عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سيرة بليغ

سيرة بليغ

بقلم : طارق مرسي

أهمية أوبريت «سيرة حب» الذى افتتحت عرضه د.إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة يوم الخميس الماضي ويقدمه البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية علي مسرح البالون أنه ليس فقط عملا فنيا كتبه بمهارة الكاتب أيمن الحكيم وأخرجه بحرفية عالية المخرج عادل عبده عن حياة الموسيقار العملاق «بليغ حمدى» بل إنه درس ووثيقة غنائية للأجيال الجديدة عن تاريخ عمالقة الموسيقي المصرية ورائد التجديد فيها والذي لم يتكرر.



«سيرة حب» عمل يستدعي روائع بليغ حمدي الموسيقية لكبار المطربين وعقيدته الموسيقية في التلحين التي تمثل علامة فارقة في طريق تجديد الغناء الشرقي والطرب الأصيل بعد سيادة ثقافة الفوضي وانتشار الأغنيات المسيئة لتاريخ الغناء المصرى والمضرة بالمشاعر والعواطف الإنسانية وتزايد الغناء الاستهلاكي الرخيص.. وحسنا فعلت وزارة الثقافة بإنتاج مثل هذا العمل الذى يسهم في تجديد الخطاب الغنائى وتحرره من المتطفلين والمتطرفين ومشاهير إفساد الذوق العام ليعود إلي عرشه «غذاء للروح» وللقلب والعقل.

«أوبريت» سيرة حب استوحى فيه المؤلف بذكاء وكبرياء سيرة ومسيرة الموسيقار المبدع بليغ حمدي وأهم محطات حياته التي لخصها الأوبريت في أغنيات خالدة، مستعرضا أزمته الشهيرة واضطراره للسفر إلي فرنسا ثم المثول لمحاكمة القضاء له في قضية لم يرتكبها والشهيرة إعلاميا بانتحار «سميرة مليان» في شقته ويستلهم المؤلف في الأوبريت شهود إثبات البراءة من خلال كبار المطربين في مقدمتهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي تطالب بإقامة تمثال له وليس محاكمته، إلي جانب شهادة عبدالحليم حافظ رفيق مشواره والذي وصفه بأنه أمل مصر في الغناء وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذي قال إنه صاحب موهبة رائعة وجمل موسيقية فريدة ومن «ثومة» والعندليب وموسيقار الأجيال إلي الشيخ سيد النقشبندي الذي قدم له رائعة «مولاى» بأمر من بطل الحرب والسلام أنور السادات وشهادات عبدالرحمن الأبنودى ومحمد رشدى.

الأوبريت رسم مسيرة بليغ بروائعه الغنائية التي لن تتكرر، «سيرة حب» لأم كلثوم وتوبه وتخونوه وعدي النهار وحاول تفتكرنى لحليم وحنين وخليك هنا و«الربابة» وحكايتي مع الزمان لوردة، وانتهى العرض بمسك الختام برائعته «يا حبيبتى يا مصر»، تألقت بطلة العرض المطربة مروة ناجى في تقديم معظمها باقتدار في قالب استعراضي مبهج علي خلفية لقطات من حياته بدءا بعشقه لتراب هذا الوطن ولخصها بأغنيتي «إنا فدائيون» و«عدي النهار» و«علي الربابة باغني» والتى يكتمل تأثيرها على المسرح بوضع لقطات من العبور العظيم فى الخلفية المصورة بدلا من اللقطات العادية فى عرض الافتتاح و«يا حبيبتي يا مصر»، مرورا بحبه الوحيد «المطربة الراحلة وردة» وعلاقته بموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ورشدي والأبنودي والنقشبندى وشهاداتهم التاريخية علي موهبته الفذة.

22 ممثلاً وممثلة شاركوا في هذا الأوبريت يتقدمهم «إيهاب فهمى» الذي جسد شخصية الموسيقار الخالد بحب واقتدار ،إلي جانب مجدي صبحي في دور محمد عبدالوهاب وناصر عبدالحفيظ في دور الأبنودي ونهلة خليل و«أم كلثوم» وسمية درويش «ووردة» ومحمد شافعي وشيكو، وساهم في إضفاء سحر بليغ الموسيقي القيادة الموسيقية المتمكنة المايسترو محمد أبواليزيد.

«بليغ حمدى» بعد 26 عاما من رحيله أنصفه الكاتب أيمن الحكيم بأول كتاب عن حكايته ومسيرته الغنائية «موال الشجن» وأول أوبريت غنائى وتاريخي ويستحق صاحب الـ «746» أغنية أن تشاهده الأجيال الجديدة كوثيقة طاردة لأصحاب الأعمال المسيئة للغناء.. والذي وصفه الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس بأنه يصنع المعجزات في ألحانه، (وراجعوا ألف ليلة وليلة وفات المعاد وبعيد عنك حياتي عذاب وسيرة الحب وموعود ومداح القمر ويا مالكا قلبي والعيون السود ودندنة وحكايتي مع الزمان، حتي عدي النهار ويا حبيبتي يا مصر).

وأتصور أن وزيرة الثقافة د.إيناس عبدالدايم لن تبخل بعرض الأوبريت في محافظات مصر لعشاق الغناء والطرب الأصيل.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز