث حركة حسم وتصفية عناصرها من خلال عمليات وضربات استباقية ناجحة بناء عن معلومات مؤكدة عن تحركاتهم ومخططاتهم ومناطق تمركزهم واختبائهم.

وكما فشل رهان الإخوان على عناصرهم في الداخل في إحداث فوضى وانفلات أمني فشل أيضا خيارهم الثالث وهو رهانهم على حدوث تذمر شعبي مع بدء الخطوات الأولى للإصلاح الاقتصادي لا سيما مع ارتفاع أسعار جميع أنواع السلع من غذائية واستهلاكية وكذلك الخدمات من مياه وكهرباء وغاز وخلافه، خصوصا أن الإخوان حاولوا استغلال الفرصة بالتركيز على قضية الفقر ومحدودي الدخل وقضايا من نوعية الدعم ونقص السلع التموينية والحديث عن الفجوة الطبقية وجدوى المشروعات الجديدة، وكان أن نجحت مصر في إحباط مخططات الإخوان هذه المرة بفضل الله وحرص القيادة السياسية على توضيح الحقائق للمواطنين ومن خلال لقاءات مباشرة وحديث من القلب عن خطورة المرحلة وضرورة اتخاذ إجراءات الإصلاح الاقتصادي، وتفهم المصريون صعوبة المرحلة وأنه لا بد من إصلاح اقتصادي شامل يمكن الدولة من استكمال وتطوير مشروعات البنية التحتية ويقضى على مشكلة عجز الموازنة ويدفع بالاقتصاد المصري إلى آفاق أوسع.

لم يبق للإخوان سوى هذا السلاح الأخير فهذا الكم الذي تعرضت له مصر من الشائعات خلال الفترة الأخيرة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك تورط الإخوان فيها فالقضية لا تنتهي عند شائعة معينة يستهدف من يروج لها تحقيق مصالح معينة فكم الشائعات تجاوز 40 ألف شائعة، إضافة إلى تنوع الشائعات وتناولها لجميع أشكال الحياه في مصر من المأكل والملبس (الأقماح الروسية الفاسدة والأرز والبيض الصيني) إلى إجهاض الخصوبة عند الرجال بإضافة مادة لرغيف الخبز إلى تصادم السفن في المجرى الملاحي لقناة السويس واقتراض الحكومة من الخارج لرد أصول شهادات القناة إلى الإسكان الاجتماعي ببيع وحداته في المدن الجديدة وتحويلها إلى مراكز تجارية إلى النظام التعليمي الجديد بشائعة بيع تابلت الثانوية العامة بـ600 جنيه إلى مضاعفة أسعار جلسات الغسيل الكلوي إلى أطفال المريوطية الثلاثة ووجود عصابات متخصصة في الاتجار بأعضاء الأطفال إلى فرض رسوم على الطلاب لدخول المدارس إلى فرض ضرائب جديدة إلى البنزين المغشوش إلى تقليص المساحة المزروعة بالقمح انتهاء ببيع أصول مصر بدون علم الأجهزة الرقابية عن طريق الصندوق السيادي الذي تم إنشاؤه، كل هذه الشائعات وغيرها كثير يكشف بوضوح عن أجهزة تدير هذا الملف بإمكانيات استخباراتية ولا شك أن التنظيم الدولي للإخوان يقف خلف هذا العمل بهدف بث الرعب بين المصريين وخفض الحالة المعنوية لدى المواطنين بنشر الإحباط والروح الانهزامية إضافة إلى زعزعة الاستقرار وعدم الثقة في الدولة ومؤسساتها وأجهزتها.

يقيني أن رهان الإخوان الأخير فشل أيضا في تحقيق أهدافه، فقد بات المصريون أكثر صلابة وأكثر تمسكًا بقيادتهم وأكثر حرصًا وحفاظًا على مؤسسات الدولة وأكثر إيمانًا بأنهم على الطريق الصحيح وهم يرون المزيد من المشروعات العملاقة يتم افتتاحها يوما بعد يوم، سلاح الإخوان الأخير ولأنه سلاح فاسد فقد كشف مدى جبنهم وخبثهم.. ولا نقول للإخوان إلا خاب مسعاكم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز