عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
المعالجات الخاطئة!!

المعالجات الخاطئة!!

بقلم : محمد جمال الدين

أثبتت جائزة أفضل لاعب فى العالم التى نظمها الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) والتى حصل عليها اللاعب الكرواتى (لوكا مودريتش) أن إعلامنا ما زال (بعافية شويتين) ويفتقد الكثير من المقومات التى تجعل ما ينشر أو يتم مشاهدته من خلاله بعيدًا جل البعد عن الموضوعية.



أقول قولى هذا عقب نشر وتناول بعض الآراء الصادرة من قبل من يتحدثون عن الخذلان والعروبة المفقودة لمجرد أن نجمنا (محمد صلاح) لم يحصل على الجائزة حيث جاء فى المركز الثالث، فتحت عناوين كتبت بالبنط العريض من قبل البعض كما سبق وأكدت، من نوعيه العرب خذلوا محمد صلاح، والعرب تخلوا عن صلاح، وأن السياسة تدخلت فى الاختيار، وغيرها كثير تندد بعدم وقوف العرب خلف صلاح ودعمه فى هذه المسابقة العالمية، متناسين بقصد أو بدون أن جل ما نشروه أو رددوه ليس له أى أساس من الصحة، خاصة إذا علمنا أن التصويت فى هذه المسابقة للحصول على الجائزة كان تصويتًا شخصيًا وحسب رأى جل من أدلى بصوته سواء كان لاعبًا أو مدربًا، ولم يكن قط تصويت اتحادات أو دول كما أوهمنا البعض، وبدلًا من تشجيع لاعبنا والوقوف خلفه ومساندته وتحيته على جائزة (بوشكاش) لأفضل هدف التى لم يسبق وأن نالها لاعب عربى من قبل، ووصوله إلى المرحلة النهائية للحصول على جائزة الأفضل فى العالم لأول مرة فى تاريخ الكرة العربية.

نتحدث عن الخذلان (والهذيان أيضًا إذا أحببت عزيزى القارئ) عن طريق معالجات إعلامية خاطئة تفتقد الرؤية الصحيحة، وتؤدى إلى المزيد من الفتن وإشعال النار بين الدول العربية.. ثم نعود ونتحدث عن الوحدة العربية وتجمع العرب فيما بينهم، ولهؤلاء تحديدًا أقول: عن أى وحدة عربية تتحدثون؟ وأنتم تجدون لأنفسكم ألف سبب وسبب لتقويض دعائم هذه الوحدة بما تخرجون به على الناس، يا سادة ما حققه محمد صلاح يستحق منا جميعًا الاحترام، فهو إنجاز بجل المقاييس وعلينا جميعًا أن نفرح به، ولكن الحديث عن خذلان صلاح  أمر لا يجوز ويحسب عليكم، فهل مطلوب من قائد منتخب عربى أن يصوت لصلاح فى شأن يخص كرة القدم لمجرد أنه عربى؟، وهل يخالف قناعاته فى تقييمه للاعب عن لاعب آخر حتى نثبت للعالم أننا نحن معشر العرب متحدون ونقف صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص؟ وهل مطلوب من رؤساء الاتحادات العربية لكرة القدم أن تطلب من المدربين سواء العرب أو الأجانب الذين يتولون تدريب منتخباتهم بالتصويت لصلاح حتى نرضى من يتحدثون عن خذل العرب لنجمهم الموهوب ونقطع عليهم الطريق؟

هذه كرة قدم ياسادة هناك من يعجبه أداء هذا اللاعب وهناك من لا يعجبه، وإذا افترضنا وحدث هذا وقتها سيضحك علينا العالم بأكمله، أنا شخصيًا مقتنع تمام الاقتناع أن ما حققه (صلاح) أمر جيد ومحمود، ومع هذا ننتظر منه المزيد فيما هو قادم، وللمتحدثين عن الخذلان أيضًا أرى أن هدف صلاح فى مرمى توتنهام أفضل بكثير من هدفه فى مرمى إيفرتون، والذى من خلاله حصل على جائزة أفضل هدف، وكذلك أرى أن أداء اللاعب الكرواتى مع ناديه ومع منتخب بلاده فى كأس العالم يجعله يتفوق على صلاح الذى نافسه بشرف حتى آخر مرحلة، ولكن يظل الإنجاز والمنافسة على لقب أفضل لاعب، يحسب له كأول لاعب عربى يحقق هذه الإنجازات خلال موسم واحد كهداف فى دورى يعد هو الأقوى فى العالم، هذا بخلاف جائزة أفضل لاعب سواء فى إنجلترا أو على مستوى القارة الأفريقية.

ولذلك يبقى أن نقول لهؤلاء: ارحمونا وكفى مزايدة وإشعالًا للفتن بين العرب، لأنهم بصراحة ودون لف أو دوران (مش ناقصينكم) لذا أعتقد أن قليلًا من الموضوعية فى التناول لا تفرق وإنما تجمع.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز