عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
كلمات للزينة

كلمات للزينة

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

لاحظت أن الكثيرين يأخذون من المقولات الشهيرة التي صدرت عن كبار الكُتَّاب والفلاسفة، ويضعونها على صفحاتهم على فيس بوك، أو كخلفية على مواقعهم على السوشيال ميديا، وتكون هذه الأقوال عبارة عن حكمة أو خُلاصة فلسفة، تأتي في صورة نصيحة، وهذا أمر في حد ذاته رائع، أن نقرأ هذه الحكم والمقولات، وأن نضعها على صفحاتنا، لكي يقرؤها الكثيرون، ولكن الأهم من ذلك هو، هل تُرانا نُؤمن بهذه الأقوال، ونُترجمها في صورة أفعال في حياتنا اليومية، وفي موافقنا الحياتية، أم تُراها مُجرد كلمات لقت صدىً بداخلنا؛ بسبب نغماتها الرنانة، فوضعناها على مواقفنا؛ لكي تُعبر عن الحالة التي نعيشها، أو نوع من الاستعراض الثقافي أمام الآخرين.



وأنا أتساءل هذا السؤال؛ لأنني وللأسف الشديد، اكتشفت أن أغلب من يُدرجون هذه الأقوال، هم أبعد ما يكونون عنها، ولا تجد لها أي أثر في سلوكياتهم وتصرفاتهم، وأكثر ما يستفزني هو من يُحول الكلمات التي غيرت مجرى حياة البشر، ورُبما غيرت في مسار تاريخ الإنسانية، إلى مُجرد كلمات براقة، ليس لها دور، سوى أن يتم وضعها في برواز لامع؛ لكي تُبهر كل من يمر عليها، فهي هكذا تُصبح وردة تُزين عروة جاكيت، وجودها وعدما سواء.

فلماذا لا نُفكر في معنى الكلمات، ولماذا لا نأخذها بعين الاعتبار، فربما لو ترجمناها على حياتنا، لتغيرت بأكملها، فكم من كلمات حولت المتكاسل إلى كتلة من نشاط، وكم من عبارات بدَّلت اليأس والحزن إلى أمل وفرح، فهل ننسى أن كلمات القرآن، هي التي أدخلت الكفار في الإيمان والتوحيد، وهذا هو أكبر أنواع التبديل، الذي يُمكن أن يحدث في حياة الإنسان، فالقصة ليست في كونك تأخذ الكلمات لتتزين بها، أو تستعرض بها، ولكن القصة تكمن في أن تُؤمن بها، وتُفكر في معانيها، وتتدبرها، وتحس بها، وتُترجمها على حياتك، وتأخذ منها ما يُناسبك، ويُغير مسار حياتك، فهنا سيأتي عليك يوم، تقول فيه هذه الحكمة "غيرت مجرى حياتي حقًا"، وربما بعض بضع سنوات، تكتب أنت الحكمة التي تُغير مجرى حياة من حولك، فلا تُحولوا أعظم أعظم الكلمات إلى مُجرد كلمات للزينة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز