عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إخوان الدولار والليرة والجنيه!

إخوان الدولار والليرة والجنيه!

بقلم : د. شريف درويش اللبان

كذابٌ أشِر من أسماها "جماعة الإخوان المسلمين"، لأن أعضاءها كما قال "مُضَللهم" الأول حسن البنا "ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين"، بل هم أقرب إلى جماعة من المصالح الاقتصادية المترابطة التي تريد الوصول إلى السلطة لتحمي اقتصادياتها وتحقق أرباحًا أفضل للجماعة ومنتسبيها بشكلٍ أشبه في شكله المؤسسي بالشركة أو المشروعات الاستثمارية التي تُدر دخلًا كبيرًا على أعضاء الجماعة، كلٍ حسب حجمه ونفوذه في هذا التنظيم الاقتصادي الاستثماري الضخم غير المشروع، الذي لا يتورع عن الاعتصام وسفك الدماء والتحريض على الشرطة والجيش والقضاة، وكلِ مَن يقف في طريقه لتحقيق مصالحه المبتغاة على أرض الواقع.



فبعد ما فعله جمال عبد الناصر في هذه الجماعة الآثمة في الستينيات– وما أدراك ما الستينيات- وجدنا أعضاء الجماعة يولون وجوههم ليس صوب القدس لتحريرها كما يدعون أو صوب سيناء لتحريرها من المحتل الصهيوني بعد نكسة 1967، التي سجدوا لله شكرًا على حدوثها لكسر عدوهم اللدود عبد الناصر، بل ولوا وجوههم شرقًا إلى دول الخليج العربي الغنية بالنفط ليَعُبُوا من الأموال عبًا ولينشروا دعوتهم السقيمة التي لاقت إقبالًا ملحوظًا في السعودية والكويت وقطر على وجه التحديد، وبدلًا من أن يهاجروا في سبيل الله، فإنهم هاجروا في سبيل الدولار والريال والدرهم والدينار، وحققوا من الهجرة إلى الخليج مليارات الدولارات، وأسسوا شركات ومصانع واستثمارات ضخمة، واخترقوا بعض هذه المجتمعات، بل اخترقوا بعض دوائر الحكم في هذه البلدان.

والأدهى من ذلك أنهم عندما وصلت جماعة "الإخوان" إلى سُدة الحُكم في مصر، لم يكن يعنيهم أمر مصر كوطن أو أمر المصريين كشعب، بل كانت كل أطماعهم أن يستولوا على بلدان الخليج التي طَعِمُوا خيرَها، وقدمت لهم الملاذ والسكن كإخوة أشقاء؛ ففي حديثٍ لي مع أحد قيادات الجماعة جمعني به العمل في الجامعة قال لي نصًا: "..وهل تكره أن تعود الخلافة الإسلامية وتكون عاصمتها القاهرة ونضم لها دويلات الخليج الغنية بالنفط".. إنه الجشع والطمع والخيانة والبراجماتية في أحط معانيها!

ولم يكن غريبًا عندما كان يتم ضبط عناصر "الإخوان" والقبض عليهم أن تجد بحوزتهم عشرات الآلاف من الدولارات واليوروهات والليرات التركية والجنيهات الإسترلينية والمصرية، وكأنك تُلقي القبض على بنوكٍ متنقلة، كما استطاعت الجماعة أن تُغني منتسبيها في عام حكمها الأسود على المصريين والأفضل على أعضاء الجماعة الذين ظهرت عليهم فقط– دون سائر المصريين- أمَارَات الغنى والثراء، فاشتروا الأراضي والعقارات وشيدوا الفيلات والعمارات واقتنوا أحدث السيارات في محاولة لأن تكون الجماعة نخبة اقتصادية وسياسية جديدة، وهو العام نفسه الذي ظهرت فيه أمَارَات البؤس والشقاء على جموع المصريين ممن ليسوا أعضاء في جماعة المصالح الاقتصادية، وهو ما كان يُنبئ بأن الجماعة تؤمن بالرأسمالية بعيدًا عن كل قيم التكافل الإسلامية، لكنها ليست رأسمالية عادلة لكل المواطنين "دعه يعمل.. دعه يمر"، بل هي "رأسمالية المحاسيب" ممن ينتسبون فقط إلى الجماعة، أو ممن يرتبطون معها بعلاقات مصالح من طبقة رجال الأعمال.

ولم تكن الحرب التي شنتها جماعة "الإخوان" على الدولة المصرية بعد فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" حربًا إرهابية مسلحة بالفكر الهدام والمدافع الرشاشة ومدافع "الجرينوف" والمتفجرات، بل كانت أيضا حربًا اقتصادية طاحنة أيضا، حاول فيها "الإخوان" قطع المعونات التي يتم تقديمها من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وحاولوا كذلك من خلال سيطرتهم على معظم نشاط شركات الصِرافة أن يضربوا الاقتصاد المصري في مقتل من خلال المضاربة على الدولار داخل مصر، وتجفيف منابع العملة الصعبة من المصريين العاملين خارج مصر بشرائها بأسعار أعلى كثيرًا من أسعار البنوك المصرية، ولولا قرار التعويم ما استطاعت مصر أن تواصل خطتها التنموية الطموحة، ولما تم ضخ ما يزيد على 150 مليار دولار في البنوك منذ قرار التعويم في أوائل نوفمبر 2016.

والدليل الدامغ على هذه الحرب الاقتصادية أنه عندما تمر مصر بأي أزمة اقتصادية، تهلل جماعة "الإخوان"، وتعتبر خسائر مصر مغانم ومكسبًا عظيمًا للتنظيم، وهو ما حدث عكسه تمامًا بعدما تراجعت الليرة التركية بنسبة تصل حوالي 20% أمام الدولار الأمريكي وسط توتر بين واشنطن وأنقرة، إذ اعتبرت قيادات في التنظيم- المدرج على قوائم الإرهاب في 4 دول عربية- أن ارتباك وتراجع الاقتصاد التركي بمثابة تراجع وانهيار للدين الإسلامي، ليس هذا فحسب، بل إن تراجع الليرة التركية سوف يتسبب في اغتصاب نساء المسلمين، على حد مزاعم قيادات الإخوان.

وبعدما تراجعت العملة التركية، استشعر الإخوان الخطر، وخرجوا من جحورهم، وانتفضوا وأعلنوا الجهاد في سبيل الليرة، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل طالبوا المسلمين بأن يدعموا الاقتصاد التركي حتى لا يسقط الإسلام وتغتصب نساء المسلمين- على حد زعمهم الباطل- وصرخت قيادات إخوانية من أجل إنقاذ الإسلام عن طريق دعم الليرة التركية، وأصدر الإعلامي الإخواني صابر مشهور المذيع السابق بفضائية الجزيرة المملوكة للنظام القطري، حلقة متلفزة على قناته على "يوتيوب" حملت عنوان "ماذا يجب على المسلمين لدعم الليرة التركية؟"، زعم خلالها أن دعم الليرة التركية واجب ديني على كل المسلمين، مضيفًا: "إذا نجحت تركيا سنعيش كمسلمين في أمان، أما إذا سقطت تركيا أو سقطت الليرة التركية فستغتصب زوجتك أمامك"! وبالطبع فإن الدفاع عن تركيا هو دفاع عن الحليف الاقتصادي للجماعة وعضو تنظيمها الدولي من جهة، ودفاعًا عن المصالح الاقتصادية الضخمة للإخوان هناك، ولا علاقة للإسلام بكل ذلك.

اذهبي يا جماعة المصالح إلى الجحيم.. لا أعادكم الله منه، وأبشروا بعذابٍ بئيس بقدر رؤوس أموالكم علاوة على أرباح اقتصادكم المزعوم!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز