عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الإخوان والبرادعي.. من يمتطي الآخر؟

الإخوان والبرادعي.. من يمتطي الآخر؟

بقلم : محمود حبسة

تحول أعداء الأمس إلى أصدقاء اليوم، الإخوان والبرادعي كلاهما وجهان لعملة واحدة، كلاهما يسعى للوصول إلى السلطة في مصر بأي وسيلة وبأي ثمن، وعبر طريق واحد هو التآمر مع أعداء الوطن، ويبقى السؤال من يمتطي من للوصول إلى السلطة؟ هل يمتطي الإخوان البرادعي أم يمتطي البرادعي الإخوان؟



ما يجمع بين الإخوان والبرادعي أكبر بكثير مما يفرق، وأولها أن كلاهما يتمتع بقدر كبير من الغباء السياسي، وأن كليهما واهم، فأبسط قواعد السياسة تقول إن الشعوب هي من تختار من يحكمها، وأن الوصول إلى سدة الحكم في أي بلد من العالم يكون عن طريق صناديق الاقتراع وليس عن طريق التآمر مع أعداء الوطن، كما أنهم لا يقرأون التاريخ ولا يستفيدون من تجاربه، فلو قرأوا تاريخ المنطقة على الأقل لعرفوا ماذا فعل الشعب العراقي مع حلفاء وعملاء أمريكا، مثل الجلبي وغيره بعد سقوط نظام صدام حسين.

الإخوان والبرادعي فصول معادة ومكررة لقصة الاعتماد على أمريكا ودعمها، وفصول لقصة الخيانة لهذا الوطن، بدأت معالمها تتضح مع أحداث ثورة يناير وما تلاها من تداعيات، حتى جاءت ثورة 30 يونيو لتكون بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها كل أحلامهم وآمالهم في الوصول للسلطة وحكم مصر، لم تفلح كل محاولات التستر برداء الوطنية وترديد العبارات المعسولة في التغني بحب الوطن، كان التاريخ كاشفا لهما رغم تجاهل البعض حقائقه وثوابته، انتهجت الإخوان العنف منذ تشكيل تنظيمها السري وقتل القاضي الخازندار انتهاء بتشكيل حركة حسم لممارسة العنف والإرهاب ضد رجال الجيش الشرطة، مرورا بزرع العبوات الناسفة لقتل المواطنين الأبرياء وتفجير الكنائس والمقار الأمنية مثل مديريات الأمن، إلى ممارسة الخداع والكذب والتضليل، إلى التشكيك فيما تشهده مصر من إنجازات، إلى حرب الشائعات التي تخوضها حاليا ضد الوطن، تاريخ من القتل والكذب والتخفي خلف العمل السياسي أحيانا والعمل الاجتماعي أحيانا أخرى.

البرادعي الذي فضحته تسريبات صوتية له يسب فيها زملاءه وشركاءه في ثورة يناير، ويعتبرهم بلهاء وأغبياء، ويرى أنه أيقونة الثورة وملهمها ومحركها؛ هو سياسي براجماتي بارع في التخفي خلف عبارات منمقة وبراقة مثل عن الحديث عن المستقبل وعن التوافق والمصالحة والمشاركة المجتمعية، استغل فترة المخاض لثورة يناير التي عاشتها مصر أواخر أيام مبارك، وقدم نفسه كبديل سياسي للنظام، مستغلا رفض الشباب وطوائف كثيرة من المجتمع مبارك ونظامه وسلطته التي شاخت في مواقعها، رفض أن يندمج تحت لواء أحد الأحزاب المصرية في هذا الوقت، متصورا أنه يقدم نفسه للمصريين كرمز ومخلص، وكأنه نيلسون مانديلا أو خوميني إيران، توهم أن الجماهير سوف تحمله على الأعناق إلى كرسي الرئاسة في قصر القبة، ثم تفاجأ بحقيقة مؤلمة وهي أنه منبوذ من المصريين، وأنه كان وما زال بعيداً عن الوطن وعن أبنائه لا يعرف عنه ولا عنهم شيئا، فلم يجرؤ على الترشح للانتخابات الرئاسية، ثم اختار الهروب بعد ذلك.

تاريخ البرادعى لا يتوقف عند تلفيق التقارير الكذوبة عن مصر وغيرها من الدول العربية، مثل العراق حول امتلاكها أسلحة نووية وكيماوية خلال رئاسته للوكالة الدولية للطاقة النووية، وهو ما فضحه وأكده الدكتور يسري أبو شادي نائب رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية السابق، وكبير المفتشين الدوليين، في حوارات صحفية لوسائل إعلامية داخل مصر وخارجها، حتى قبل أن يترك البرادعي رئاسة الوكالة، وكما كان البرادعي عراب الأمريكان يسعى حاليا ليكون عراب الإخوان للعودة إلى السلطة في مصر، من خلال تغريدات رحبت بها الجماعة وطالبته بالمزيد.

لم يتوقف الأمر عند أحداث ثورة يونيو وما جرى بعدها من عنف وإرهاب تورطت فيه جماعة الإخوان وحاول البرادعي أن يتجاهله ويغض الطرف عنه، لم يتوقف الأمر عند التآمر مع أعداء الوطن وعبر قنواتهم الفضائية المعروفة بعدائها لمصر مثل قناة الجزيرة القطرية وغيرها والتي سعت لتقديم صورة كذوبة ومشوهة عن مصر بعد الثورة، صورة لا تعكس رغبة المصريين ولا تعبر عن تطلعاتهم وإرادتهم الجديدة وتتجاهل كل الإنجازات التي تحققت خلال الخمس السنوات الماضية، بل يتواصل سيناريو الخداع والتضليل للإخوان والبرادعي كجزء أساسي من المخطط المعادي لمصر، طرف متورط بشكل مباشر في العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر يده ملطخة بدماء المصريين وهم الإخوان، والطرف الآخر يسوق له ويوجد له المبررات ويراوغ ويكذب من خلال حديثه في تغريداته عن العنف المتبادل، وهو البرادعي.

كيف يمكن أن نصدق البرادعي أو ننخدع في كلامه المعسول عن المصالحة وعن مستقبل الوطن؟ البرادعي لم يتحدث في تغريداته عن ضحايا الإرهاب، عن دموع أم فقدت ابنها، وعن بكاء طفلة فقدت أباها من ضباط الجيش والشرطة، عن زوجة فقدت سندها في الحياة، وعن شاب كان يستعد لزفافه على من اختارها قلبه، قصص تعبر عن مآسٍ حقيقية عاشتها مصر وعاشها كل المصريين طوال السنوات الماضية، لسبب واحد فقط هو رفض الإخوان الاعتراف بشرعية ثورة يونيو واستمرارهم في غيهم على أمل أن يعيدهم سلطان تركيا، رجب الطيب أردوغان، وبالاستعانة بأموال قطر وآلتها الإعلامية إلى السلطة في مصر، لم يكلف البرادعي نفسه مشقة التفكير فيما يحدث في مصر، لم يعش معاناة المصريين لم يشارك في صنع مستقبلهم، لم يكتب كلمة واحدة مشيدا أو مؤيدا لأحد المشروعات التي تشهدها، راح البرادعي بعد أن استقرت الأوضاع وبعد أن انتصرت مصر على الإرهاب، راح بعد أن خطت مصر خطوات واسعة نحو المستقبل ونحو تحقيق الحلم، يتحدث عن المصالحة دون أن يطالب الإخوان بداية بتقديم اعتذار واضح وصريح عن كل ما ارتكبوه من جرائم في حق المصريين، متوهما أنه بذلك يعيد الإخوان مرة أخرى للمصريين، على أمل أن يعود معها.   

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز