عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
استراتيجية مقترحة للإعلام الرياضي

استراتيجية مقترحة للإعلام الرياضي

بقلم : د. شريف درويش اللبان

نوقشت الأسبوع الماضي بكلية التربية الرياضية بنات بجامعة الإسكندرية رسالة دكتوراه مهمة للباحث محمد فوزي عبد المنعم دحروج، المتحدث الرسمي لوزارة الشباب والرياضة، وقد شاركتُ د. نازك مصطفى سنبل ود. ريهام أمين حمزة الإشراف على هذه الرسالة، التي ناقشها د. حسن الشافعي ود. أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الذي كان عائدًا صبيحة اليوم نفسه من تونس، حيث كان يخوض مع فريق الأهلي (المصري) موقعة "رادس" بتكليف رئاسي، محاولًا إطفاء حريق كان يمكن أن يأتي على العلاقات التاريخية بين مصر وتونس.



قلت إن هذه الرسالة المعنونة "استراتيجية مقترحة للإعلام الرياضي لوزارة الشباب والرياضة بجمهورية مصر العربية" رسالةٌ مهمة لأنها تُعنى بالتخطيط لاستراتيجية مستقبلية، في وقتٍ لا نملك فيه ذلك الفكر الاستراتيجي الذي يرنو إلى المستقبل واضعًا في اعتباره متغيراتٍ كثيرة، ومحددًا آلياتٍ لتنفيذ هذا التخطيط الاستراتيجي. إننا في المنطقة العربية لدينا رؤى تتسم بالعمومية؛ لدينا رؤية مصر 2030 ورؤية السعودية 2030 ورؤية الإمارات 2030 ورؤية سلطنة عُمَان 2040، ولكننا نفتقر إلى استراتيجيات محددة لوضع هذه الرؤى المأخوذة عن روية الأمم المتحدة موضع التنفيذ، علمًا بأن هذه الرؤى هي مجرد خطوط عامة عريضة لا تحدد كيفية تنفيذها.

قلت إن هناك فارقًا كبيرًا بين "الاستراتيجية" Strategy و"الرؤية"؛ فالاستراتيجية تتضمن آليات تنفيذها وتفعيلها على أرض الواقع بينما الرؤية تتيح لك مجالًا للحُلم ويجعلك تسبح في الخيال قليلًا لكي تحلم، وقد تكون قادرًا على تحقيق الحلم أو قد تكون مبالغًا في أحلامك. ولذلك اقترحت بأن نضع استراتيجية وليس رؤية لمصر 2030 على أن نقوم بتنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال خطة عشرية أو خطتيْن خمسيتيْن، على أن نقدم رؤية لمصر فيما بعد 2030 تمتد حتى 2050 نحلُم فيها لمصر بما شاء لنا الحُلم، محاولين وضع خطط استراتيجية مستقبلية لتحويل هذا الحُلم إلى حقيقة واقعة تنتفع بها الأجيال القادمة.

قلت إن رسالة الباحث محمد فوزي تمتعت بظروفٍ وعوامل لم تجتمع لغيرها من الرسائل العلمية؛ فالباحث هو المتحدث الرسمي لوزارة الشباب والرياضة ويستطيع وضع استراتيجيته المقترحة موضع التنفيذ في مجال عمله، وتوافر على الرسالة هيئة إشراف تجمع ما بين الإدارة الرياضية والإعلام، وناقشها أستاذ في الإدارة الرياضية أيضا والوزير المسؤول عن الشباب والرياضة في مصر، والذي يستطيع أن يعتمد هذه الاستراتيجية ويوفر لها عوامل النجاح والتمويل اللازم لتدخل حيز التنفيذ، وهكذا يصبح العلم والجامعات في خدمة المجتمع بشكلٍ عملي بعيدًا عن الشعارات الطنانة.

قلت كذلك إن ما يميز هذه الرسالة هو اختيارها أسلوب التحليلي الرباعي SWOT Analysis للكشف عن جوانب القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجه الإعلام الرياضي بوزارة الشباب والرياضة، وامتدحت شجاعة وزير الشباب والرياضة على تقبله لمثالب إدارة الإعلام والعلاقات العامة في وزارته، لأن أول خطوات الإصلاح هي أن نضع أيدينا على مواطن الضعف، ووجه الوزير الباحث إلى ضرورة توسيع آفاق استراتيجيته لتشمل إدارة العلاقات العامة والإعلام بالوزارة وعدم الاكتفاء بوضع استراتيجية لتطوير إدارة الاتصال الإعلامي لتعم الفائدة على الإدارة بأكملها في إطار منظومة أعم وأشمل هي وزارة الشباب والرياضة المصرية.

مشكلتنا الأساسية أنه ليس لدينا استراتيجيات رياضية لا في الماضي ولا في الحاضر، والدليل أننا نستيقظ كل فترة على كارثة، تتعاظم وقت وقوعها وتتضاءل بعد مرور الوقت لنصحو على كارثةٍ أخرى، أذكركم بصفر تنظيم المونديال وطوبة مباراة زيمبابوي ومباراة مصر والجزائر في أم درمان وصفر مونديال روسيا الصيف الماضي وخسارة الأهلي للبطولة الإفريقية في نوفمبر الحالي، والذي كتبت عنه مقالي الأسبوع الماضي، لو كان لدينا فكر استراتيجي لما تعرضنا لكل هذه الانتكاسات في مجال واحد وفي لعبة واحدة.

إن العالم يُدار الآن من خلال التخطيط الاستراتيجي، حيث يمكن أن نرى المحطة التي يصل إليها قطار المستقبل في كل المجالات الرياضية والفنية والشبابية والتنموية والتعليمية، عايزين نشوف مصر مختلفة بعد عشر سنوات من الآن بناءً على استراتيجيات محددة وآليات واضحة لتنفيذ هذه الاستراتيجيات.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز