عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بالبلدى كده.. هو السيسى عمل إيه ؟

بالبلدى كده.. هو السيسى عمل إيه ؟

بقلم : د. فاطمة سيد أحمد

قبل أن يذهب الرئيس إلى نيويورك اجتمع بمجلس الأمن القومى المصرى. قدم أعضاء المجلس تقاريرهم ووقف السيسى على تنفيذ تكليفاته لأهم مجلس بالدولة، لقد كان لديه مهمة صعبة للغاية، تأكد من خط سيرها ليتحدث بملء الفم فى المحافل الدولية، إنه ملف الإرهاب وبلاويه.



ولمن لا يعرف فإن ما حدث وما زالت بقاياه فى طور الهلاك هو أنه لكى نقضى على هذا الإرهاب اللعين الذى انتشر فى ربوع سيناء كان علينا إجراء تغييرات جذرية فى العقيدة القتالية والاستراتيجية  التسليحية  لجيشنا منذ الفوضى التى عمت بلادنا فى أعقاب أحداث يناير 2011 واستغلت المناطق منزوعة السلاح والتى بها أفراد قليلون من الشرطة ليدخلها من كل حد وصوب جماعات إرهابية مدفوعة من إسرائيل وحماس وبدعم قطرى وإيرانى تمركزوا واستوطنوا بيوتا وصاروا هم شعب سيناء الذى كان يخرج علينا فى عام حكم الإخوان يسيرون بعربات دفع رباعى فى الشوارع رافعين أعلامهم السوداء ملوحين بدولة مزعومة لهم هناك، وأخذوا يقتلون أولادنا الجنود الذين ذهبوا بعد أن طلب المشير طنطاوى إدخال تعديلات على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل الذى من حقنا المطالبة فى هذا إذا جد جديد، وقد حدث.

وبعد ضغوط طلب مقابلها من المجلس العسكرى إفساح الطريق للإخوان وحصلنا على التعديلات الذى اعتمدها الداعم للاتفاقية «أمريكا» بتواجد جنودنا بمعداتهم الثقيلة صعبة المراس فى التحرك للتصدى للجماعات الإرهابية  التى تستخدم حرب العصابات فى «اضرب واختبئ» وكان يلفت نظرى ويخرم أذنى تنقل المشير طنطاوى بين صفوف الضباط فى المناورات صارخا: لا تكونوا جيشا لمحاربة الإرهاب، وهو فى ذلك يخشى أن ينجر الجيش لهذه الحرب الاستنزافية التى لا تتماشى مع استراتيجية وسلاح الجيش.

ورغم إعلانه فى 2012 العملية سيناء إلا أنه ظل حريصا على عدم الخوض فى تلك الحرب الجديدة عليه والجيش معا، مما نتج عنه استنزاف قواتنا من خسائر بشرية لم يعد المجتمع المصرى يتحملها، حتى جاء المشير السيسى ولوحوا له بحادثة الخاطف والمخطوف فى 2013 ومرسى يفاوض الإرهاب الذى دعاه هو  وجماعته، ووفر لهم الملاذ الآمن،  لأنهم كانوا نواب الأممية التى ينشدونها، ضاربا بالدولة الوطنية عرض الحائط، من هنا كان استنفار السيسى بأنه لن يكون للإخوان هذا الهدف ولن تهدم مصر ولن تُستباح وكانت خطته الأولى هو تحجيم موفرى الملاذ الآمن.

ساعده فى ذلك خروج الشعب عليهم، ثم دخل فى محاولات ومفاوضات لإقناع إسرائيل بأن ما تفعله من تسهيل دخول الإرهاب لسيناء عبر أراضيها هو قمة التهديد لحدودها الآمنة التى يلوك بها ألسنة عسكرييها وسياسييها وأنه فى حاجة لدخول وحدات كاملة من الجيش إلى المناطق المنزوعة السلاح وأن تغلق أبوابها السرية لدخول الإرهاب، وقدم لهم الدليل بأنهم أول الذين سينالهم الفتك على يد هؤلاء، وفعل هذا مع حماس لكنه بصيغة تحذير وترهيب لأنها كانت غير وفية بتعهداتها مع مصر.

وفى هذه الأثناء بدأ تكوين « قوة الانتشار السريع» وحصلت على تدريبات داخلية وخارجية فى محاربة الإرهاب وقام بتدشينها فى آخر يوم له كوزير دفاع أعلن لنا ترشحه من داخل ناقلة جنود مصفحة جديدة تحمى جنودنا فى تنقلاتهم من غدر الإرهابيين الذين كانوا يتربصون لهم ذهابا وإيابا، وبعد تقلده رئيسا لمصر سعى بكل الوسائل للحصول على تسليح متنوع، وتمكن من شراء أسلحة خفيفة المراس فى الحركة والتنقل  بخطط وفكر وعقيدة جدد  منحت الجنود صفة «المقاتل» وصارت هناك مجموعات قتالية مدربة تعمل جنبا إلى جنب مع قوات الانتشار السريع، واعتمدت استراتيجية الحركة الخفيفة والتربص للإرهاب الذي يهدد المجتمع.

ولم يسحب السيسى الجيش كله إلى مجاهل جماعات إرهابية، بل أنشأ منطقة عسكرية شرقية تباشر المقاتلين الأبطال فى أعمالهم الفدائية، وقام بضخ دماء جديدة فى شرايين الجيش والشرطة بتغيير قيادات تتسلم الراية من سابقيها، وأعلن العملية الشاملة سيناء، حتى تسلم التمام قبل سفره للدورة 73 للأمم المتحدة، تحدث بقوة المنتصر الذى رفض أى مساعدة خارجية لمصر فى مكافحة الإرهاب وقال: لدى رجال، وأغلق الباب على الذين كانوا يريدون تقديم خدماتهم وهم مرابطون على أراضينا، ليصير لدينا  خبرة  محاربة الإرهاب شعبا وجيشا ورئيسا، يُحسب لنا ألف حساب.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز