عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"النخبة".. حديث عن التغيير

"النخبة".. حديث عن التغيير

بقلم : عصام شيحة

 لا يمكن الزعم بأن الوطن بلغ بالقطع مستقراً يؤكد غلبة القيم والأهداف التي تطلعت لها الملايين، يوم خرجت تنادي بقوة على طموحاتها نحو حياة كريمة حرة في الخامس والعشرين من يناير 2011، ثم انطلقت في الثلاثين من يونيو 2013 تلملم تفاصيل ثورتها التي عبثت بها الجماعة الإخوانية.



والحال كذلك، لا يشير أبداً إلى استثناء يلحق بتجربتنا الوطنية؛ ذلك أن الثورات، بشكل عام، كما أنها نتاج اختمار مجتمعي طويل، فهي لا تطرح ثمارها بنفس سرعة تصاعد التطلعات التي تعبر عنها الجماهير الثائرة.

وعليه، فمرحلة وسيطة يمر بها الوطن بين ماض رفضناه، ومستقبل نتمناه، وليس لنا إلا أن نحترم طبيعة المرحلة الوسيطة، ونستجيب لمقتضياتها. حتى أننا قد نحرم أنفسنا من الاستمتاع "بحلاوة النصر"، وقد تحقق بالفعل في معارك هنا وهناك؛ إذ الأصعب جهاد مع النفس. ومراجعات صريحة لا تعرقلها مصالح ليس للوطن فيها النصيب الأوفر.

ولا يذكر التاريخ إلا أن "النخب"، سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها، لها دور البطولة في تلك الفترات الفارقة من عمر الشعوب. فهي التي تقود مجتمعاتها صوب تغييرات جذرية، كبيرة وحقيقية، تعبر بصدق عن القيم والأهداف التي ثارت من أجلها الملايين. بل أن نجاح "النخب" في إنجاز هذه المهمة، الشاقة والحتمية بالفعل، جدير بأن يكون المعيار الأصح لقياس مدى شرعية "النخب"، وصحة انتمائها الوطني.

ولا شك أن طبيعة دور النخب أنه كذلك "وسيط"، بين المجتمع المحلي والمؤسسات الرسمية للدولة. ومن ثم فإن قبول المجتمع لهذه النخب لهو أمر أولي، لا ينبغي أن يناله أي قدر من التزييف. فلا وساطة يمكن أن تنهض بها "النخب" دون تفويض من مجتمعها، يمنحها شرعية الحديث بإسمه. فكيف الحال ونخبنا، في أغلبها، منقطعة الصلة بمجتمعها.تركيزها مُنصب علي السعي إلي التواصل مع المؤسسات الرسمية. ربما لما يتيحه ذلك من فرص إعلامية جذابة تزيد من لمعان "النخب"، وأخرى تتعلق بإمكانية الوصول إلى احتلال مواقع مرموقة داخل مؤسسات الحكم الرسمية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز