عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الصحف الإلكترونية وقضية سد النهضة (2)

الصحف الإلكترونية وقضية سد النهضة (2)

بقلم : د. شريف درويش اللبان

احتلت قضية سد النهضة الإثيوبي أهمية قصوى لدى الرأي العام المصري منذ إعلان الحكومة الإثيوبية عن نيتها لبناء هذا السد في الأول من مايو 2010، وفي هذا الإطار جاءت الدراسة المهمة للدكتور عبد الهادي أحمد النجار، أستاذ الصحافة المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنصورة، وعنوانها: "دور المواقع الصحفية المصرية في معالجة قضية سد النهضة الإثيوبي وانعكاساتها على تشكيل اتجاهات القراء نحوها".



وقد تم تطبيق هذه الدراسة في إطارها التحليلي على عينة من مواقع الصحف المصرية بواقع 228 عددًا من كل موقع، خلال ست سنوات في الفترة من 2011 حتى 2017، وفي إطارها الميداني أُجريت الدراسة على عينة قوامها 400 مبحوث من جمهور القراء من محافظة الشرقية.

وقد اتضح من نتائج الدراسة اهتمام المواقع الصحفية المصرية بنشر الموضوعات المتعلقة بسد النهضة، حيث جاء متوسط نشر المواد الخاصة بسد النهضة على صفحات المواقع عينة الدراسة في اليوم الواحد = 1008÷648 = 1.5 مادة في اليوم الواحد، وهو ما يمكن تفسيره في إطار حرص المواقع الصحفية محل الدراسة على نشر الموضوعات المتعلقة بقضية سد النهضة لما له من آثار على الأمن القومي المصري.

احتل الموقف المصري الترتيب الأول بالنسبة للمواقف التي عكستها المواقع الصحفية المصرية لدول حوض النيل من سد النهضة بنسبة 34.9%، تلاه الموقف الإثيوبي في الترتيب الثاني بنسبة 20.6%، ثم الموقف السوداني في الترتيب الثالث بنسبة 11.5%، ثم الموقف الأوغندي في الترتيب الرابع بنسبة 10.1%، ثم الموقف التنزاني في الترتيب الخامس بنسبة 5.8%، ثم الموقف البوروندي في الترتيب السادس بنسبة 4.5%، ثم موقف الكونغو الديمقراطية في الترتيب السابع بنسبة 4.2%، ثم الموقف الرواندي في الترتيب الثامن بنسبة 3.0%، ثم الموقف الكيني في الترتيب التاسع بنسبة 2.2%، ثم موقف جنوب السودان في الترتيب العاشر بنسبة 2.0%، ثم الموقف الإريتري في الترتيب الحادي عشر بنسبة 1.2%.

أثبتت الدراسة التحليلية أن النسبة الأكبر جاءت من نصيب التغطية الإخبارية في مواقع الصحف الإلكترونية، نظرا لأن الأشكال الاستقصائية تحتاج إلى متابعة وبحث وسعي وراء الأطراف، كما أثبتت الدراسة التحليلية أن هناك اختلافًا في توظيف المصادر بصحف الدراسة، وكان اعتماد الصحف الأكبر على المحرر الصحفي، مما يؤخذ عليها إغفالها لفئة المراسل ما يدل على قلة قيام المواقع الصحفية بإرسال مراسلين في دول حوض النيل لتغطية قضية سد النهضة الإثيوبي أولًا بأول.

جاءت اتجاهات الجمهور في الدراسة الميدانية نحو عبارات استراتيجية مواجهة مشكلة سد النهضة كما يلي:

* جاء الاتجاه الغالب لعبارة تعديل السعة الحالية لسد النهضة (بتقليلها)، مع إعداد بدائل تتيح إنتاج نفس كميات الطاقة الكهربائية المستهدفة لإثيوبيا "موافق"

* جاء الاتجاه الغالب لعبارة عمل مشاريع في إثيوبيا تخدم الدولتين مثل شراء وزراعة أراضي إثيوبية "موافق".

* جاء الاتجاه الغالب لعبارة اللجوء إلى التحكيم الدولي للنظر في القضية والحفاظ على حق مصر التاريخي في مياه نهر النيل "موافق".

* جاء الاتجاه الغالب لعبارة ضرورة التواصل مع القارة الإفريقية باعتبارها المستقبل بالنسبة لمصر "موافق".

* جاء الاتجاه الغالب لعبارة إقامة مشروعات مشتركة للتنمية المائية "محايد".

* جاء الاتجاه الغالب لعبارة ضرورة الاستفادة من المساقط المائية الطبيعية في دولة الكونغو "محايد".

* جاء الاتجاه الغالب لعبارة مقاومة التغلغل الإسرائيلي في دول حوض النيل وتنمية العلاقات معها "محايد".

* جاء الاتجاه الغالب لعبارة اللجوء إلى الخيار العسكري وإنهاء مشكلة السد تمامًا ضمن استراتيجية مواجهة مشكلة سد النهضة "معارض".

وهو ما قام الباحث بتفسيره على أن الاستراتيجية المصرية لمواجهة مشكلة سد النهضة من وجهة نظر المبحوثين يجب أن تنطلق من ضرورة وضع خارطة طريق للتحرك المصري للخروج من الموقف الراهن في المجال الداخلي والخارجي والإقليمي مع التركيز على تغيير الخطاب المصري الموجه لدول حوض النيل بعيدًا عن التهديد والنظرة الاستغلالية.

وقد احتلت فئة "أحرص على قراءة الموضوعات بالكامل مع مشاهدة الصور والفيديوهات" الترتيب الأول في درجة انتباه المبحوثين في متابعة قضية سد النهضة بنسبة 33.5%، تليها في الترتيب الثاني فئة "قراءة عناوين الموضوعات والمقدمات فقط" في الترتيب الثاني بنسبة 27.0%، ثم فئة "قراءة العناوين ومشاهدة الصور أو الفيديوهات المتعلقة بالموضوع فقط" في الترتيب الثالث بنسبة 22.5%، ثم فئة قراءة عناوين الموضوعات في الترتيب الرابع بنسبة 19.6%.

أما بالنسبة للأسباب التي أدت إلى بناء سد النهضة، فقد احتلت فئة "تجاهل مصر لفضائها الإفريقي" الترتيب الأول بنسبة 32.6%، تليها فئة "وجود مطامع قديمة لأثيوبيا في مياه النيل" في الترتيب الثاني بنسبة 29.6% واحتلت فئة "ارتفاع تطلعات شعوب دول حوض النيل" الترتيب الثالث بنسبة 15.1%، ثم فئة "رغبة الدول الكبرى في التأثير على الأمن المائي المصري" الترتيب الرابع بنسبة 10.0%، ثم فئة "مشاكل مصر السياسية في أعقاب ثورتي 25 يناير" في الترتيب الخامس بنسبة 9.3%، ثم فئة "تغلغل إسرائيل داخل دول حوض النيل" في الترتيب السادس بنسبة 3.4%.

وهو ما يمكن تفسيره بأن أزمة سد النهضة كشفت عن أبعاد العلاقات بين مصر بدول حوض النيل، وفي مقدمتها أثيوبيا ، وعلاقات مصر بدائرتها الأفريقية.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز