عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الصفقة سيئة السمعة و28 يناير وإيران

الصفقة سيئة السمعة و28 يناير وإيران

بقلم : د. فاطمة سيد أحمد

النسخة الأخيرة  حتى الآن والتى مرت بعدة سيناريوهات باءت بالفشل من الصفقة سيئة السمعة فى منطقتنا العربية، والتى تطلق عليها  واشنطن «صفقة القرن» عرضها وزير خارجية أمريكا  «مايك بومبيو» فى جولته الأخيرة منذ عدة أيام فى جولة لبعض الدول العربية والتى أعقبها زيارة عاجلة للرئيس السيسى إلى الأردن لمناقشة الأمر،  حيث إن هذه النسخة إذا حازت القبول فسوف تعرض علانية فى أبريل القادم بعد الانتخابات الإسرائيلية للكنيست،  ولكن الحقيقة أن النسخة التى تم عرضها لم تلق القبول هى الأخرى من الدول العربية، والتى يقول مضمونها: قيام دولة فلسطينية فى 90 % من الضفة الغربية مع عاصمة للدولة الفلسطينية فى جزء من مدينة القدس الشرقية، على أن تظل باقى القدس الشرقية تابعة لإسرائيل وحتى جبل الهيكل وحائط البراق وجبل الزيتون ولكن بإدارة مشتركة مع الأردن وفلسطين ويمكن إدخال دول أخرى فى المشاركة والسيادة والإشراف وتشمل المغرب ومصر وبريطانيا وفرنسا  «تدويل المقدسات الدينية» وأن تكون المستوطنات الإسرائيلية الكبيرة تحت إدارة تل أبيب، أما المستوطنات الصغيرة سيترك أمرها حتى إشعار آخر »، سربت تلك الأخبار قناة إسرائيلية عبر تقريرلصحفى يدعى «باراك رافيد» ولأن ما عُرض لم تتم الموافقة عليه فقد نفى «جيتسون جرينبلات» المبعوث الأمريكى الخاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط ما سربه الصحفى وتناقله الاعلام الإسرائيلى،  وذكر المبعوث أن  تفاصيل خطة صفقة القرن لا يعلمها إلا عدد قليل للغاية ومن يريد معرفة شىء عنها ستكون عبر مصادر معروفة محددة تشمل «الرئيس ترامب وصهره المستشار جاريد كوشنير أو من خلال السفير الأمريكى فى إسرائيل ديفيد فريدمان أو من خلاله هو وأن جميعهم هم أعضاء فريق خطة السلام الأمريكية»، على جانب آخر قال الرئيس الفلسطينى أبو مازن إنه أوقف التواصل مع المسئولين الأمريكيين وأن حل القضية لن يكون إلا على ثلاث مسارات (سياسى واقتصادى وأمنى) وأنه لن يقبل بأى مسار منها منفصل.




وتعتبر النسخة الأخيرة لتلك للصفقة هى الرابعة بعد أن أحبطت ثلاث قبلها إحداها كانت تقول باستقطاع أراضى من الأردن ولبنان لتوطين الفلسطينيين، أما الاثنتان الأخريان فكانتا ذات ارتباط عضوى بمصر، الأولى كانت قيد التنفيذ أثناء حكم الإخوان، والتى رتبت  لها أمريكا فى عهد أوباما  باعتلاء المحظورة للسلطة وبعد ذلك كل شىء سوف يكون سهل المنال، ولذلك فإنه يوم 28 يناير 2011 عندما عهد الرئيس الأسبق مبارك للجيش بالنزول إلى الشارع بعد أن انسحبت الشرطة استشعرت أمريكا خطرًا يهدد مخططها، لأن الجيش لن يسمح باستقطاع شبر واحد من سيناء لحساب أى أحد، وهنا أمرت واشنطن الإخوان بالنزول واستخدام العنف والسيطرة على المشهد واختطاف الثورة لصالحهم وأنها سوف تكون داعمة قوية لهم لتنفيذ خطتهم المأمولة للتمكين من الحكم والسلطة، بشرط أن تكون سيناء وطنًا بديلاً للفلسطينيين وأن هذا لن يزعج الإخوان لأنه سيكون امتدادًا طبيعًا لجماعتهم بنزوح حماس إلى الأراضى المصرية وكادت الجماعة الإرهابية أن تنفذ المشروع الاستيطانى على الأراضى المصرية حتى وقف لها الجيش بالمرصاد معلنًا أن الإخوان ينحرفون بالأمن القومى المصرى ووضعت القوانين المشددة بواسطة جيشنا العظيم لعدم بيع الأراضى بسيناء تحت ستار الاستثمار أو أى مسمى بعد الاعتراض على إعلان الخطة الجهنمية الأمريكية الإسرائيلية والتى قبلتها الإرهابية المحظورة بكل أريحية  وترحاب، وبعد إزاحة حكمهم المشئوم وتولى الرئيس المنتخب السيسى الحكم  وجاء ترامب  أيضا رئيسا حدث تعديل على نسخة الصفقة الإخوانية وتم عرضها على مصر والتى كانت تتضمن بأن يستوطن الفلسطينيون فى جزء من الأراضى السيناوية فى إشارة إلى رفح المصرية لتكون امتدادًا لرفح الفلسطينية معللين ذلك بروابط المصاهرة التى بين الغزاويين والسيناويين، وأن يتم استعواض مصر بأراضى بديلة فى صحراء النقب بالأراضى التى تحتلها إسرائيل، وهنا رفضت مصر تمامًا المساس بأراضيها أو دخول سنتيمتر واحد فيما يطلق عليه صفقة القرن تلك، وأن هذا غير قابل للنقاش ويجب إيقاف تداوله لأنه يحدث بلبلة مجتمعية من دون داعٍ لرفض الخطة جملة وتفصيلا وأننا لن نسمح بالحديث عنها ولو حتى بالتلويح المستتر فقد  تم وأدها فى مهدها.


وتحاول إيران أن تجد لها دورًا حتى تضمن أوراق ضغط فى يدها على الساحة العالمية ولدى الدول المعنية بعملية السلام فى الشرق الأوسط وهى تقوم بذلك عبر الحركات المتأسلمة الفلسطينية وخاصة فى قطاع غزة مثل حركة «الجهاد الإسلامى» وحركة «حماس» وتلعب إيران فى ذلك مستخدمة جانبين: الأول جمعيات المجتمع المدنى بها وخاصة تلك الجمعية التى تطلق على نفسها «جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطينى» وتترأسها ابنة الخمينى «زهراء مصطفوى» والتى قالت فى كلمه لها «إن مشروع صفقة القرن ولد ميتا» فى إشارة لها بأن إيران لها اليد الطولى لدى الحركات الإسلامية التى تتشابه مع مضمون ثورتهم الإسلامية الإيرانية، أما الجانب الآخر فهو الجانب الرسمى لطهران والذى عبر عنه أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى «على شمخانى» وذلك عندما قام بزيارة لفلسطين وقابل خلالها «زياد النخالة» الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى وأيضًا «يحيى السنوار» الرجل الأقوى الآن فى حركة حماس، ولقد صرح شمخانى هناك أن إيران هى المؤيد الحقيقى للقضية وأن هناك دعمًا  سريًا لبعض الدول العربية لـ«صفقة القرن».


ويستمر العرض لسيناريوهات «صفقة القرن الأمريكية» وجميعها مرفوضة حتى الآن ويظل مسمى الصفقة كما أوضحها الرئيس السيسى فى عدة مناسبات بأنها  مسمى أطلقته أمريكا منفردة تقصد به خطة جديدة لعودة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولسنا مجبرين لقبولها إلا بالشكل الذى يضمن حقوق الفلسطينيين وكل الدول العربية المعنية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز