عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون"؟!

"أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون"؟!

بقلم : محمود حبسة

"أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون" سؤال يطرحه المولى عز وجل على الكفار يوم القيامة، يوم البعث الذي أنكروه، وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا، سؤال للتقريع والتأنيب والتوبيخ ولإشعارهم بمزيد من الذل والمهانة ومزيد من العذاب قبل أن يذوقوا عذاب جهنم وهم يرونها حقيقة ماثلة أمامهم وهي التي أنكروها من قبل وقد أصبحوا قاب قوسين أو أدنى منها.



أتصور أن السؤال ذاته يطرح نفسه وبقوة لكل المنكرين لما تشهده مصر من تطور وتغيير في المجالات لم تشهد مثيل له عبر أكثر من 60 عامًا، سؤال يفرض نفسه وبقوة على كل المنكرين والمتشككين فيما تم ويتم من إنجازات سواء من الإخوان أو من يسير على دربهم، سؤال يفرض نفسه على كل الذين يصرون على أن يصموا آذانهم عن الاستماع لصوت العقل ويغلقوا عيونهم حتى لا ترى الواقع الجديد الذي تعيشه مصر.

أكثر من 15 ألف مشروع ضمن مشروعات شهدتها مصر في الفترة الأخيرة وتعدت تكلفتها أكثر من 3.5 تريليون جنيه بين مشروعات للبنية التحتية ومشروعات كبرى عملاقة، مشروعات بعضها يستهدف تصحيح أوضاع خاطئة استمرت سنوات طوالًا، وتوفير حياة كريمة للمصريين بإيجاد حلول جذرية لمشكلات استعصت على الحل مثل الكهرباء والمياه النقية وطرق ووسائل المواصلات وأزمة الخبز والسلع التموينية وغيرها، وبعضها يستهدف الدفع بمصر إلى مكانتها الحقيقية بين الدول المتقدمة المتحضرة كواحدة منهم، فهل هذا سحر أم أن هؤلاء لا يبصرون، هل هو واقع تشهده أرض مصر ومختلف ربوعها أم خيال؟!

سنوات طويلة ونحن نتحدث عن سوء نظام التعليم في مصر وتدني العملية التعليمية لأدنى مستوياتها، وأن مصر في ذيل الأمم في مجال التعليم ونفتخر بالتعليم في دولة مثل اليابان وغيرها، فجأة تصبح المدارس اليابانية ونظامها حقيقة على أرض مصر فهناك أكثر من 100 مدرسة فتحت أبوابها لاستقبال الطلاب، والفكرة يجرى تعميمها وبنفس الطريقة التي يتم تطبيقها في اليابان، ثم تعلن الدولة عن تطوير نظام التعليم بالكامل من أولى حضانة انتهاءً بالجامعة وفق نظام تعليم عصري يقضي على موروثنا القديم الذي يعتمد على أسلوب الحفظ والتلقين الذي بسببه انتشرت ظاهرتا الإرهاب والدجل والشعوذة خلال السنوات الماضية، كما راجت ظاهرة الدروس الخصوصية التي استنزفت دخل الأسرة المصرية وفشلت معها كل وسائل مقاومتها، وتعلن الدولة على لسان وزير التربية والتعليم كافة التفاصيل وتقرر البدء بالفعل في تدريب المعلمين على النظام الجديد، والسؤال في ظل إنكار البعض هل ما يحدث على هذا الصعيد حقيقة وواقع أم سحر وخيال؟!

مواجهة الغلاء وإنصاف الفقراء والمهمشين وتخفيف العبء عن محدودي الدخل توجه حقيقي للدولة يعبر عنه ويؤكده عدد من السياسات، بدءا من القضاء على ظاهرة العشوائيات التي كانت تسيء لمصر، إضافة لما كانت تمثله من خطورة بالغة على أرواح آلاف المواطنين، مرورا بتوسيع منظومة الدعم وتصحيح مساره، بوصوله فعلا لمستحقيه وزيادة قيمة الدعم المقدم من خلال البطاقة التموينية وتصحيح منظومة الخبز والسلع التموينية وتوسيع شبكة الحماية المجتمعية من خلال برنامج تكافل وكرامة، انتهاء بمعارض وزارتي الداخلية والتموين في مختلف المحافظات لتوفير مستلزمات الأدوات المدرسية بأسعار مخفضة، وأخيرا القرارات الأخيرة لوزارة التربية والتعليم بإعفاء عدد من الفئات من مصاريف الدراسة ورسوم الأنشطة الطلابية في المدارس الحكومية والتي تمثل 86% من مدارس الدولة ومن بين هذه الفئات المرأة المعيلة وأبناء الشهداء من رجال الجيش والشرطة وأبناء المدنيين الذين استشهدوا في عمليات إرهابية، في خطوة تعكس إصرار الدولة على تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي وتوجيه رسالة شكر وعرفان لأبطال ضحوا بأرواحهم من أجل بلدهم، وكذلك تأكيد المسؤولية المدنية للدولة عن كل ما يحدث على أرضها واحتضان أسر ضحايا العمليات الإرهابية الخسيسة بعد وفاة عوائلهم، ويبقى السؤال هل هذا سحر وخيال أم حقيقة وواقع؟!

تتجه الدولة للبحث عن مصادر للدخل القومي بدءا من التنقيب واكتشاف المزيد من حقول النفط والغاز في جميع مياهنا الإقليمية انتهاء بتحويل الأراضي الصحراوية لأراضي ذات قيمة بعد إقامة المدن الحديثة المتطورة عليها بأحدث المواصفات العالمية حوالى 20 مدينة ليتراوح سعر المتر من 10 إلى 20 ألف جنيه، انتهاء بسعي الدولة لإيجاد منتج سياحي جديد يضيف إلى الثروة السياحية المصرية وينوع من مصادرها ويجذب المزيد من السياح من خلال ما تقيمه حاليا في مدينتي العلمين والجلالة، فهل هذا كله نتاج جهد وعرق وإصرار على التحدي والتغيير أم سحر وخيال؟!

أخيرا عندما تصر الدولة على القضاء على مرض فيروس س في مصر بحلول عام 2020 وإجراء مسح شامل لكل طلاب المدارس والجامعات إضافة إلى تخفيض قوائم الانتظار لإجراء العمليات الجراحية وفتح مستشفيات الجيش والشرطة للمرضى المدنيين، ومع استمرار معركة الشرف التي يخوضها أبطالنا من رجال الجيش والشرطة لاجتثاث الإرهاب من سيناء، فهل ما يحدث سحر وخيال أم واقع وحقيقة؟!

مع تمسك الكثيرين بمواقفهم المناوئة للدولة وتوجهاتها، مع رفض الكثيرين لما تشهده مصر من واقع جديد على كل الأصعدة وعدم الاعتراف بما تم من إنجازات نحن أمام حالة من النكران لا يجسدها إلا هذا السؤال المعجز "أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون". 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز