عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
48 ساعة تواصل

48 ساعة تواصل

بقلم : محمد دويدار

منذ أيام مضت قررت أنا المذكور أعلاه الامتناع تماما ولمدة ثمانية واربعين ساعة عن استخدام كل ما هو له علاقة بالتكنولوجيا الحديثة، سواء هاتف محمول أو لاب توب أو بلاي ستيشن إلى آخره، وألزمت أسرتي الصغيرة بهذا القرار الإجباري.



وللحق لم أكن ديكتاتورا أبدا حين قررت ذلك، وأيضا لم يكن تأثرا بنوستالجيا الزمن الجميل لكن جل ما كنت أتمناه هو منح أنفسنا القليل من الوقت والظروف لكي نتعرف أكثر على بعضنا البعض! نعم، ولِم الدهشة؟ فبحسبة بسيطة أستطيع أن أؤكد لك أن مقدار ما قضيته مع عائلتك لا يتعدى الخمسة بالمائة من إجمالي الوقت المنقضي منذ ارتباطكم.. فإذا ما افترضنا أن الإنسان الطبيعي يخلد للنوم ثماني ساعات أي ثلث اليوم ويقضي في العمل على الأقل مثلها، أي الثلث الآخر، إذًا يتبقى الثلث الأخير، وفي تلك الساعات الثماني المتبقية يكون علينا فعل كل أمور الحياة الأخرى من تنقل في المواصلات وتحدث في الهاتف وتصفح للإنترنت وأكل وشرب وقضاء مصالح واستقبال أصدقاء ولعب رياضة ومشاهدة مباريات و.. و... ثم بعد كل ذلك إذا ما تبقى وقت فهذا هو ما تبقى لعائلتك، وعلى أقصى تقدير لا ولن يتعدى الساعة يوميا، سواء متصلة أو متفرقة، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار اختلاف مواعيد النوم والعمل بين أفراد الأسرة، الذي يجعل بعض الأسر لا تجتمع سويا إلا على فترات متباعدة جدا!

كرها لا طوعا امتثل الأبناء للقرار وعلى مضض بدؤوا التخلي عن أدوات التواصل مع عالمهم وانطلقنا لقضاء تلك الساعات في الساحل الشمالي، في البداية كانوا يفكرون كيف ستكون الحياة من دون "السوشيال ميديا والموبايلات" ثم بعد فترة بدؤوا التأقلم على الوضع الجديد فتحدثنا كثيرا وبدأنا ندرك ان الحياة أقصر من أن نضيعها في عوالم افتراضية وهمية ولا أخفي عليكم سرًا أنني اكتشفت في أولادي أشياء لم اكن اعلم عنها شيئا من قبل ومواهب كانت بعيدة عن عيني ربما تقصيرا مني وربما لضيق الوقت ولكن الشاهد من ذلك أن وسائل التواصل الاجتماعي رغم أهميتها أحيانا لكنها كثيرا ما تكون سببا في التباعد الاجتماعي دون ان ندري..

عدنا من التجربة الجديدة كليا مع وعد بتكرارها كل فترة ومع أكثر من وعد بمحاولة تقنين استخدام وسائل التواصل كي يعود للأسرة بعض مما عشناه في زمن مضى من تواصل حقيقي دون مواقع تواصل وهمية!

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز