عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
«المهادن» وهدية الجناح العسكرى وأكذوبة العالمية

«المهادن» وهدية الجناح العسكرى وأكذوبة العالمية

بقلم : د. فاطمة سيد أحمد

كانت من صفات المرشد الثالث للجماعة الإرهابية «عمر التلمسانى» الدهاء والمهادنة وفى عهده نشطت الصحافة الإخوانية وأهدى الجناح العسكرى الإخوانى إلى الجماعات الإسلامية ليختفى وسطهم  ليقنع السادات بأنه تخلى عن العنف وحل الميليشيا، وهو هنا استخدم عقلية التاجر التى ورثها عن عائلته  الذين يعملون بتجارة الأقمشة والأحجار الكريمة وكانوا يقيمون بالغورية، على الرغم من أنه حصل على ليسانس الحقوق عام ١٩٣٣ واتخذ له مكتبًا للمحاماة فى شبين القناطر وانضم وقتها إلى الإخوان وكان أول محام ينضم لها، ويقوم بالدفاع عن أعضائها وكان مقربًا من حسن البنّا الذى صحبه فى جولاته بالقرى والمحافظات، ومن أهم كتب التلمسانى «الإسلام والحكومة الدينية» ولعل هذا الكتاب يجعلنا نعرف ما كان يهدف إليه إنها «الدولة الدينية» دون مواربة، خاصة أن الجماعة تطلق على فترة التلمسانى «التأسيس الثانى» لهم، وتتميز فترته أنها كانت بداية ظهور نشاط الإخوان الذين هربوا للخارج وولادة جماعة إسلامية جديدة أكثر تطرفا من رحم الإخوان لتكون الجناح العسكرى الفعلى للجماعة، كما نشطت الحركة الصحفية للإخوان فى تلك الآونة عام ٧٤ وقام التلمسانى بإعادة ترتيب البيت الإخوانى تمهيدًا للوصول إلى ما يصبو إليه هو وجماعته، فقد كان خروج الإخوان من السجون وتهيئة الجو لهم فى عهد السادات الذى رأى فى عودة نشاطهم مساعدة له للقضاء على الشيوعيين، واستغل التلمسانى هذا وطلب إتاحة الفرصة للإخوان للإعلان عن أنفسهم فى الشارع بحرية مقابل التخلص من جناحهم العسكرى وتنظيماتهم المسلحة كلها تحت أى مسمى وهى الخطة التى يلوح بها دائما الإخوان لأى حاكم منذ المرشد الأول والملك وحتى الآن، وافق السادات وفتح لهم المجال للظهور فى الاحتفالات والمناسبات الإسلامية المختلفة بمظاهرهم الخاصة، وبدأت مسيرة الإخوان مرة أخرى مسايرة لما أعلنه السادات من تصفية المعتقلات وتبنيه دولة «العلم والإيمان».



 واستغل الإخوان هذه الفرصة الذهبية إلى أقصى الحدود خاصة فى الإعلام وعادت مجلة «الدعوة» مرة أخرى وكان ذلك عام ٧٦ بواسطة صاحب امتيازها «صالح عشماوى» الذى يطلق عليه الإخوان «رائد الصحافة الإسلامية» لباعه الطويل فى هذا الشأن منذ التحاقه بالجماعة عام ٣١ وبعد إنهائه دراسته بكلية التجارة وتم اختياره وكيلا للإخوان وأنشأ أول مجلة إخوانية «النذير» عام ٣٧ ورأس تحريرها ثم غير اسمها لمجلة «الإخوان المسلمين» وجعلها أسبوعية وأصدر بنفس الاسم جريدة يومية، وحتى عام ٥١ أصدر مجلة «الدعوة» وكان مالكًا لترخيصها وبعد حل الإخوان عام ٥٤ والاعتقالات التى حدثت لهم من جراء مؤامراتهم لاغتيال عبدالناصر احتفظ «صالح» برخصة مجلة الدعوة حتى عاودت الصدور عام ٧٦ وظلت المجلة لسان حال الإخوان وكان يشرف عليها ويديرها «التلمسانى» وظلت تصدر خمس سنوات حتى أحداث سبتمبر ٨١، وفى فترة السماح التى منحها السادات للإخوان بدأت تظهر رموز شبابية إخوانية من بين كليات الجامعة فى نهاية السبعينيات أمثال «عبدالمنعم أبو الفتوح وعصام العريان وحلمى الجزار وأبو العلا ماضى» وغيرهم الذين استقطبهم الإخوان وجعلوهم فى الصفوف الأولى لإغراء آخرين بالانضمام للجماعة، وذلك من خلال الندوات والمعسكرات…

وقد ذكر لى «د. محمود جامع» الذى كان قريبًا من الرئيس السادات فى هذه الفترة وهو ينتمى إلى «المتعاطفين وأصحاب الهوى الإخوانى» قال إن الرئيس السادات أرسله إلى «مكة» ليقابل مجموعة من الإخوان هناك منهم «يوسف القرضاوى وأحمد العسال وسالم نجم وآخرون» وعرض عليهم طلب السادات للتعاون معه على أن يفرج عن جميع الإخوان ويلغى الأحكام ويعيد إليهم جميع حقوقهم، وفعلا عاد منهم عدد كبير للعمل بمصر، أما الإخوان الذين هربوا للخارج فقد قاموا بإنشاء المراكز الإسلامية وأشهرها بميونيخ فى ألمانيا ليجعلوه مقرًا للجماعة فى الخارج وكان يرأسه «يوسف ندا» الذى قام بتكوين المنظمات الإسلامية فى إنجلترا، حيث كان يقيم مخيمين سنويا وبالتزامن أيضا أنشئ المركز الإسلامى فى زيورخ بسويسرا بواسطة «سعيد رمضان» زوج «وفاء البنّا» ابنة حسن البنّا والذى كان قد هرب عام ٥٤ وحصل على درجة الدكتوراه فى القانون بألمانيا والتقى الهاربون الإخوان بغيرهم من الدول الأخرى فى أوروبا وأمريكا، حيث كان الطلاب الإيرانيون الذين يناهضون الشاه الإيرانى «محمد رضا بهلوى»

وكان يلاحقهم بواسطة جهاز مخابراته آنذاك «السافاك» ويعتبر هؤلاء الطلبة هم الوقود الذى استغله «الخمينى» لإشعال الثورة الإسلامية فى إيران، وهناك تقابلت كل القوى التى تطلق على نفسها إسلامية ليصير بتجمعهم ما يسمى «التنظيم العالمى للإخوان المسلمين» حيث اجتمعت كل الجماعات التى تحمل ما يماثل فكر الإخوان مثل الجماعة الإسلامية فى الهند وباكستان وحزب «السلامة» التركى بقيادة نجم الدين أربكان الذى أخرجوا من رحمه حزب العدالة الذى ينتمى إليه«أردوغان» ويبقى لدينا أكذوبة ما يطلق عليه الإخوان بـ«تنظيمهم العالمى» وأنهم مجرد فرع للتنظيمات الإسلامية المتطرفة دوليًا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز