عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فضيلة الإمام الأكبر... ماذا عن الإرهاب والإلحاد الذي انتعش في عهدك؟

فضيلة الإمام الأكبر... ماذا عن الإرهاب والإلحاد الذي انتعش في عهدك؟

بقلم : ياسر خليل

احتشد عدد كبير من المصلين بمسجد وساحة الشيخ الطيب بمدينة الأقصر، أمس في صلاة الجمعة، أتوا من قنا وأسوان إضافة إلى الأقصر وربما مناطق أخرى، وأعلنت شخصيات عامة، ومنظمات، وائتلافات ولجان شعبية وحزبية مساندتها للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.



حالة تشعرك بأن هناك معركة كبرى استدعت كل هذه القوى والشخصيات للانتفاض فجأة... فما الذي حدث؟

استنفر شيخ الأزهر قطاعا واسعا من الرأي العام المصري خلال كلمته في احتفالات المولد النبوي، يوم الاثنين الماضي، بعدما خصص قرابة 9 دقائق من نحو 13 دقيقة، للحديث في أمر بدا كخطر محدق يهدد الدين الإسلامي.

هذا الخطر الذي يخصص له الإمام الأكبر كل هذا القدر من وقت كلمته، في مناسبة بالغة الأهمية روحيا، وتحظى باهتمام إعلامي كبير، يفترض تلقائيا أنه أشد خطر تواجهه الأمة حاليا.

ما هذا الخطر؟ إنه إنكار البعض للسنة والاكتفاء بالقرآن، وربما يقصد تحديدا من يسمون بالقرآنيين.

يسرد فضيلته خلال كلمته تاريخا طويلا لتلك الحركة بدأ من القرن التاسع عشر وحتى عصرنا الحالي. ويعلم الدكتور الطيب ونحن نعلم ما الذي يمثله النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة للمسلمين، ويعرف أن هذه المعركة التي بدأت قبل أكثر من 100 عام، ظلت زوبعة في فنجان، ولم تغير نظرة الغالبية الساحقة من المسلمين للنبي وسنته، ولم تجتذب سوى نسبة لا تذكر من الناس.

اختار فضيلة الإمام -الذي يأخذ منه ويرد- أن تكون هذه المعركة الجانبية هي معركته الرئيسية، وهو يعلم دون شك أنها سوف تستنفر المسلمين وتشعل غضبهم وحماسهم.

أليس هذا تشويشا على معركة أكبر وأكثر خطورة وإلحاحا وهي معركتنا مع الإرهاب؟

أيهم يهدد الإسلام وصورته في الداخل والخارج: منكرو السنة أم التنظيمات الإرهابية؟

من الذي تسبب في انتشار الإلحاد بين شبابنا في مصر: من ينكرون السنة أم المتشددين والإرهابيين؟

إنكار السنة معركة فكرية محدودة للغاية يقودها عدد صغير من الأفراد غير المؤثرين اجتماعيا وسياسيا، أما التطرف والإرهاب فهو معركة ضخمة وملحة للغاية.

ألا نعرف كيف نحتار معاركنا؟ أم إنه كلما تعالت مطالبات بالإصلاح الديني، وضرورة إعادة قراءة التراث الإسلامي قراءة معاصرة ومستنيرة، رفعت شعارات "هدم الدين" أو "إنكار السنة النبوية" واختطف مجتمعنا لصراعات جانبية تهدر طاقتنا وجهدنا ووقتنا.

تولى فضيلة الدكتور أحمد الطيب مشيخة الأزهر في العام 2010، أي قبل نحو 8 سنوات، ولنا اليوم الحق في أن نسأله بكل صراحة:

لماذا انتعش التشدد والإرهاب خلال هذه الفترة بشكل غير مسبوق؟ لماذا وجدت التنظيمات الإرهابية عشرات الآلاف من المصريين المهيئين فكريا للانضمام إليها أو التعاطف معها؟

ولماذا في الوقت ذاته الذي انتشر فيه التشدد والغلو الديني تزايدت أعداد الملحدين واللا دينيين بشكل ملحوظ؟

لقد تغير العالم، وباتت كتب التراث التي يدافع عن صحتها رجال الأزهر دفاعا شديدا، غير مفهوم، متاحة للجميع على الانترنت.

يبحث أحدهم عما تستند إليه التنظيمات الإرهابية في تفسيراتها المنحرفة، وتقول إن النبي أو الصحابة قد فعلوه، فيجده مكتوبا في تلك الكتب.

ويبحث آخر عن جذور قصص أو فتاوى غريبة طرحت للنقاش على السوشيال ميديا أو في وسائل الإعلام  فيجدها مكتوبة في كتب التراث.

تغير العالم وبات سريعا ومختلفا، ورجال الأزهر لم يواكبوا تغيره بالقدر الكافي، ويبدو أنهم لا يريدون أن يفعلوا.

إنهم بدلا من أن يواجهوا المشكلة ويتصدون لحلها، يجروننا إلى معارك جانبية، أو يصوبون سهامهم تجاه من يطالبون أو يساهمون في تجديد الخطاب الديني، حتى وإن كانوا من علماء الأزهر الشريف، فإنهم عرضة للإقصاء والتشويه كغيرهم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز