عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مستشفى الأمراض الفنية 2018

مستشفى الأمراض الفنية 2018

بقلم : طارق مرسي

2018.. كان عامًا مليئًا بالمفاجآت والصدامات، سطوره فى دفتر الأحوال الفنية محقونة بالأزمات اكتفى فيه نجوم السينما والغناء والتليفزيون بالخروج عن النص والتمرد ليس فقط أمام الشاشة بل فى كواليس حياتهم الشخصية.. فلم يكن هناك فيلم لامع أو أغنية مثيرة للإعجاب وفى المجمل.. لم يكن أحد على مستوى الأحداث والتغيرات والتحولات الكبرى التى تشهدها مصر فى 2018.



أما الختام الذى يلخص عبث الأحداث الفنية فى 2018 فكانت بطلته «بشري» فى رحلتها للبحث عن هوية ثابتة.. مذيعة كما بدأت أو ممثلة أو مديرة مهرجان سياحى شخصى أو مغنية.. عبر إطلالة غير مبررة ومسيئة للغناء، لا طائل منها ولا ثمرة سوى الاستخفاف بالمشاهد والمستمع معًا، أجمع من شاهدها سواء من الوسط الفنى أو خارجه بأنها رد- غير مبرر- على مقطوعة «محمد رمضان» المصورة «نمبر ون» ويستعرض فيها قوته وبأنه رقم «1» فى شباك التذاكر وفى فلك النجوم، وأنه وحش الشاشة دون منازع وبأنه يعيش حياة زعماء المافيا فى محل إقامته الجديد بين الأسود والنمور داخل «البسين» وخارجه وسط سياراته وموتوسكلاته الفخمة كأنه لا يعاير منافسيه بل يعاير البسطاء الذين منحوه النجومية الوهمية.

أما الست «بشرى» فقد تكفلت بالرد على «رمضان» بمقطوعة أسوأ، يمكن العثور عليها بسهولة فى محركات بحث جوجل، فأغنية بشرى الجديدة والمؤسف أنها حققت 3 ملايين مشاهدة فى 3 أيام رغم أن مدتها 3 دقائق تحمل عنوان «كوبرا» ويقول مطلعها «لو فاكر نفسه هو لوحده جوه النادى ده ملوك كتير دخلوا قبله من سنين.. وإن كل الكلام  يا عينى قاله على الفاضى ده محصلش رقم 70.. ملك الغابة لدغته كوبرا ولو دامت قبلك لغيرك ما كانت وصلت إليك، لو ربك إداك محبة ليه تضيعها كدا بيديك بطل بقى شغل أحداث «أطفال» عيب حتى أنت ابن ناس» مع توليفة صور ومفردات تؤكد أنها تقصده هو.

فمن الإسفاف إلى «إسفاف الإسفاف».. وبميزانية ضخمة للأغنيتين ومن دون هدف أو رسالة وكان من الأجدى تحويل  مسار الملايين التى أنفقت على الأغنيتين لأعمال خيرية أو إلى عمل نافع للناس، أو حتى توفيرها مقابل استضافته فى مهرجان الفشخرة التى تديره لنجيب ساويرس ويبدو أنها رد على رفضه على نعمة الحضور فى الدورة الماضية أو إملاء شروطه عليها من باب التكبر والغرور الذى أصابه بعد النجومية سريعة التجهيز التى حصل عليها فى السنوات الخمس الأخيرة.

بشرى ورمضان نموذج لختام عام ملىء بالإسفاف والفقر الفنى أعاد للأذهان معركة السخرية المتبادلة بين المطربة شيرين مع عمرو دياب التى وقعت من دون مقدمات وتناقلتها وسائل الإعلام والجماهير المتلهفة لأعمالهما، وإذا كانت شيرين قد تعلمت من الدرس فإن توابع «بشرى ورمضان» ستكون مزعجة ومسيئة للأوساط الفنية.

ومن سوء إستخدام الغناء إلى شاشة السينما بعد حصيلة بلغت أكثر من 30 فيلمًا تصدرها واقعيًا- من واقع الإيرادات- فيلما «البدلة» لتامر حسنى وأكرم حسنى و«حرب كرموز» لأمير كرارة، أما سينمائيًا فجاء فيلم «يوم الدين» ولاقى تقدير واحترام الوسط السينمائى فى الخارج والداخل لتناوله موضوعًا إنسانيًا مؤثرًا، أما «البدلة» و«حرب كرموز» فقد لعبا فى منطقة الأكشن والكوميديا وهما الكارت الرابح الآن لاختلاف الذوق العام، فالأول على طريقة لوريل وهاردى أعاد البسمة إلى جمهور السينما وكسر سطوة النجم الأوحد، أما الثانى فقد لمح لقضية سياسية مهمة وهى اللحظات البطولية فى تاريخ الأمم ورفضها للاستبداد والاستعباد ولم يبخل منتجه السبكى على مستوى الإنتاج فى محاولة لتجميل صورة منتجاته السينمائية.

فيلم «حرب كرموز» محاولة لاستثمار نجاح أمير كرارة تليفزيونيا وفى مناورة خبيثة لإضعاف قوة «محمد رمضان» وإنزاله من عرش الأكشن الشعبى.. «كرارة» على أرض السينما هو الورقة الرابحة لكن عليه الاستفادة من دروس محمد رمضان ولا يحرق نفسه دراميا وسينمائيا مع تجاهل الإغراءات التليفزيونية واستخدام نجوميته كمذيع، فالنجومية المأمولة تتطلب التركيز فى مشروع واحد بدلا من توزيع جهده وحرق نجوميته مبكرا حتى لا يقع فى مصيدة «محمد رمضان» الذى أوقع نفسه فى إغراءات المنتجين بين المسرح والسينما والغناء، رغم أنه حقق نجاحا استثنائيا فى السينما وكان فى مقدوره الحفاظ عليه لكنه يحتاج إعادة تأهيل وترتيب أوراقه من جديد.

من «أمير كرارة» إلى «ياسر جلال» وكان له حق الرد القوى فى 2018 بمسلسل «رحيم» وهو من أبرز الأعمال الدرامية التى لاقت نجاحا كبيرا وردت فى الوقت نفسه الاعتبار «لياسر» الذى سبقت موهبته وقدراته كل الجيل الحالى الذين كانوا له مشاهدين.. «ياسر» هو أبرز مكاسب 2018 الفقير فنيا ورغم الزحمة الدرامية تمكن باقتدار من استرداد بريقه وهو الورقة الرابحة حاليا على مستوى الدراما والسينما والمطلوب منه الاستفادة من أخطاء النجوم محددة الصلاحية بعد أن ازداد نضجا وبريقا وفى نفس «التراك» رفيقه فى نفس المسلسل «محمد رياض» وهو من النماذج القوية والموهوبة والدراما التليفزيونية فى انتظار استمرار إعادة اكتشافه بعد تراجع الأسماء سريعة التحضير والصلاحية.

«رحيم» ياسر جلال و«كلبش2» لأمير كرارة العملان الأبرز فى دراما 2018 بعد تعثر «نسر الصعيد» محمد رمضان و«بنى آدم» يوسف الشريف والأخير حاول استنساخ تجاربه التليفزيونية فى السينما فلم يصل خلال 2018 إلى بلح الدراما ولا عنب السينما، مما أدى إلى تعثر مشروعه الفنى رغم نجاحه الاستثنائى فى التليفزيون.

من المشهد الغنائى الذى اختتم بوصلة إسفاف سبقها خلو الساحة الغنائية من عمل لافت ومأزق شباك التذاكر فى السينما وازدواجية النجوم ما بين السينما والتليفزيون إلى دفتر الأحوال الشخصية الذى لا ينفصل عن النجوم والذى لخصته رانيا يوسف بظهورها غير المسئول فى مهرجان القاهرة السينمائى والهجوم العنيف الذى طالها بالفستان المثير وفتح ملف النجوم القدوة فى الوسط الفنى دون إفراط أو تفريط.

واكتمل المشهد العبثى فى الوسط الفنى بالقرار المفاجئ لفيفى عبده بالعودة إلى الرقص بدعوى قدرتها على العطاء على طريقة «عصام الحضرى» وتحدى الزمن بمخالفة النظريات العلمية والنفسية.. ففى الوقت الذى كان بمقدور «فيفى عبده» بسط موهبتها فى التمثيل اختارت «التوبة» بالعودة للرقص من جديد فى أخطر قرار استثنائى فنى فى 2018.. والبقية فى 2019.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز