اعتزال القيصر.. آخر "الديفندرات" المحترمين

بقلم : شريف كمال

ما يكتب في تلك السطور، ليس تباكيًا على اعتزال لاعب خط وسط عظيم، غاب كثيرًا عن مستواه في الفترات الأخيرة، للدرجة التي جعلته يغيب عن مشاركات المنتخب في وقت يعاني فيه الفريق من ضعف هذا المركز.

ما بين لاعب في أرسنال يتمتع بالالتزام ويفتقد الحس الدفاعي، ولاعب في الزمالك مقاتل دفاعيًا ويفتقد الفنيات، وآخرون مستبعدون لعدم امتلاك واجبات مطلوبة تاه خط وسط منتخب مصر وافتقد هيبته.

في كرة القدم، يعتبر خط وسط الميدان أهم مراكز الملعب، تتحدد منه طريقة اللعب، وتفرض من خلاله سيطرتك، ويظهر شكلك وأسلوبك، الذي يميزك عن كل من يمارسون اللعبة في شتى بقاع الأرض.

عرف الجميع طريقة لعب العملاق الإسباني برشلونة "التيكي تاكا" بفضل الثنائي الجبار "تشافي وإنييستا"، وميز السير أليكس فيرجسون طريقة لعبه، وحقق الإنجازات باستخدام "بول سكولز وروي كين" في مانشستر يونايتد الإنجليزي، بالإضافة لثنائية رائعة جسدها "أندريا بيرلو وارتورو فيدال" في يوفنتوس الإيطالي، وغيرهم.

باعتزال حسني عبدربه صاحب الـ34 عامًا، يكتب نعي جيل من لاعبي خط وسط رسموا بأقدامهم وعقولهم أسلوب وشكل منتخب مصر، وكتبوا تاريخًا من هيمنة الفراعنة على القارة السمراء.

أفضل لاعبي خط الوسط، هو من يجيد المهام الدفاعية والهجومية، للدرجة التي تدفع مديره الفني للدفع به في مركز المساك أو صناعة اللعب أن احتاج الأمر، هذا هو الرجل الذي سيحقق لك عملية الربط بامتياز، سينجح في إفساد الهجمات للمنافس، وتستطيع قدميه إرسال التمريرات لبناء هجمات مضادة، بجانب عنصر الرجولة والحمية في الملعب.

تمتع منتخب مصر في وقت من الأوقات بخط وسط، يضم أسماء، كمحمد شوقي وأحمد حسن، وحتى حسن مصطفى، بجانب عبدربه يمتاز بالتمريرات الدقيقة والتسديدات القوية والأداء الدفاعي المنظم والفكر المميز، كانت آخر قدم بينهم تطأ العشب الأخضر ملكًا للقيصر، وها هو يعلن اعتزاله، كاتبًا نهاية جيل رائع من لاعبي خط الوسط.