عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أعوام تمر.. ولكن متى التغيير؟

أعوام تمر.. ولكن متى التغيير؟

بقلم : رؤوف عبيد

عندما تمضي الأيام وتمر الأعوام نجد أنفسنا في حاجة إلى وقتا نتأمل فيه ونتفكر، ومع كل إشراقة شمس نقلب ورقة التقويم أو ننزعها وعلى هذا الحال نبقى حتى يأتي يوم لا نجد فيه ورقة نقلبها أو ننزعها، عندها نعلم إننا على عتبة عام جديد من العمر، وقتها لا بد أن نقف ونلتفت وراءنا لننظر إلى تلك الأيام التي مرت من عامنا، وفاتت من حياتنا لنقلب تلك الصفحات التي طويت من العمر ففيها زوايا مظلمة جاءت في طريقنا، وفيها أعمال خير أضاءت لنا الطريق، وبين هذه وذاك نعيش.



والتفكر والتأمل لا يأتي من أجل جلد الذات، لكن بهدف التغيير ورسم خطة جديدة للمستقبل، وكذا تقييم الذات وعلاقتها بالآخرين، وكذا تقييم مجريات أحداث وإنجازات الأيام والأعوام التي مضت، وإتمام المشاريع التي بدأ العمل بها، والتي لا تحتاج منا للكثير من الوقت حتى يتم إنجازها بشكل كامل، وذلك للتخلص من كافة الأمور العالقة من العمر الذي مضى، واستقبال العمر القادم بعقل خال من تلك الأمور، فهذا كله يساعد على رسم خطة جديدة لبدء حياة كريمة، ولكن عند التخطيط لحياة جديدة يجب الحلم بأحلام يمكن تحقيقها على أرض الواقع، ثُم البدء باتخاذ الإجراءات التي تساعد على تحقيقها، ولتحقيق هذه الأحلام مهما بلغت صعوبتها يمكن البدء برسمها كصورة واضحة المعالم في الذهن، ثم البدء بتحقيقها جزءًا بعد جزء حتى يتم تحقيق الحلم بشكل كامل.

ومن الأمور المهمة التي يجب أن نبدأ بها، هو التغيير الذاتي وإيقاف السلوكيات السيئة، واستبدالها بأخرى جيدة، فعندما نتوقف عن ممارستها بشكل جدي وسريع، نستطيع تحقيق الخطوات التي تزيدنا ثقة وقدره على إحداث تغييرات على المستوى الشخصي، فأنا أتعجب كثيرا لذلك الشخص الذي طالما يتحدث عن تغيير المجتمع ولا يتحدث عن تغيير ذاته، فاذا فعلنا سنكون مهيئين لتحقيق أهدافنا في الحياة.

 

ومن أهم الرسائل التي تتحدث عن التغيير جاءتني تلك الرسالة من أحد الأصدقاء المقربين مضمونها حينما سأل رجل قارب على السبعين، “ما الذي تغير لديك؟”

فقال نعم أنا أتغير، فبعد أن كنتُ أحبّ والديّ وأشقائي وزوجتي وأولادي وأصدقائي فقط، بدأت الآن أحب نفسي معهم!

أنا أتغيّر، قد أدركت للتوّ أنني لست مثل “أطلس” في أساطير اليونان، والعالم لا يقف على ظهري!

نعم أنا أتغيّر، لقد توقفتُ منذ مدّة عن مساومة بائع الفواكه والخضار، فبالنهاية، لن تزيدني بعض الجنيهات غنىً، لكنها قد تساعد ذلك البائع المسكين على توفير مستلزمات لأبنائه!

نعم أنا أتغيّر، صرتُ أدفع لسائق سيارة الأجرة من دون انتظار الباقي، فقد تضع المبالغ الإضافية ابتسامة على وجهه، على أيّ حال إنه يكدّ من أجل لقمة العيش أكثر مما أفعل أنا اليوم!

نعم أنا أتغيّر، لقد تعلمتُ عدم انتقاد الناس حتى عندما أدرك أنهم على خطأ، فبالتالي لم يعد يهمّني إصلاح الناس وجعل الجميع مثاليين، إن السلام مع الكل أفضل من الكمال الوهمي!

نعم، أنا أتغير، صرتُ أمارس فن المجاملات بسخاء وحرية بلا نفاق، إذ تعلمت بالخبرة أن ذلك يُحسّن المزاجَ ليس فقط لمن يتلقى المجاملة، ولكن خصوصا بالنسبة لي أيضا!

نعم، أنا أتغير، تعلمتُ ألا أنزعج عن تجعّد يحدث على قميصي أو اتساخ فيه، فبالتالي إن قوة الشخصية أهم بكثير من المظاهر!

نعم، أنا أتغير، فصرتُ أبتعد بهدوء من الناس الذين لا يقدروني، فبالتالي قد لا يعرفون قيمتي، لكنني أنا أعرف جيدا من أنا! وأصبحت لا أهتم لمن يخذلني فأنا أعلم أن الله يصرفهم عني لأنهم لا يستحقون أن يكونوا في دائرة أهل الفضل بل وانهم طردوا من باب الإحسان وتولوا معرضين.

نعم أنا أتغيّر، لقد صرت باردا كالثلج عندما أواجه أحدهم يستفزني بعدوانية كي يدخلني في جدل عقيم على أي حال، في النهاية، لن يبقى من كل الجدالات شيء، وأنا لم أعد أتحمل.

انتهت الرسالة ولكنها احتوت على معان جميلة انتفعت بها وأردت أن أبعثها لكم من خلال مقالي لعلها تنفعكم كما نفعتني.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز