عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بصمات أردوغان على مفتاح قضية خاشقجي

بصمات أردوغان على مفتاح قضية خاشقجي

بقلم : ياسر خليل

اتجه الرأي العام، أو بالأحرى تم توجيهه عن عمد، نحو فرضية أن السعودية اختطفت وقتلت الكاتب السعودي المعارض جمال خاشقجي، خلال زيارته لقنصلية بلاده في إسطنبول. باتت هذه الصورة الذهنية هي المسيطرة على غالبية وسائل الإعلام والرأي العام. لكن هل هذا كل شيء؟



أعتقد أن هناك فرضية أخرى، تستحق أن تطرح إعلاميًا وتأخذ مساحتها في النقاش والبحث، وهي أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صاحب مصلحة كبرى في هذه الطعنة الغادرة الموجهة للمملكة، وربما يكون ضالعًا بقوة في هذه الجريمة.

تبدأ القصة في التفاعلي القوي بعد تغريدة لسيدة تركية تدعي أنها خطيبة الكاتب السعودي، وهي خديجة جنكيز، التي نشرت (باللغة العربية) على صفحتها بموقع تويتر يوم الخميس 4 أكتوبر الجاري تدوينة مهمة قالت فيها: "من يوم الثلاثاء الماضي وحتى هذه اللحظة جمال الخاشقجي مفقود، وأنا الوحيدة كنت أصاحبه قبل دخوله في القنصلية"!

المقال الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست، يوم 2 أكتوبر، بقلم جاسون رزيان، حول اختفاء كاتبها السعودي المشارك، يعتمد أيضا على شهادة السيدة التركية.

عقب تغريدة جنكيز التي نشرت بعد يومين من اختفاء خاشقجي، بدأت الضجة الإعلامية تتصاعد، متبنية القصة التي روتها خطيبته المفترضة.

لا توجد أي معلومات عن خطبة الكاتب السعودي لخديجة جنكيز، لم يذكر هو ذلك على صفحته، ولا هناك أصدقاء مقربون له أكدوا ذلك. لا توجد صور منشورة تجمعهما معا كخطيبين.

الصورة الوحيدة التي يظهران فيها، نشرها الكاتب في أغسطس الماضي على تويتر، ولم يشر إلى اسم السيدة صراحة، بل اكتفى بذكر اسم المستخدم الخاص بها على تويتر، إلى جانب آخرين شاركوا في أمسية حضرها خاشقجي، وكانت تجلس السيدة بعده بمسافة.

إذا هو إعلان من طرف واحد، لا نستطيع إنكار صحته، لكن من المنطقي أن يحرك الشكوك حول مصداقيته.

دفعت خديجة بقوة نحو تأكيد صحة روايتها، وشاركت في اعتصامات ووقفات وحملات على مواقع التواصل الاجتماعي ترسخ فكرة أن السعودية صاحبة مصلحة في اختفاء الكاتب السعودي المعارض.

وبينما تدفع بقوة في هذا الاتجاه، نشرت صورة تبين مدى الانسجام والوئام الذي يجمع بين خاشقجي والرئيسي التركي. ظهر أردوغان في الصورة وهو يصافح الكاتب السعودي المعارض والابتسامة تعلو وجهيهما.

وسواء تأكدت الشكوك حول دور السيدة التركية في توجيه أصابع الاتهام نحو الرياض، وإبعادها عن أنقرة، أو انتفت، فإن لأردوغان مصلحة كبيرة في إحداث هذه الضجة الضخمة.

أولا هناك توتر معلوم في العلاقات السعودية- التركية، ومن المعروف أن أنقرة حليفة قوية للدوحة، وتدعم جماعة "الإخوان المسلمين" التي تصنفها السعودية كمنظمة إرهابية.

ويتخوف النظام التركي الحاكم من القوة المتزايدة للرياض، فالسعودية باتت صاحبة رابع أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط، وتلعب دورا بالغ التأثير في المنطقة، وما يضاعف من قوة تأثيرها تحالفها الوثيق مع مصر والإمارات والبحرين.

وفي الوقت الذي تشكل فيه الضغوط على السعودية مصلحة مباشرة للرئيس التركي، الذي يطمح في أن يكون القوة الإقليمية والإسلامية المسيطرة، فإنه معروف أن تركيا تحولت في عهده إلى يد تنفذ بها واشنطن خططها في الشرق الأوسط، وإفريقيا أيضا.

ولا يخفى على أحد أن نجاح تجربة أردوغان في تحقيق الأهداف الأمريكية في المنطقة، شجع واشنطن على دعم تيارات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط. فهذا الرجل الذي جاء إلى السلطة بقوة دفع حزبه الإسلامي (الحرية والعدالة)، شكل نموذجا مبشرا بالنسبة للإدارة الأمريكية، في كيفية التعامل مع حكومات (إسلامية) تملك واشنطن "كتيب" التعامل معها، خاصة أن أردوغان يعد رمزا وداعما مؤثرا لتلك الجماعات، باختلاف أطيافها الفكرية المعلنة، بداية من "الإخوان المسلمين" إلى "داعش" وغيرهما.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز