عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إرهاب يتكاثر كالأرانب.. وخطاب ديني بسرعة السلحفاة

إرهاب يتكاثر كالأرانب.. وخطاب ديني بسرعة السلحفاة

بقلم : محمد الشرقاوي

تابعت تقريبا كل مانشر وما تناوله كبار الكتاب عن قضية "تجديد الخطاب الديني"، وفضلت عدم الكتابة إلا بعد أن أقرأ أطروحات الزملاء، ما إستوقفني مقال للزميل علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام الذي يري أن تجديد الخطاب الديني يبدأ من التأهيل الجيد للدعاة ، ويعزف علي نغمة تتماشي مع موسيقي ضميري وهي حرص فضيلة شيخ الأزهر د.أحمد الطيب على السلف الصالح ورموزه من الفقهاء والرواة، وهو ما لا يتعارض مع حرص الرئيس السيسى على أن يتوجه الإسلام بخطاب الحاضر والمستقبل وألا يقف عند الماضي.



وأُكْمَلْ! من حيث إنتهي الزملاء بوجوبية سد اللّغم المتداول بشأن وجود خلاف بين الشيخ الطيب والرئيس السيسي، فكلاهما حريص علي التجديد الذي لا يعنى أبداً التخلى عن الأصول الثابتة – قرآن وسنة.

 لكن الرئيس إكتوت فتره حكمه بالإرهاب والإرهابيين، الذين إتخذو من [تراث] الماضي تفسيرات منحرفة ومن [أحاديث] قاصرة على ظروفها وضروراتها لوقتها [ذريعة] لحمل السلاح وإستباحة الدماء، وتكفير الناس وترويعهم والعودة لعصور الإسترقاق وإتخاذ السبايا والإتجار بالبشر وذبح الأبرياء وجلدهم وحرقهم.

 [لذلك] فإن قضية تجديد الخطاب الدينى تحديدًا هى الأخطر والأكثر حساسية للسيسي، فيري أن خطاب التطرف والإرهاب في مصر والعالم يتكاثر ك[الأرانب] بينما الخطاب الديني وفكره يسير بسرعة [السلحفاة].

مما مثّل بيئة خصبة لنظرة العالم بأن الإسلام يعني العنف والإرهاب، ونَقَلَ صورة مغلوطة لدى غير المسلمين عن الدين الإسلامى الحنيف.

لذلك يتساءل الرئيس السيسي بمشروعية ولي الأمر-ونحن معه- إلي متي سنظل صامتين أمام هذه التابوهات التراثية التي تغسل المُخ بنصوص تدعم التفجير والقتل والتعذيب؟

إن تجديد الخطاب الديني ليس مستحدثا هذه الأيام، فقد أجمع الصحابة بعد وفاة النبى-صلي الله عليه وسلم- على وقف صرف سهم من مصاريف الزكاة مذكور فى القرآن،لأنهم أدركوا أن الحكم مرتبط بعلة –وقد زالت- وصار على هذا الضرب علماء الأمة.

شيخ الأزهر الذي أكن له كل التقدير والإحترام يعلم  أن في التراث والأحاديث [فاست فود] لقتل الأبرياء ومجابهة  الجيش والشرطة، وتعذيب الأطفال وإغتصاب النساء وقتل العواجيز، بإعتباره جهاد في سبيل الله، لدرجة يظن فيها [القاتل] أنه في جنة الخُلد و[القتيل] في جهنم وبئس المصير.

فتحول الإرهابي إلي قنبلة تنفجر بشظايا تراث وأحاديث لا يتوافقان مع الوقت الحالي، وعلي شيخ الأزهر التنقيح والتجديد وربما الحذف إذا دعت الضرورة-بلا شك بعيدا عن الثوابت الدينية- فليس منطقيا أن نُبقي علي تراث تُخالف نصوصه القرآن والسنة،وليس منطقيا أن نري أحاديث تغاير ما نصه وخطه القرأن،فكل التنظيمات الإرهابية – داعش .. طالبان .. القاعدة ..النصرة - ينطلقون في أعمالها الإجرامية من هذه الأرضية التي حولتهم إلى مشانق [قتل] وأدوات [تعذيب] ووابور[حرق] بلا رحمة.

حتي الأن قد عجز الخطباء والأئمة في إطفاء حرائق التشدد والغلو،حتي طالتهم نيران الغضب المجتمعي مع كل شهيد يسقط علي أيدي الإرهابيين و[خاصة] مع إتساع الرقعة السلفية المتشددة في القري والمدن والشوارع والأحياء، لذلك وجب تمهيد الأرض الدعوية بخطباء مستوعبين للفكر الديني الوسطي وتنقية خطابهم من الخرافات والأفكار الخطرة على أمن المجتمع وسلامته، مع العناية بأوضاعهم المادية وتمكينهم من مقاومة إغراءات الجماعات المتطرفة، لنجني بذور[تجديد فكر الخطاب الديني].

ببساطة كل ما نريده من الأزهر والمؤسسات الدينية نشر المفاهيم الدينية الصحيحة والوجه السمح للدين الإسلامى وإزالة النتوءات التي تستند عليها تيارات القتل والعنف والتخريب،فالرأس الإرهابية مزدحمة بتراث دموي وجب تنقيته.

وإني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز