عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سلام القوة ورسائل الأمل

سلام القوة ورسائل الأمل

بقلم : أيمن عبد المجيد

تبعث على الأمل في غدٍ أفضل، تقدم البراهين على ثبات خطى مصر، المهرولة إلى التقدم وتعاظم القوة، تلك المشاهد التي رأيتها في افتتاح المعرض الدولي الأول للصناعات الدفاعية والعسكرية، على أرض مصرية، بأرض المعارض بمدينة القاهرة.



كانت أحدث أجيال الأسلحة معروضة، في صالات المعرض، بواسطة 373 شركة عالمية مشاركة، وبحضور عدد كبير من إجمالي 10 آلاف زائر، تواجدوا بالعاصمة المصرية من 41 دولة موزعة بين قارات العالم.

بين الزائرين 57 وفدًا رسميًا رفيع المستوى، بينهم 10 وزراء دفاع ، 8 رؤساء أركان، بخلاف وزراء تصنيع وإنتاج حربي، قدموا لأرض الكنانة، لتبادل الخبرات، ومطالعة مستجدات صناعات الدفاع والتسليح، بـ"إيديكس 2018".

خلال جولتي بالمعرض اليوم، التقيت مسؤول شركة تصنيع أحدث السيارات المدرعة الأمريكية، فكانت المفاجأة المثلجة لصدور الشرفاء، الحارقة لقلوب دعاة وداعمي الإرهاب، اتفاق مصري مع الشركة العالمية، لتصنيع السيارة على الأرض المصرية، بداية من يناير المقبل، بعمالة غالبيتها مصرية، وهو ما يعني توطين صناعة عسكرية، وتصدير الخبرة واستيعاب عمالة مصرية.

المدرعة المصرية- الأمريكية، ستُصنع في مصانع الهيئة العربية للتصنيع، قفزة قوية في مجال الصناعات العسكرية، تخلق من مصر شريكًا تصديريًا، للمدرعة عربيًا وإفريقيًا.

المفاجأة الرائعة الثانية، كانت مع شارح قدرات دبابة القتال الرئيسية إم 1 إيه 1، وهي أحدث مدرعة عالميًا، بما تتمتع به من إمكانيات، فهي الدبابة الوحيدة التي تحتوي على "محرك توربيني"، لا يستخدم فيما دونها إلا في الطائرات، سرعتها 68 ك م في الساعة، يقول مسؤول الشركة المصنعة: "هي سرعة عالية بالحديث عن دبابة وزنها 63 طنًا".

المفاجأة كانت فيما كشفه المختص، وهو أن بدن الدبابة أو جسمها، الدولة الوحيدة في العالم التي تصنعه هي مصر، حيث تصنع نسبة 63% من مكوناتها بمصر، وهو فخر للمصريين، أننا شركاء في صناعة أحدث دبابة قتالية، بمحرك توربيني قوة 1500 حصان، مزودة بنظام وقاية من الأسلحة الذرية والبيولوجية والكيماوية.

قفزة في تنمية الصناعات العسكرية، لشعبنا الأبي أن يفخر بها، مصر تنتقل فعليًا للتنافسية في الصناعات الدفاعية، تشعر بالفخر عندما تشاهد طائرات من دون طيار صناعة مصرية، تفخر عندما تشاهد الفرقاطة المصرية، والسيارة الدرعة التمساح، الحلم يتحقق، مصر تثبت قدرتها، والقادم إن شاء الله أفضل.

رسائل النسخة الأولى لهذا المعرض العالمي، وعوائده على مصر وشعبها تفوق تخيل البعض.

فمجرد تنظيم حدث بهذا الحجم، بمشاركة 10 آلاف زائر، بينهم  وزراء دفاع ورؤساء أركان جيوش، وقيادات تصنيع دفاعي وعسكري عالمية، يبعث للعالم، وأجهزة الدول المعنية بمتابعة الحالة الأمنية بمصر برسالة قوية: مصر آمنة قادرة على حفظ أمنها وسلامة ضيوفها، مصر انتصرت على الإرهاب.

بينما هذا الإقبال الكبير، الممثل في وفود رسمية من 41 دولة و373 شركة متخصصة، يعكس حجم تنامي قوة مصر خارجيًا، ومدى الثقة الكبيرة في قدرات مصر التنظيمية لفعاليات دولية عالمية.

بالعودة قليلاً للأسابيع الماضية، نتذكر نجاح مصر في تنظيم منتدى شباب العالم في شرم الشيخ جنوب سيناء، تلاه المؤتمر الدولي للتغيرات المناخية، بما شهده من حضور عالمي، ثم المعرض الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية، إنه انتصار على التحديات الأمنية، وضخ دماء قوية في شرايين السياحة المصرية.

عشرات الآلاف التي زارت مصر في الشهر الأخير، إحياء قوي لسياحة المؤتمرات، تنشيط غير مسبوق لحركة النقل الجوي من مختلف أنحاء دول العالم لمصر والعكس، إشغال لطاقة فندقية، إنعاش لكل المهن المرتبطة بالسياحة في مصر، عوائد للميزانية، كانت أغنية الافتتاح، "العالم على أرض مصر".

في افتتاح المعرض الذي يُقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعث الفريق أول محمد زكي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، القائد العام للقوات المسلحة برسائل بليغة، كان أبرزها، أن هذا المعرض تحية من مصر القوة والسلام للعالم.

فالقوة ركيزة للأمن والاستقرار وحماية الشعوب، فالسلام يتحقق بامتلاك القوة، وقدرة مصر على تنظيم تلك الفعالية العالمية، دليل أمنها واستقرارها.

الرسالة الثانية: من يمتلك مفاتيح القوة يمتلك القدرة على فرض السلام، وجيش مصر هو أعظم من تحدى المخاطر مهما تعاظمت، بوحدته، وسيظل حارسًا لهذا الوطن، يسعى لامتلاك القوة لدحر أي عدوان.

وهذا يفسر تنويع مصادر التسليح، وتعزيز قدرات الجيش بكل ما هو ضروري، كون القوة الرادعة هي الضمانة الحقيقية لحماية مقدرات الوطن وفرض السلام، وردع من تسول له نفسه المساس بهذا الوطن.

الرسالة الثالثة: المعرض فرصة لتبادل الخبرات، وتنمية القدرات، معًا، مصر وشركاؤها من العالم، وفي القلب منها العرب والأفارقة، يمكن حماية السلام.

الرسالة الرابعة: الأخذ بالعلم وأسباب القوة، هو السبيل للحفاظ على حاضرنا ومستقبلنا.

بالعلم تنمو قدراتنا، وبقوتنا نحمي ثروتنا والتنمية، التي تتحقق وتستثمر أكثر في المستقبل، فكلما ازدادت قوة مصر، ستزداد الأطماع، التي لن توقفها سوى قوة الردع.

إنه العمل الفعلي بتعاليم الله- سبحانه وتعالى- القائل في كتابه الكريم: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا استطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ".. صدق الله العظيم.

قوتنا ترهب من يفكر في العدوان، فنحمي السلام، ممن نعلمه من أعداء الله الإرهابيين، ومن لا نعلمه من الخبثاء المتآمرين.

إنها مصر متنامية القوة الشاملة، سلام القوة ومصر الأمل في غد أفضل، ومستقبل أرحب.

عاش جيش مصر القوي الفتي، وعاش شعبها الأبي الوفي.

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز