عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الإنسان والأشياء

الإنسان والأشياء

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

هل فكرنا في يوم أن نُقارن بين الإنسان والأشياء؟ بالقطع ستكون المُقارنة في صالح الإنسان؛ لأن الإنسان مُكَرَّمٌ في الأرض، وله عقل يُجْبره على الاختيار، والمُفترض اختيار الأصح والأصلح.



ولكن للأسف، الإنسان عادةً يظن أنه مُخَلَّد في الأرض، ويسعى إلى اتخاذ كل ما فيه مصلحته، وكأن الحياة تدور وُجودًا وعدمًا في مداره، ولِمَ لا؟! وهو الكائن الوحيد المُكَرَّمُ، الذي خُلِقَتْ جميع الكائنات والمخلوقات من أجل خدمته، والعمل على راحته، فكل الأشياء خُلِقَتْ لكي تكون مِلْك الإنسان؛ من أجل سعادته، لذا يسعى دائمًا لكي يَتَمَلَّك، ويستحوذ، ويستأثر، فهو يظن أن عُمْر الأشياء أقصر من عُمْره كثيرًا، ولذا يسعى للحصول على كل ما يُريد.

ولكن، لو خُضْنا بعُقُولنا وذاكرتنا، سنكتشف أن عُمْر الأشياء أطول كثيرًا من عُمْر الإنسان، فالإنسان مهما طال عُمْره، لا يتجاوز بضع سنوات، قَلَّتْ أو قَصُرَتْ، أما الأشياء، فيُمكن أن تعيش قُرونًا، تصل إلى آلاف السنين، مثل القُصور والمباني الشاهقة.

ورغم ذلك، يظن الإنسان أنه هو الذي تَمَلَّكَ الأشياء، في حين أن الأشياء تتملَّكنا، سواء ونحن نسعى إلى امتلاكها، أو حتى عندما نتملَّكُهَا، والأدهى من ذلك أنها تتملَّكنا أيضا بعد مماتنا؛ لأن أسماءنا ستظل عليها، ولكن ونحن تحت الثَّرَى، أما هي فتظل فوق الأرض، وقد تصل إلى عنان السماء.

فتُرى من الأقوى، الإنسان أم الأشياء، ومن الذي يَتَمَلَّكُ الآخر، وصدق من قال: "هل نحن الذين نعيش الزمان، أم أنه هو الذي يعيشنا".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز