عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ريادة الأعمال
بقلم
محمد نجم

ريادة الأعمال

بقلم : محمد نجم

تشهد مصر حاليًا جهودًا جادة لدعم وتشجيع ما يسمى "ريادة الأعمال"، مع ملاحظة أن هذا النوع من الأنشطة ليس جديدًا على مصر ولا أهلها، وإنما كان يتم من قبل بصورة فردية وبمجهود شخصي من صاحبه أو مؤسسه.



وريادة الأعمال.. ليست بدعة ولا ضلالة.. وإنما هي فكرة جديدة لدى شخص يتمتع بقدرات خاصة، يحولها إلى واقع بطريقة فعالة وغير تقليدية.

ورائد الأعمال.. يختلف عن المختــــرع أو المبتكــر أو الموهوب في مجال معين.. مثل الغناء أو العـــــزف.. أو حتى لعبة كرة القدم، فهو شخص طموح لديه خبرات في مجال معين، وعنده فكرة جديدة، ولديه رغبة وتصميم على النجاح، وتلك الميزات الشخصية كثيرًا ما تؤهله على حسن إدارة الوقت والقدرة على المخاطرة وإدارة معاونيه.

وعندما يرغب هذا الشخص في تحقيق فكرته التي غالبًا ما تستهدف تأسيس مشروع جديد بغرض الربح، يبدأ أولًا بالسؤال: هل يوجد سوق جديد لفكرته أم لا؟

وإذا جاءته الإجابة- بعد الدراسة- بالإيجاب، فيبدأ في تحويل الفكرة إلى واقع بخطوات تنفيذية تكاد تكون معروفة للجميع، مثل توفير التمويل المطلوب، والمعدات أو المواد الخام، ومقر العمل، والمعاونين.. إلخ.

ولكنه يختلف عن غيره في قدرته على مواجهة أي عقبات تواجه التنفيذ والتغلب عليها.

ولعل أبرز مثال في هذا المجال هو رائد الاقتصاد المصري في القرن الماضي طلعت حرب.. خريج الحقوق، الذي فكر وقاد عملية إنشاء بنك مصر.. والذي اعتبره الرائد المؤسس «قاعدة» لإنشاء العديد من الشركات المصرية في مجالات مختلفة وأساسية، ومعظمها ما زال يمارس عمله بكل كفاءة حتى الآن.. منها على سبيل المثال وليس الحصر؛ مصر للطيران، ومصر للسياحة، ومصر «المحلة» للغزل والنسيج، ومصر للإنتاج السينمائي.. إلخ.

وبالطبع هناك آخرون في مجالات مختلفة مثل مختار إبراهيم، وحسن علام، وعثمان أحمد عثمان في مجال البناء والمقاولات، وحديثًا لدينا أحمد بهجت، ومحمد فريد خميس، ومحمد جنيدي ولويس بشارة، وغيرهم.

وأيضا لا يمكن إغفال الإشارة إلى رواد الأعمال العالميين الذين أسسوا أنشطة جديدة غيرت العالم مثل صاحب مايكروسوفت، ومؤسس موقع أمازون، ومؤسس مشروع كنتاكي.. فكل الناس بتاكل الفراخ ومنذ بداية الخليقة إلى يوم الدين، لكن هذا الرجل جاء بخلطة جديدة للفراخ المجمدة غيرت طعمها.. ومن ثم فتح أسواق جديدة ووفر آلاف من فرص العمل بجميع أنحاء العالم!

مع ملاحظة أن ريادة الأعمال تختلف عن المشروعات الصغيرة أو متناهية الصغر، فالأخيرة ممكن تكون فرصة عمل فردية.. مثل التوك توك أو عربية بيع خضار متنقلة أو ورشة ميكانيكية أو سمكرة.. إلخ، أي عمل تقليدي موجود في الأسواق.. ولكن عندما يتمكن سائق التوك توك من تأسيس شركة كبرى للنقل، أو عندما تتحول الورشة الصغيرة إلى مصنع كبير، أو عربية الخضار إلى مزرعة أو مصنع للصناعات الغذائية، هنا نكون أمام رواد أعمال حقيقيين تمكنوا بطموحهم وصبرهم والقدرة على إدارة العمل بشكل صحيح، أن يتحولوا من مجرد «عمال» بسطاء إلى رجال أعمال ناجحين يشار لهم بالبنان!

وكما قلت من قبل.. ريادة الأعمال ليست بدعة ولا معجزة.. وإنما هي قدرات مميزة لدى أشخاص طموحين يتمكنون بأموالهم أو بمساعدة آخرين في تحويل الأفكار إلى مشروعات ناجحة، وقد شاهدت مؤخرًا نماذج مبهرة من هؤلاء الشباب في ندوة نظمها المركز المصري للدراسات الاقتصادية لهذا الغرض، منهم خالد بشارة، وخالد إسماعيل، وأحمد الألفي، ونور هريدي، وعبد الحميد شرارة.. وغيرهم، وأغلبهم شباب لا يتعدون الأربعين عامًا من أعمارهم، بل إن بعضهم أسس شركات ناجحة ثم باعها محققًا مكاسب بالملايين، ثم أسس شركات أخرى في مجالات مختلفة وكرر التجربة أكثر من مرة، ولعلنا نتذكر مجموعة الشباب الذين أسسوا شركة «لينك» للنت والتي اشتراها نجيب ساويرس منهم بالملايين بعد نجاحهم وانتشار النت في مصر!

والمعنى من كل ما تقدم.. أن النجاح ممكن، وأن فرص العمل موجودة.. المهم العزيمة والإرادة فلدينا البنوك المستعدة للتمويل، ولدينا ما يسمى حضانات الأعمال العامة والخاصة، حيث توفر بعضها التمويل والإشراف الفني، وقد بلغ عددها حتى الآن أكثر من 14 حضانة، ثم لدينا جهاز المشروعات والذي خضع مؤخرًا لإشراف مباشر من رئاسة مجلس الوزراء.

نعم.. هناك معوقات.. كالتراخيص المطلوبة لمزاولة الأنشطة، أو موظفي الأحياء المتعنتين، لكن لدينا أيضا سوق كبير مع إمكانية التصدير ولدينا أجهزة ومؤسسات تدعم وتساعد على قيام المشروع منذ الفكرة وحتى تحقيق الأرباح.

وأيضا أكتب هذا المقال وأمامي دليل مطبوع لريادة الأعمال.. يقدم إجابات لكل الأسئلة المتعلقة بهذا النشاط، بداية من صلاحياتك للقيام بمشروع جديد، ثم كيفية التفكير الإيجابي، والخطوات المطلوبة للتنفيذ وطبيعة الاحتياجات الضرورية، وأسماء وعناوين الجهات التي تساعد على التنفيذ.

وأعتقد أن الكل يعلم أن الحكومة توقفت عن تعيين الخريجين الجدد ومنذ سنوات، وأن اغلب الوظائف المتاحة حاليًا أو مستقبلًا، تتم من قبل شركات القطاع الخاص.. وأصحاب هذه الشركات كانوا أيضا من الخريجين الجدد، ولكنهم لم ينتظروا «التعيين الميري» وبحثوا لأنفسهم عن فرصة عمل مناسبة ووجدوها وتحولوا إلى أصحاب شركات، أو رجال أعمال يمارسون أنشطة مختلفة.

فيا عزيزي الشاب حاول تحقيق طموحك

وابدأ مشروعك الخاص.. والله ولي التوفيق.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز