عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
..ورحل "ماكين" مهندس التمكين!

..ورحل "ماكين" مهندس التمكين!

بقلم : د. شريف درويش اللبان

منذ عدة أيام رحل عن دنيانا السيناتور الأمريكي الجمهوري جون ماكين، وهو ليس كأي سيناتور أمريكي آخر لأن له قيمة معنوية كبيرة لدى الأمريكان والإخوان في آنٍ واحد،؛ فالرجل حارب في حرب فيتنام وتم أسره لسنوات في هذه الحرب حتى عاد إلى الولايات المتحدة بطلًا قوميًا خاض غِمار السياسة ونجح في أن يصبح سياسيًا يُشار له بالبنان، كما أن الإخوان يحملون قدرًا كبيرًا من التقدير للسيناتور ماكين لأكثر من سبب ما جعله بمثابة المرشد الخفي لجماعة الإخوان في مرحلة ما يُسمى "ثورات الربيع العربي" سواء في مصر أو تونس أو غيرها من البلدان العربية.



فجون ماكين هو الذي كان مشرفًا على "المعهد الجمهوري" الذي مارس عمله في مصر دون موافقة السلطات المصرية، وهو المعهد الذي وفر التمويل اللازم ليعض منظمات المجتمع المدني التي مارست تحريضًا صريحًا على نظام مبارك في سنواته الأخيرة لخلخلة النظام وإسقاطه لصالح الإسلام السياسي في المنطقة، لأنه كان من المعلوم بالضرورة أن ثمة توافقًا حدث بين الإخوان والأمريكان جعلهما يعملان من أجل إسقاط النظم العربية الحاكمة، لكي تملأ الجماعة الفراغ الناتج عن رحيل هذه النظم.

ومن هنا، فلا عجب أن يلتقي ماكين قيادات جماعة الإخوان، وعلى رأسهم المرشد محمد بديع ونائب المرشد خيرت الشاطر، ومعه جون كيري قبل أن يصبح وزيرًا للخارجية في المقر الرئيس للجماعة بالمقطم، لكي يثني الجماعة عن قرارها بعدم تقديم مرشح إخواني للانتخابات الرئاسية عام 2012، لأن الظروف كانت مهيأة لكي تملأ الجماعة فراغ السلطة الحادث بعد رحيل مبارك، وهو الشيء نفسه الذي فعله ماكين عندما زار تونس والتقى الشيخ راشد الغنوشي لينسق معه قفز الإخوان على السلطة في تونس لكي تكون للإسلام السياسي اليد الطُولى في المنطقة العربية ليحقق الأهداف الأمريكية في إعادة تقسيم المنطقة والحفاظ على أمن إسرائيل.

وليس غريبًا كذلك أن نرى جون ماكين وهو يشد أزر مقاتلي داعش الذين اجتازوا دورات قتالية قبل الانضمام إلى أقرانهم في سوريا والعراق، ليساهما في تنفيذ الخطة الأمريكية التي تقضي بتقسيم سوريا والعراق لصالح الكيان الصهيوني في المنطقة بمساعدة تركيا حليف الأمريكان وعضو حلف الأطلنطي، التي كانت تستقبل المتطوعين في صفوف "داعش" في مدينة أنطاكيا التركية وتوفر لهم الملاذ والتدريب والسلاح وتدفع بهم بعد ذلك إلى مناطق القتال في سوريا والعراق مقابل الحصول على النفط بثمنٍ بخس، وهو ما سبب انتعاشًا وهميًا للاقتصاد التركي المتداعي، والذي انكشف بعد تقلص "سبوبة" داعش وانقضاء شهر العسل مع الأمريكان.

ورغم كل سوءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أنه عندما كان مرشحًا رئاسيًا أمام الديمقراطية هيلاري كلينتون قام بكشف الخطة الأمريكية اللعينة التي اتفق عليها الحزبان الديمقراطي والجمهوري وشارك فيها أوباما وهيلاري كلينتون وجون كيري وجون ماكين لدعم الإسلام السياسي في المنطقة العربية بل وفي صناعة "داعش"، وهو ما قام بتعرية المؤامرة الأمريكية، بل إن ترامب أشاد وقتها وأبدى إعجابه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حربه على الإرهاب والإخوان في مصر.

رحل جون ماكين مهندس التمكين للإسلام السياسي والجماعات المتطرفة والمسلحة في المنطقة العربية، مات مَن جلب الدعم الأمريكي للإخوان بخلخلة أنظمة الحكم العربية المتداعية لصالح الجماعة، مات من أقنع الجماعة بالترشح للانتخابات الرئاسية ووصول الإخوان إلى سُدة الحكم في مصر وتونس، مات مَن حاول إقناع مصر بالإفراج عن قيادات الجماعة الإرهابية بعد فض اعتصام رابعة، مات من كان يفتح أبواب الكونجرس لأفاعي الإخوان لعرض مظلوميتهم المزعومة على أعضاء الكونجرس لتأليبهم ضد الدولة المصرية.

إنه عام الحزن بالنسبة للإخوان.. لأن الميت لن يعود!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز