عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
خليه فى حضن «أمه»..؟

خليه فى حضن «أمه»..؟

بقلم : جميل كراس

لم نر مثل هذه الأجواء العاصفة من خلال شبكات التواصل الاجتماعى أو السوشيال ميديا أو بمعنى آخر عندما تجلى ذلك من خلال نوع جديد من «الردح» الذى لم نعتده من قبل داخل رحم المجتمع المصرى وما بين الإيجابيات أو السلبيات كان هناك الكثير. فبعد أن دشن رواد مواقع التواصل الاجتماعى عددًا من الحملات الإيجابية التى تفيد ولا تضر  وفى باطنها التخفيف عن حدة المعاناة من الارتفاع الفاحش أو الجنونى للأسعار والوقوف ضد جشعا لتجار.



ومن ثم كانت بداية الحملات الذى من هذا النوع الإيجابى بعنوان «خليها تعفن» وهدفها مقاطعة سلع غذائية بعينها مثل اللحوم بأنواعها والخضروات والفاكهة فى محاولة للضغط على التجار الجشعين وإجبارهم على خفض الأسعار حتى تكون فى متناول الجميع من فقراء أو غيرهم حتى لاقت الحملة تزايدًا وإقبالاً كبيرين  بل استحسانًا وترحيبا بين عامة الناس ومعتادى المواقع الذين طالبوا التوسع والانتشار فى نطاق هذه الحملات الهادفة وقد حققت نجاحًا ملحوظًا ولكنها بكل أسفل لم تستمر كثيرا. بعدها انطلقت حملة من نوع آخر فى يناير الماضى احتجاجا على ارتفاع أسعار السيارات «ع الزيرو» وتفاعل معها الكثير من رواد السوشيال ميديا وأطلقوا عليها عبارة «خليها تصدي» مبررين بأنه لا يعقل أو يصح أن يتعارض سعر السيارات فى المعرض عن ثمنها الأصلى عند البيع أو الشراء.

وعلى نفس النمط أو الوتيرة انطلقت حملة من نوع آخر أيضا بعنوان «خليها فى المصنع» من خلال  مواقع التواصل الاجتماعى أو «فيس بوك» اعتراضًا على رفع أسعار السجائر وهم يعلقون بسخرية «خليهم يشربوها» فى الوقت الذى قالوا فيه  سنقاطع التدخين ونمتنع عنه نهائيا تجاوبا مع الحملة ويشربوها بقي.. ولكن الجانب الآخر أو المقابل تمثل فى شكل غير إيجابى حتى وصلت إلى درجة  «الردح» الاجتماعى بين الجنسين «شباب وشابات» لاسيما بعد أن شهدت تلك المواقع موجة استياء وتراشقًا بالكلمات والألفاظ غير المستحبة بين الجنسين وكانت البداية «خليها تعنس» التى أطلقها عدد من الشباب فى تحد واضح للجنس الآخر بسبب المغالاة فى تكاليف الزواج والطلبات التى لا تنتهى ومن ثم وجبت المقاطعة من جانب الشباب أو العزوف عن الزواج إلى حين إشعار آخر، وهذا ما جعل عددًا من الشباب يتفاعلون مع الحملة التى تهدف إلى خفض التكاليف أو نفقات الزواج وعدم المغالاة فيها..

 وهذا يسوقنا إلى السؤال : هل نتعظ ولا نبالغ فى تكاليف الزواج وبلاش نطلب كل حاجة بالشيء الفلانى وكمان العربية أحدث موديل والفيلا وشاليه بالساحل الشمالى ورصيد بالبنك وخلافه!!؟

• فهل نحكم عقولنا فى طلبات نفقات الزواج التى تفوق قدرات الشباب وإمكانياتهم المادية المحدودة؟ وعلى النقيض منه لم يصمت الجانب الآخر من الفتيات «الجنس الآخر» وأطلقن حملة مضادة بعنوان «خليك فى حضن أمك» ويا له من تهكم أو سخرية عندما رددن «خليه يخلّل» ردًا عليهم أى الشباب الذين أرادوا للشابات العنوسة»..!! ما هذا «العبث» الذى نعيشه حاليا أو نحن فيه الآن وسط هذه الأجواء الصاخبة، والملبدة،   بالغيوم الداكنة بعد أن وصلنا إلى هذه المرحلة من السفه والتراشق بالكلمات  والألفاظ بين هذا أو ذاك مع استخدام العبارات الاستفزازية والتى أقل ما يجب وصفها بأنها خارج السياق واللباقة أو بما يعكسه مجتمعنا الشرقى الأصيل..

 وهذه الحملات غير المستحبة أو المرغوب فيها حتى لو تم تصنيفها على كونها نوعًا من «خفة دم» من الجنسين ولأن هذا الأمر ينعكس على حال شبابنا من الجنسين وقد يجعلهم يتخوفون ويعزفون عن الزواج أو رفضه وفى حين أن الواقع يبرهن بأن الزواج الصحيح يحمى المجتمع من الانحراف أو الانخراط فى الرذيلة.  أما إذا كان لدينا حملات أخرى أكثر إيجابية فأهلا بها إذا كانت ترتقى بأحوالنا بعيدا عن الخروج عن النص أو قلة الأدب.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز