عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
التسامح أسلوب حياة

التسامح أسلوب حياة

بقلم : محسن عبدالستار

إن الذات الإيجابية في الإنسان هي التي تُعطي بلا حدود، فلا تتصف بالغضب والأنانية، وحب الذات، إنما نجدها متسامحة مع الآخرين، وتُعطي الخير دون انتظار مقابل أو شكر.. عكس الذات السلبية، التي تغضب وتعاقب، بينما الطبيعة الحقيقية لأي إنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين.



"التسامح".. هو العفو عند المقدرة، والتجاوز عن أخطاء الآخرين ووضع الأعذار لهم، والنظر إلى مزاياهم وحسناتهم بدلًا من التركيز على عيوبهم وأخطائهم.. فهو من أسمى الصفات التي أمرنا بها الله عز وجل ورسولنا الكريم.

ولقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم آياته: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين".

إن السماحة لغة، تعني السلاسة والسهولة، والتسامح هو التساهل، أما اصطلاحًا فإنها تطلق على معنيين، الأول، هو بذل ما لا يجب تفضلًا، والثاني، المعاملات المختلفة مع الناس، وتيسير الأمور كلها دون تعقيد.

إن حصول أي خلل في طبيعة قيم المسامحة لدى المجتمع، سيؤدي بالطبع إلى تكوين شخصية مضطربة، تصبح بنيتها أكثر تفككًا واستعدادًا لقبول قيم سلبية، ما يؤدي بالشخص إلى الانعزال عن المجتمع، ويصبح مغتربًا عن واقعه الاجتماعي والديني والثقافي.. بالتسامح يستطيع أي إنسان التعايش مع من حوله في حب وسلام.

خير مثل للتسامح، موقف الرسول صلى الله عليه وسلم، في فتح مكة، حينما قال "اذهبوا فأنتم الطلقاء".. إنها أعظم وثيقة للتسامح في التاريخ كله، أطلقها الرحمة المهداة، "صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم"، يوم فتح مكة، حينما امتلك أمر من طردوه وآذوه واتهموه باتهامات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان، وضيقوا الخناق عليه وعلى كل أتباعه ومناصريه، وبالرغم من كل ذلك لم يفكر- رسولنا الكريم- في الانتقام أو الثأر منهم أو حتى رد الإساءة بالإساءة، بل عفا عنهم جميعًا، وضرب لنا مثلًا رائعًا في التسامح والعفو عند المقدرة.

إن الأديان كلها بحكم انتمائها إلى السماء، فإنها لا تأمر إلا بالخير والحق والصلاح والتسامح بين الناس بعضهم بعضًا، ولا تدعو إلا بالبر والحب والرحمة والإحسان، ولا توصي إلا بالأمن والسلم والسلام.

وما كانت يومًا عائقًا أمام التبادل والتعايش والتعارف والحوار بين الأفراد والشعوب، وإنما نجد العائق يكمن في الذين يتوهمون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، ويستغلون الأديان في أقدار الناس ومصائرهم، تلك المهمة التي أبى الله سبحانه وتعالى أن يمنحها لأنبيائه الأخيار.

إن التسامح، يعني التساهل والمساهلة في كل جوانب الحياة لذا جاء قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى".

وختامًا.. علينا أن نتخلق بأخلاق الحبيب محمد، "صلى الله عليه وسلم"، ونتسامح مع شريك حياتنا، ولا نحمل على ظهورنا أحمالًا ثقيلة تنغص علينا حياتنا.

ليس لدينا الوقت للحزن والضيق والغضب من شخص نحبه ونقدره، أو نتخذ ضده موقفًا معينًا، فإذا غضبت من شخص فلا تهدر طاقتك في الغضب والضيق والحزن.. بل اقتدِ بالرسول الكريم وسامح، لأن التسامح هو الحياة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز