عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أولو العزم.. وحقوق الإنسان

أولو العزم.. وحقوق الإنسان

بقلم : أيمن عبد المجيد

لا يشعر بطعم الفرح، إلا من ذاق الألم، وهل هناك ألم أكثر من خشية أم بلغ بها الكبر عتيًا، ولديها ابن معاق بصريًا أو حركيًا، لا يملك لنفسه نفعًا؟



هل هناك أقسى من خشية أم على مصير ابنها الذي ترعاه، إذا ما أجبرها القدر على مغادرة الحياة إلى دار البقاء؟

من يشعر بهؤلاء الآباء، والأمهات، هو من يستطيع أن يُدرك حجم ما يتحقق في مصر اليوم، من إنجاز رعاية متحدي الإعاقة، وتأهيلهم للاندماج في المجتمع.

لا يُدرك حجم، ما تفعله دولة ٣٠ يونيو، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتوفير حياة كريمة لمتحدي الإعاقة، إلا من لمس عن قرب معاناة هؤلاء حال إهمالهم.

اليوم كانت هناك ثمار، تأهيل بعضهم، وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، اللائحة التنفيذية لقانون ذوي الإعاقة، وهي تضمن فرص عمل لهم في المؤسسات، لتحقيق نسبة الـ٥٪؜، وتطالب البنوك بمراعاتهم عند تصميم الماكينات، وكذا الإعلام بالاهتمام بمراعاة احتياجاتهم.

كانت لمسات الرئيس الإنسانية مع أولي العزم متحدي الإعاقة، رائعة ورسالة إلى كل مؤسسات الدولة، بأنهم: "قادرون رغم الاختلاف"، فليعمل الجميع لمنحهم حقوقهم.

بين هؤلاء "ذوي الهمم"، كما وصفتهم الفنانة رجاء الجداوي، أصحاب قدرات فائقة، تحتاج من يساعدهم على اكتشافها، وهناك من حقق إنجازات رياضية وعلمية، مقدمًا النموذج على القدرة.

الرسالة التي تقدمها الدولة، أن ذوي الهمم في حضن مصر، تحفظ كرامتهم، وتحمي حقهم في حياة كريمة، قادرون تساعدهم، أو غير قادرين على العمل، تضمن لهم دخلًا ورعاية.

تقدم مصر مفهومًا جديدًا صحيحًا عامًا وشاملًا لحقوق الإنسان، الحق في الحياة، بمواجهة الإرهاب الذي يهددها.

الحق في سكن كريم، بالقضاء على العشوائيات، والمساكن الخطرة.

الحق في الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية، من خلال رعاية الفقراء، ومتحدي الإعاقة.

الحق في العلاج من خلال المسح الشامل الوقائي، ٢١.٥ مليون حتى الآن، بالتزامن مع العلاج المجاني، والقضاء على قوائم الانتظار.

نعم، هناك ضغوط اقتصادية، وفقراء، واحتياجٌ حقيقي لمزيد من الرعاية، لكن هناك إنجازات تتحقق لعلاج تلك المشكلات الموروثة، وما يتحقق يمكن بناء المزيد عليه، فهو يبعث الأمل.

يبقى على كل منا أن يؤدي دوره، وأن يؤدي الإعلام دوره، فالصحف الإلكترونية تستطيع أن تقدم خدمة الخبر والمقال المقروء لكفيف البصر، أو القارئ المنشغل بقيادة سيارته.

ينبغي على كل هيئة، أن تمنح فرص عمل لذوي الهمم، بعد تأهيلهم، فهم قادرون على العمل منتجون، في الإعلام على سبيل المثال، منحت قناة dmc الفرصة للجميلة "رحمة"، وهي مبدعة.

وفِي الصحافة المبدع علي الفاتح، الكاتب الصحفي، فقير البصر، ثري البصيرة، نقي السريرة، المخلص لوطنه، يحتاج إلى مؤسسة صحفية مستقرة تستوعب إبداعه، وهو يستحق دعم المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، ونقابة الصحفيين لتوفيق أوضاعه.

لا يشعر بهؤلاء، إلا من اقترب منهم، ولمس سعادتهم بتحقيق ذواتهم، وألم أسرهم، عندما يكون مستقبلهم مجهولًا.

رئيس مصر، يرسخ لدولة قوية، باحترامها لشعبها، ضعيفها قبل قويها، رعايتها لشبابها، يبقى على المؤسسات أن تطبق القانون، وتعمم التجربة، هذا الوطن يحتاج جهد الجميع للبناء.

أثلج صدري رؤية الرئيس يحتضن أولي العزم، أسعدتني رؤية إنتاجهم، وفنونهم وبطولاتهم، أسعدني أن رئيس مصر يضرب المثل للعالم، في الاحتفاء باليوم العالمي لذوي الإعاقة، واثق أن أبطالنا قادرون على تحقيق الكثير من الميداليات في بطولة طوكيو 2020.

وكلي أمل في أن يكون الاحتفاء بذوي الهمم، ثقافة شعب، وأن يجدوا رعاية في القطاعين، الخاص والعام، يُرسخ ما بادرت به الدولة اليوم، وما صاغته من تشريعات، غير مسبوقة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز