عاجل
الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
ولمن يدفع أكثر

ولمن يدفع أكثر

بقلم : جميل كراس

اللهف بالملايين واللعب بوجدان وعقول الكثيرين من شباب مصر بالزوفة، وهم يقرأون أرقاما فلكية بالملايين يحصل عليها أقرانهم من الشباب السعيد الحظ في كرة القدم، وهو لم يتخط العشرين عاما بقليل.



وقد يساق إلى هذا الكلام بأن كل واحد برزقه، فهو السميع العليم يرزق من يشاء بغير حساب، ولكل مجتهد نصيب، بعد أن تحولت الساحة المحلية الكروية إلى بضاعة من كل صنف أو لون وأنت وبختك، ومن ثم كان الصدام الدامي بين فرق الأندية مع بعضها، فهناك فرق لديها سيولة نقدية وأخرى لاحول ولا قوة إلا بالله، ولسان حالهم يردد: اللهم ارزقنا الصحة والستر دون سواهما.. وأخرى تقبع تحت خط الفقر وهي الأندية الشعبية التي لا تملك قوت يومها، ولا تملك من أمرها شيئا، لكنها تتسول من هنا أو هناك سواء كان ذلك من رجال الأعمال أو الكبار والمريشين للمساهمة في سد الفجوات المالية للحاق بقطار أو ركب «بيزنس» الكرة الذى طغى على كل شىء، حتى لو كان ذلك بعيدا تماما عن التحلي بالأخلاقيات أو العرف السائد، وكذلك يفتقدالكثير من المواهب أو أصحاب المهارات الراقية في فنون اللعبة.

صراحة، لقد اكتظت سوق النخاسة، أقصد بيزنس الكرة بكل ما هو عجيب أو حتى المثير منها وبات سوق الانتقالات كسوق مفتوح على مصراعيه ولمن يدفع أكثر، فالمسألة تخضع للعرض والطلب بالمقام الأول أو كما قيل على رأى المثل  "الغاوي ينقط بطاقيته"، حتى لو كان خاويا أو على حساب صفقات مضروبة ولا مؤاخذة أو مش ولابد يعني كسر وطبعا كله برزقه أو بالمرادف الآخر " رزق الهبل على المجانين".

ومن هم هؤلاء المجانين الذين يفتحون خزائنهم دون رقابة أو حساب أو كذلك دراسة وتأنٍ واختيار الأفضل، لكن الوضع كان مختلفا، فالكثير من الصفقات دخلت في خبر كان وأخواتها، وباتت في حالة من التجمد الجليدي ولا نرى من يحاسبهم على مثل هذه السقطات المدوية التي فضحتهم بالورقة والقلم وبقيت مثل الخدعة الكبرى أو مجرد "ضحك على الدقون".

ولأن الواقع يبرهن بأن مثل هذه الصفقات المدوية لا سوبر ولا حاجة، لكن الحكاية أخذت شكل العناد أو حتى المكابرة لمجرد الاستحواذ على الشيء، حتى لو كانت البضاعة مضروبة من أصله والنتيجة الحتمية مزيد من التربح لسوبر الصفقات المضروبة وآخر من الخسائر وإهدار المال العام للجانب الذى أساء واختار الوهم، ولدرجة أن واحد سوبر فقط كما يقولون وصل سعره المعلن إلى أكثر من 120 مليون جنيه، "بأمارة إيه"، وهو ما يثير حفيظة عموم شباب المصريين في كل مكان على أرض المحروسة الذين يعانون الأمرين، في الأندية الفقيرة، والألعاب الفردية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز