عاجل
الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
جيش مصر وحروب القرن «البحار والإرهاب»

جيش مصر وحروب القرن «البحار والإرهاب»

بقلم : د. فاطمة سيد أحمد

كتبت مرارًا عن أن المشير طنطاوى كان ينادى فى التدريبات العسكرية التى كانت تقام ما بعد 2011 وحتى تركه وزارة الدفاع بأنه يا جيش يا قادة لا يزج بكم العالم لحرب الإرهاب، عند هذا لم يكن المشير قد لمس التغيير الذى حاق بالجيوش فى أن التهديد القادم هو ( حرب الإرهاب ) الأداة الاستعمارية الجديدة والقائمة بحرب استنزافية للجيوش الوطنية نيابة عن الدول الاستعمارية بأسلوبها الجديد، وعندما صافحه الفريق أول السيسى فى صالون الاتحادية بعد تعيينه وزيرًا للدفاع بعد إقالة المشير طنطاوى بواسطة الإخوان الذين كانوا لا يعلمون أن المشير بالفعل كان سيسلم راية الجيش للسيسى من منطلق أنه صار لديه يقين بأن الحروب القادمة ليست كسابقاتها ولكن حروب تستلزم عقيدة جديدة واستراتيجية مختلفة عن جيله ولذلك أثناء مصافحته السيسى الذى كان يشكره لترشيحه له للإخوان لتسلم رايه الجيش رد طنطاوى: لم يسألونى يا عبدالفتاح ولو فعلوا كنت سأختارك بالفعل فأنت الأنسب لتلك المرحلة، كان السيسى الذى حضر دورات خارجية بأمريكا وغيرها وعرف بعين فاحصة للعسكرى المتميز  الخطر القادم، خاصة بعد ترسيم الحدود البحرية بين الدول لتبدأ مسيرة تنقيب جديدة عن الثروات فيكون لكل دولة حدود لا تتعداها ولا تطمع فى سواها، لم تكن عين الدول الكبرى وأحلافهم الغربيون بمنأى عن النظرة العدوانية أكثر منها استفادة الدول، والتى تقول بأن ترسيم الحدود يمكننا من خلق عداءات جديدة بين الدول والدخول إليها مرة أخرى واستغلال ثرواتها الجديدة التى ستخرج من باطن البحر بعد أن تم لنا استغلال باطن الأرض بما تحويه من ثروات نفطية وغيرها وبعد أن تم لنا وضع يدنا عندما رسمنا الحدود البرية المصطنعة بين الدول المستعمرة وأقمنا حروبًا إقليمية فيما بينهم وعرفنا شعوبهم وثقافاتهم المتعددة والمتنوعة فقلبناهم على بعضهم بحروب أقليات تطالب بحكم ذاتى تحت مظلة لا تطبق إلا فى حدود مستعمراتنا السابقة يطلق عليها (حقوق الإنسان) وإذا كانت هناك دول لا يوجد لديها هذا بشكل واضح فلنخلق لها قضايا حقوق إنسان بشكل آخر حتى لو كانت مطالبات فردية بحرية التعبير.



المهم تغيرت طبيعة الحروب لما طرأ  لشكل العدو والتهديدات الجديدة التى تحيق بدول العالم ولأن الحروب هى الطريقة المثلى حتى الآن لتغيير شكل الأوطان والشعوب، فإنه مع انتهاء القرن التاسع عشر كانت التوسعات الاستعمارية قد أنهت مهمتها بعد أن عرفت كل شبر بالدول المستعمرة أرضًا وشعبًا، وفى القرن العشرين بدأت تصفية الحروب التقليدية بآخر حرب بين مسرحين عسكريين وهى حرب أكتوبر 73 بين مصر وإسرائيل والتى غيرت مصر فيها استراتيجية (الأسلحة) إلى استراتيجية (المقاتل ) ليثبت جيشنا العظيم للعالم كله أن المُعِدّة مهما بلغت من الحداثة والتكنولوجيا يبقى العقل البشرى الذى يتسيد عليها، تلك الحرب التى غيرت المفاهيم العسكرية فى موازين القوى كانت مقدمة لإنهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الأهم عالميًا أمريكا والاتحاد السوفيتى سابقًا، لتكون بداية القرن الحادى والعشرين الانتهاء من حروب دول لبعضها إلا فيما ندر وتحت مظلة الأقليات أيضًا التى صار نصفها لدى هذه الدولة والباقى عند تلك أو الطمع فى ثروات الآخر من منطلق أن ترسيم الحدود التى وضعها الاستعمار لم تكن عادلة فى مقدرات الشعوب .. وبدأت الاستراتيجية العالمية الجديدة تعلن عن شكل الحروب الجديدة والتى بدأتها  بأحداث 11 سبتمبر 2001 لتصير بعد ذلك خريطة حروب الإرهاب جاهزة للتنفيذ، وإذا كانت الأداة موجودة وهى الجماعات المتطرفة والعنيفة التى تدربت بين جنبات مخابرات تلك الدول الاستعمارية، بعدها كان التفكير فى المحرك لإيجاد مثل تلك الحروب على أرض تلك الدولة المراد النيل منها وتفتيتها ولن أتطرق لما لمسناه جميعًا وعشناه مع الجماعة الإخوانية الإرهابية الذيل الاستعمارى منذ نشأتها وكيف كانت ستعطى مصر جائزة كبرى لاستراتيجية هذه الدول الاستعمارية العتيقة فى هذا.

 قام الجيش بقيادة السيسى سواء كان وزيرًا له أو رئيسًا منقذًا ليعمل على إيقاف هذا المخطط الذى ما زال يلقى بظلاله حتى يومنا هذا فى مقاومته بكل الأشكال سواء بالاعتراض على استخدامنا لهذا السلاح أو ذاك أو فى حقوق أفراد مارقين، ولكننا لم نقف مكتوفى الأيدى عند هذا ولَم تغفل عين القائد عن ردع من تسول له نفسه المساس بمصر، فقام بجسارة بتغيير العقيدة القتالية للجيش تتوافق والعدائيات المستحدثة وغير فى قيادات الجيش ليحدث التناغم بين العقيدة والتنفيذ، ولنا الوقوف بوعى أمام تدريبات ومناورات عسكرية تمت خلال عام واحد هو 2018 لنجده يصل إلى حوالى ( 20 ) ما بين جيوش عربية وتحالف إسلامى وجيوش أفريقية وأخرى كونية وأيضًا محلية فى كل المناطق وبمختلف الأسلحة علاوة على تدريبات بحرية عالية المستوى فى البحرين الأحمر والمتوسط للدول ذات الصِّلة سواء غربية أو عربية، وبما أن الاستراتيجية العسكرية لجيوش العالم قد تغيرت مع بداية قرن جديد وبما أننا نجارى كل ما هو مستحدث عسكريًا لا يحق لأى من كان بعد أن نبتاع منه معدات عسكرية أن يسألنا كيف نستخدمها أو متى؟ فهذا حق لنا أن تقف (الميسترال) فى عرض البحار المصرية للردع والدفاع عن مقدراتنا البحرية، وأيضًا طالما الإرهاب يستخدم معدات جيوش وليس أسلحة أفراد محدودة لا تقتل إلا شخصًا واحدًا ولكن أسلحتهم فتاكة يمكنها القضاء على كتائب عسكريه كاملة ويتم هذا فى مسرح عسكرى مكشوف، أما داخل المدن فهناك تعاون بين قوات الأمن الداخلى والجيش، ومن هنا فإن استخدام مدرعات فى حرب الإرهاب هو لمناهضة الأسلحة التى تحصل عليها الجماعات الإرهابية عن طريق الذين يقومون بالحروب نيابة عنهم فصاروا إرهابًا لأوطانهم ومرتزقة للغير.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز