عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حق المصري في حياة كريمة

حق المصري في حياة كريمة

بقلم : محمود حبسة

استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي، العام الجديد 2019، بمبادرة أراها واحدة من أفضل ما يمكن أن تقوم به الحكومة المصرية، خلال العام الجديد، وهي مبادرة توفير الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجا في جميع محافظات الجمهورية، هي مبادرة لا تقل أهمية في رأيي عن بناء العاصمة الإدارية الجديدة، مبادرة تحقق التكامل بين خطى الدولة المصرية، وأهدافها وسياساتها بعد ثورة 30 يونيو، بين خطى الدولة للنهوض بمصر كدولة وخطى الدولة للنهوض والارتقاء بالإنسان المصري، في ظل رؤية سياسية واضحة وطموحة للقيادة السياسية، فالدولة التي قامت بتحديث كل مؤسساتها وأعادت الهيبة والكرامة لها في الداخل والخارج تعيد حاليا الهيبة والكرامة للإنسان المصري، تحقق التناغم بين خطط إعادة بناء الدولة وخطط إعادة بناء الإنسان المصري.



الدولة التي تبنى العاصمة الإدارية الجديدة ومدنا عصرية من الجيل الرابع وعلى أحدث طراز ووفق أفضل المقاييس والمعايير العالمية مثل الجلالة والعلمين، وتنشئ بها جامعات حديثة ومتطورة بأعلى المعايير الدولية وبالشراكة مع أفضل الجامعات العالمية، لتعيد البهاء لمصر، تتجه حاليا للارتقاء بالإنسان المصري، تبنى أيضا الأسمرات 1،2،3 وروضة السيدة وبشاير الخير 1،2،3 وغيرهم لتوفير المساكن الآمنة، والتي يتوفر بها حياة كريمة للأهالي الذين عاشوا بين الخطر سنوات طويلة، فها هو الحال يتبدل بسكان منطقة الدويقة بحي منشأة ناصر، الذين قتلت منهم صخرة جبل المقطم عند سقوطها أكثر من 100 شخص في سبتمبر عام 2008 بعد مرور 8 سنوات ليعيشوا في أمن وأمان ومساكن تتوفر فيها حياة آدمية في حي الأسمرات بالمقطم، وبالقرب من أماكن عملهم بالعتبة والموسكي، وها هي الدولة تمضى في مبادرة 100 مليون صحة، ويتم توقيع الكشف الطبي على أكثر من 23 مليون مواطن منهم عدد كبير من طلبة المدارس للكشف عن المصابين بفيروس "سي"، ويتم تقديم العلاج بالمجان لهم.

وجاءت مبادرة توفير حياة كريمة للمصريين الأكثر احتياجا، وهم بالملايين التي أعلن عنها الرئيس في خطوة تعكس تواصل خطى الدولة وتقدير الرئيس للمصري واعتراف بفضله فيما حققته مصر من إنجازات، خلال السنوات الماضية وتحمله لصعوبة المرحلة وتكلفة عملية الإصلاح الاقتصادي، مبادرة تعكس رغبة الدولة وعلى رأسها الرئيس في توفير الحياة الكريمة للشعب المصري بكل فئاته وطوائفه، مبادرة تؤكد أن الدولة جادة في تخفيف العبء عن كاهل الفئات التي قهرها الفقر وأذلها العوز وأقعدها المرض ودفعتها ظروف الحياة إلى التقهقر والرضا بالقليل بل وأقل القليل.

مبادرة توفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجا، تحولت بالفعل لمنهج عمل مع أول اجتماع للحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي الأربعاء الماضي، حيث أصدر رئيس الوزراء توجيهاته للوزراء بتفعيل المبادرة بوضع خطة عمل لها من خلال الاتفاق على عدد من المحاور للارتقاء بمستوى الخدمات اليومية التي تقدمها الحكومة للمواطنين الأكثر احتياجا، كما التقت وزيرة التضامن دكتورة غادة عددا من ممثلي الجمعيات الأهلية في اليوم التالي بمقر الوزارة لتنسيق الجهود والاتفاق على خطة التحرك، الارتقاء بمعيشة الإنسان المصري أصبح الهم الأساسي للدولة، ولا شك أن سعى الدولة، لتوفير حياة كريمة للمعدمين والمهمشين حقيقة واقعة وملموسة يشهد بها أول مواجهة حقيقية لظاهرة العشوائيات، التي كانت ليست خطرا على من يسكنها فحسب لاسيما في المناطق غير الآمنة منها ولكن أيضا خطرا، ووبالا على مصر ذاتها تسيء لسمعتها وتهدد أمنها واستقرارها الاجتماعي، حيث كانت بمثابة أوكار للجريمة ومفارخ للخارجين عن القانون.

ويبقى السؤال كيف نصل إلى هؤلاء الناس الموجودين في القرى والنجوع في الصعيد وفى المحافظات النائية وفى محافظات الدلتا أيضا؟ كيف نصل إلى أناس قد لا يعرف بعضهم عن الحياة المدنية شيئا؟ منهم من يفترش الأرض ويلتحف بالسماء، منهم من لا يجد قوت يومه أو ثمن علبة دواء وبعضهم قد لا يجد كوب ماء نظيف، القصة شديدة الصعوبة وتتطلب جهد مكثف من أجهزة الدولة وتنسيق كامل بين عدد من الوزارات مثل التضامن والتموين والصحة وكذلك المجتمع المدني والأجهزة الاستقصائية مثل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، لذا شدد الرئيس على ضرورة التواصل والتنسيق بين جميع مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني للوصول إلى هؤلاء الناس الذين قال الحق سبحانه وتعالى عنهم: "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا"، البقرة 237، كما تتطلب المبادرة تفاعل كبار رجال الأعمال معها لتوفير كل الإمكانيات المادية، وما يحتاجه هؤلاء من احتياجات ومتطلبات، وفى مصر رجال أعمال من أغنى أغنياء العالم والمجال هنا قد لا يتسع لذكرهم.

مصر قادرة على صنع المستحيل طالما توافرت الإرادة السياسية الحقيقية والرغبة الجادة في تحقيق التطوير المنشود وطالما ظل هذا التوافق وهذا التوحد بين القيادة السياسية والشعب، وما تم من انجازات خير دليل على ذلك، كما أن تواصل الطموح يؤكد أن تحقيق الأمنيات ليس بالأمل البعيد وأنه مهما كانت الصعوبات فليس هناك مستحيل، وأرى أنه سوف يأتي يوم بإذن الله لن يكون في مصر ما يسمى بالفقر المدقع، والمؤكد أن تحقيق العدل وتوافر الإرادة للارتقاء بالإنسان المصري، وتوفير حياة كريمة له خير ضامن للوصول إلى هذه النتيجة وفى تاريخنا العربي والإسلامي ما يؤكد ذلك، ففي فترة الدولة الأموية في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز لم يجدوا فقراء ليوزعوا عليهم الصدقات.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز