عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الصحف الإلكترونية وقضية سد النهضة (1)

الصحف الإلكترونية وقضية سد النهضة (1)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

احتلت قضية سد النهضة الإثيوبي أهمية قصوى لدى الرأي العام المصري، منذ إعلان الحكومة الإثيوبية عن نيتها لبناء هذا السد في الأول من مايو 2010، وفي هذا الإطار جاءت الدراسة المهمة للدكتور عبد الهادي أحمد النجار، أستاذ الصحافة المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنصورة، وعنوانها: "دور المواقع الصحفية المصرية في معالجة  قضية سد النهضة الإثيوبي وانعكاساتها على تشكيل اتجاهات القراء نحوها".



وقد تم تطبيق هذه الدراسة في إطارها التحليلي على ثلاثة مواقع (اليوم السابع – الأهرام – المصري اليوم ) بواقع 228 عددًا من كل موقع، خلال ست سنوات في الفترة من 2011 وحتى 2017، وفي إطارها الميداني على عينة قوامها 400 مبحوث من جمهور القراء من محافظة الشرقية، وقد خَلُصَ الباحث إلى مجموعة مهمة من النتائج  نستعرضها في هذه السلسلة من المقالات.

تبين من الدراسة أن موقع "اليوم السابع" احتل الترتيب الأول كأكثر الصحف الإلكترونية متابعة من قِبَل عينة الدراسة بقضية سد النهضة بنسبة 70.4%، ثم موقع "الأهرام" في الترتيب الثاني بنسبة 62.6 %، ثم موقع "المصري اليوم" في الترتيب الثالث بنسبة 48.7%، وتلتها مواقع صحف "البوابة" و"روز اليوسف" و"الأخبار" و"الوطن" و"الجمهورية" و"الأهالي" و"الوفد".

بالنسبة لاتجاهات جمهور المبحوثين حول العلاقة بين قراءة المواقع الصحفية وعددٍ من العبارات نحو قضية سد النهضة، احتلت فئة "تتيح معلومات بصورة فورية عند وقوع أحداث تتعلق بسد النهضة فى التو واللحظة" الترتيب الأول بنسبة 81.6%، وتأتي "الفورية في نقل الحدث" في المرتبة الأولي كأحد أبعاد ثراء الوسيلة الإعلامية، لما تتسم به الصحف الإلكترونية من السرعة والحالية في نقل الأحداث وقت حدوثها، في حين احتلت فئة تعدد الوسائط المستخدمة فى عرض قضية سد النهضة "نصوص- صوت – صور- خرائط – أفلام فيديو حية" الترتيب الثاني بنسبة 78.8%. وتأتي فئة "تعدد الوسائط" في المرتبة الثانية أمر طبيعي لما تتمتع به الصحف الإلكترونية من نصوص وصور وأفلام فيديو حية والتي تكمن أهميتها في تسهيل نقل المعلومات بأشكال مختلفة أو من خلال نطاق واسع من التعبيرات تضفي على الحدث أهمية وتجعله أقرب للواقعية، وبالتالي كلما زادت قدرة الوسيلة علي توصيل رموز متنوعة في رسائلها وزاد محتوي الوسائط المتعددة كلما زادت قدرتها على أن تسهل فهم المتلقي لهذه الرسائل، وبالتالي زيادة إقبال القراء علي استخدامها، بينما احتلت فئة "تساعدنى باعتباري مستخدمًا على نقل المادة المقدمة: طباعتها- إرسالها للآخرين بالبريد الإلكترنى – نسخها" الترتيب الثالث بنسبة 77.5 %، وهو ما يمكن تفسيره أنه يعد تدعيمًا لمعيار التسجيل الخارجي كأحد أبعاد الثراء الإعلامي، واحتلت فئة "تتيح لي التفاعل بحرية وجرأة لا تتوافر فى وسائل الإعلام الأخرى في التعليق علي المواد الخاصة بسد النهضة" الترتيب الرابع بنسبة 72.5%.

واحتلت فئة "تتمتع بوجود أرشيف ومحرك بحثى يمكننى من الوصول الى أى مادة صحفية متعلقة بقضية سد النهضة بسهولة وفى أى وقت" الترتيب الخامس بنسبة 71.2%، وهو ما يمكن تفسيره بأنه يوفر للمتلقي سهولة الرجوع إلى أى مادة خبرية متعلقة بالحدث، وهى سمة مصاحبة لشبكة الإنترنت بشكلٍ عام والصحف الإلكترونية بشكلٍ خاص، وتُعَدُ من السمات الاتصالية الثرية.

كما احتلت فئة "بساطة اللغة ووضوحها فى عرض قضية سد النهضة" الترتيب السابع بنسبة 56.0%، وهو ما يمكن تفسيره بأن بساطة اللغة ووضوحها في عرض الحدث تأتي ضمن أسباب متابعة أخبار قضية سد النهضة على مواقع الصحف الإلكترونية، ذلك لأن وضوح اللغة أحد العوامل المهمة التي يمكن أن تجذب القاريء، فكلما كانت اللغة أكثر وضوحًا في التعبير عن الأحداث والموضوعات كلما كانت الصحيفة أكثر استخدامًا من قِبَل القارئ.

واحتلت فئة "الموضوعية فيما تقدمه المواقع الصحفية عن سد النهضة" الترتيب الثامن بنسبة 54.7%، في حين احتلت فئة "تقدم تغطية شاملة لأحداث سد النهضة" الترتيب التاسع بنسبة 54.2%، واحتلت فئة "المصداقية في عرض المادة المتعلقة بسد النهضة" الترتيب العاشر بنسبة 36.9 %، أما "التغطية الشاملة للحدث" و"المصداقية" فقد احتلت المراتب الأخيرة في ترتيب أسباب لجوء المبحوثين للصحف الإلكترونية لمتابعة قضية سد النهضة، وهو ما يؤكد أن الجمهور لم يعط مؤشرًا كبيرًا جدًا لهذه الفئات.

وفي ضوء نتائج الدراسة انتهى الباحث إلى مجموعة من المقترحات أهمها زيادة مواقع الصحف المصرية لمساحة الاهتمام بالشئون الأفريقية وبخاصة دول حوض النيل، وفيما يتعلق بقضية سد النهضة لأنها قضية أمن قومي، ونظرًا لما يمثله العمق الأفريقي لمصر يصبح من الضروري تخصيص بابٍ متخصص في المواقع الصحفية المصرية لنشر أخبار القارة الأفريقية، كما يجب أن تحرص الصحف المصرية علي تدريب بعض الصحفيين ليكونوا متخصصين في الشئون الأفريقية، وإرسال مزيدٍ من المراسلين إلي دول القارة لمتابعة الأحداث بشكل دوري وأكثر دقة من خلال التغطية الميدانية للأحداث.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز