عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مُشكلة بلا حل

مُشكلة بلا حل

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

حقًا، كل ما هو مفروض مرفوض، وكل ما هو ممنوع مرغوب، طبيعة بشرية لا يمكن أن يختلف عليها البشر، فنحن نرفض المشاعر الجياشة من أقرب المقربين لنا، الذين تربطنا بهم صلة دم؛ لأنها مشاعر مفروضة، فهم مُطالبون بالاهتمام بنا، بحُكم المسؤولية الأسرية والقانونية، في حين أننا نبحث وبكل ما أوتينا من قوة عن العاطفة الجياشة من شخص آخر غريب، لا تربطه بنا أي صلة دم أو قرابة، ونجد لذة غير عادية في القيود التي يفرضها علينا؛ والسبب ببساطة، أننا على يقين وقناعة، أنه لا يوجد أي مسؤولية عليه، تُحتم اهتمامه بنا أو انشغاله علينا، وإذا حدث، وتحولت هذه العلاقة إلى علاقة قرابة، لها أساس قانوني، تتحول معها مشاعرنا إلى حالة رفض لهذه المشاعر، فهنا ننظر لها على أنها قيود، لا تُطاق، فالإنسان بطبيعته يُحب الاستثناء، ويهرب من القاعدة، يُقبل على الشيء النادر، ويبتعد عن كل ما هو مُتاح، يستمتع وهو يخالف القانون والمنطق، ولا يجد أي لذة في أي شيء مُقنن، طبيعته مُتمردة، يشعر بأنه قوي وذكي، ومُختلف، عندما يخرج عن المجموع، وحتى الشخص المُسالم، الذي لا يُخالف أي قاعدة، تجده لاإراديًا ينجذب للشخص المتمرد؛ لأنه يجد فيه صورة مُعاكسة لشخصيته، أو ربما لأنه يجد في هذا الشخص الطاقة المكبوتة بداخله، التي تتمنى أن تخرج إلى الواقع، لكنها تظل حبيسة بداخله، لذا، تجد كثيرًا من الناس يظهرون بصورة مثالية أمام المجتمع، وأمام أسرهم، في حين أنهم يفعلون كل ما هو مُعاكس لهذه الصورة في الخفاء.



من الآخر، مهما تحدثنا عن طبيعة الإنسان، وتكوينه وأفكاره، ومدى تناقضه، فلن نصل إلى تحليل حقيقي ونهائي له، فهو سيظل هكذا، مهما حاول أن يتعامل بالمنطق، فهو مُؤمن بأشياء كثيرة، ولكن طبيعته تُجبره على الإتيان بأفعال مُخالفة لما هو مُقتنع به، فحقًا، الإنسان مشكلة ليس لها حل.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز