عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سقوط الأقنعة

سقوط الأقنعة

بقلم : محمود حبسة

كما تفعل الحرباء التي تغير لونها حسب البيئة التي تتواجد فيها، دفاعا عن نفسها، وكوسيلة للتخفي، تفعل جماعة الإخوان، تقوم بتغيير جلدها ولونها كل فترة حسب ظروف ومقتضيات كل مرحلة.



بات من الواضح أن كل ألاعيب الإخوان أصبحت مكشوفة وكل سيناريوهاتها أصبحت مفضوحة، لم يعد من الصعوبة بمكان على أي متتبع للمشهد السياسي في مصر منذ أحداث ثورة 30 يونيو، أن يدرك حجم المخططات التي تمارسها جماعة الإخوان الإرهابية للنيل من الدولة المصرية وإلحاق الضرر بها، بدءا من سيناريو الفوضى الذي مارسته الجماعة عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة انتهاء بمبادرة القيادي في التيار الشعبي، السفير السابق معصوم مرزوق، مرورا بدعمها ومساندتها لجماعات الإرهاب في سيناء وكذلك حرب الشائعات المستمرة.

البحث عن وجوه جديدة بأقنعة جديدة لعبة الجماعة الجديدة ووسيلتها في التخفي، لا سيما بعد سقوط الأقنعة عن الوجوه القديمة التي باتت مفضوحة ومكشوفة للرأي العام في مصر، بدءا من عبد المنعم أبو الفتوح إلى أيمن نور، خصوصا بعد ثبوت وبقاء الوجه الإخواني للأول وفشله في إخفائه واعترافه بانتمائه للجماعة واحتفاظه بعلاقات قوية ووثيقة مع قياداتها، أما الأخير فقد ثبت مدى انحرافه المالي والأخلاقي وكذب دعواه وجاءت الفضائح التي تسربت عن خلافاته مع الفريق المتعاون معه، لتؤكد أنه لا يصلح لأن يكون ممثلا ولا معبرا عن أي تيار سياسي، وأنه بات غير مقبول داخل المجتمع المصري فاقدًا لأي مصداقية.

محاولة اختراق الحياة السياسية في مصر والتسلل إلى المجتمع المصري بوجوه جديدة تبدو للوهلة الأولى أنها من خارج الجماعة، ومع استحداث منصات إعلامية جديدة مثل مواقع التواصل الإعلامي فيس بوك وتويتر لعبة بها قدر كبير من الذكاء، لأن الجماعة استهدفت من خلالها إثبات أن هناك إجماعًا في مصر على رفض ما آلت إليه الأمور، وأن ما تدعو إليه الجماعة يعبر عن مطلب كل ألوان الطيف السياسي في مصر، وهي رسالة تسعى الجماعة لبثها للخارج أكثر من الداخل، وهي لعبة بها أيضا قدر كبير من الغباء في نفس الوقت، لأن الوجوه الجديدة التي حاولت من خلالها الجماعة التسلل للمشهد السياسي في مصر في محاولة للعودة للحياة السياسية وتصدر المشهد من جديد؛ كررت نفس مصطلحات ومفردات الجماعة في الهجوم على مصر وعلى النظام السياسي، بل ونفس تعبيراتها في سب قياداتها ومؤسساتها، وهو ما جعل الأمر مكشوفا ومفضوحا وليس بخافٍ على أحد، تورط الوجوه الجديدة في علاقات مع الجماعة الإرهابية وانتمائهم لها وتبنيهم لفكرها أصبح على سبيل اليقين وليس الشك، لا سيما بعد قيام الأذرع الإعلامية للجماعة عبر قنوات الشرق ومكملين ورصد والجزيرة القطرية والعربي الجديد المملوكة لعضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي بشارة والمستشار الخاص لأمير قطر تميم بن حمد بالدفاع عنهم فور توارد الأنباء بإلقاء القبض على معصوم ومعه ستة من الشخصيات، بناء على قرار من النيابة العامة، بل ومنذ اللحظات الأولى لإعلان هذه القيادات عن مبادرتهم، حيث قامت بالترويج لها والحديث عنها.

سيناريوهات الإرهابية للنيل من مصر ومن النظام السياسي الحالي لا تتوقف، وهي لم تفقد بعد الأمل الذي يغذيه الشيطان في العودة مرة أخرى لتصدر المشهد السياسي، بل والعودة لحكم مصر والسيطرة على مقاليد الأمور بها.

الجماعة تتجاهل حقيقة أن من يقف وراءها ويمد لها يد العون بالمال والسلاح والدعم اللوجستي مثل الإقامة المريحة والإعلام عبر عدد من الفضائيات، إضافة إلى الاجتماعات والمؤتمرات وممارسة كافة أشكال النشاط السياسي هم أبعد ما يكونون عن الديمقراطية، وهم من أكثر الأنظمة قمعية وشمولية في العالم، وليس أدل على ذلك من حجم الاعتقالات لكل المعارضين لنظام أردوغان وفصل عشرات الآلاف من وظائفهم بدعوى انتمائهم لجماعة فتح الله جولن المقيم في أمريكا.

كما أن ما تعانيه تركيا حاليا من انهيار اقتصادي وتراجع كبير في قيمة العملة التركية يؤكد فشل السياسات الاقتصادية والمالية لرئيس تركيا الحالي، الذي يذهب بتركيا إلى الجحيم، أما نظام الحمدين في قطر فهو بالتأكيد لا يعرف شيئا عن الديمقراطية، فقد وصل إلى السلطة بانقلاب صريح على الحكم، كما أن إنفاق أموال الدولة القطرية وتبديد ثروات الشعب القطري في دعم حركات التمرد بالمنطقة من السودان إلى سوريا- بهدف إسقاط الأنظمة، وبدعوى مساندة الحريات وتطلعات الشعوب، وتحت ستار من الأكاذيب الهدف منها تغطية الوجه الحقيقي لدويلة قطر كعراب للخراب والفوضى- لن تؤدي إلا إلى إفقار الشعب القطري، خصوصا بعد ثبوت دعمها للإرهاب وللجماعات الإرهابية وبعد أن أصبحت الدول التي تدعمها وتساندها تحت مقصلة العقوبات الأمريكية والدولية خاصة تركيا وإيران.

يبقى أن مصر ماضية في طريقها لتحقيق التقدم والرخاء لشعبها بشهادة المؤسسات المالية الدولية والمشروعات الكبرى التي يجرى تنفيذها على كل شبر من أرضها، غير عابئة بمواقف الكارهين والحاقدين، وقادرة في نفس الوقت على كشف ما يدار ضدها من مؤامرات وإحباط أي مخططات قذرة تستهدف النيل منها ووقف مسيرتها، كما أنها قادرة شعبا وحكومة ومؤسسات على إسقاط الأقنعة عن وجوه المتلونين والمتحولين المفرطين في شرف الانتماء لوطن اسمه مصر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز