عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
تحت الراية والشعار.. مصر تحتضن إفريقيا

تحت الراية والشعار.. مصر تحتضن إفريقيا

بقلم : أيمن عبد المجيد



 

 

فوق أروقة مبنى الاتحاد الإفريقي الفخيم، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ترفرف راية الاتحاد "العَلم"، وفِي البهو الرئيسي، حيث يصطف زعماء إفريقيا كل عام لالتقاط الصورة التذكارية، يكمن شعار الاتحاد.

شعار وعلم، يلخصان قصة وأهداف الاتحاد الإفريقي، الذي تترأسه مصر رسميًا، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الحادية عشرة والنصف صباح اليوم الأحد، بحضور رؤساء دول وحكومات إفريقيا.

شعار الاتحاد الإفريقي، لم يأتِ هباءً، فله من الرمزية ما تعبر عنها عناصره الأربعة: سعف النخيل على جانبي الدائرة برمز للسلام، بينما الدائرة الذهبية ترمز للثروة والمستقبل المشرق لإفريقيا.

نعم دائرة ذهبية، تعكس ثروة القارة الإفريقية العذراء، قارة تمتلك ثروات الطاقة الشمسية، التي لا تنضب، والمياه، والمعادن والقوى البشرية، تتطلب فقط تكاملًا، وتنمية، وقيادة حقيقية، ومصر قادرة على دفع عجلة التنمية، مصر تحمل الخير للجميع.

العنصر الثالث في الشعار، خريطة إفريقيا بلا حدود في الدائرة الداخلية، بلا حدود وحواجز تدفع للانعزالية، فهي تعني الوحدة الإفريقية.. نعم وهو ما تسعى مصر لتحقيقه، عبر التكامل الاقتصادي والربط البري بين دول القارة، من خلال وضع اتفاقية التجارة الحرة موضع التنفيذ، وقد بدأت مصر بنموذج عبر طريق التجارة البري بين مصر والسودان والربط الكهربي.

صباح اليوم، يعقد الرئيس السيسي، ورئيس الحكومة الإثيوبي، والرئيس السوداني عمر البشير، قمة ثلاثية لبحث عدد من الملفات، التي تخدم التنمية في البلدان الثلاثة.

وفي الأفق نهضة تكنولوجية، عبر وكالة الفضاء الإفريقية، التي تستضيفها مصر، بمدينة الفضاء المصرية، بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، القارة في حاجة للاستشعار عن بُعد لاكتشاف الثروات، ودعم التنمية الاقتصادية والتكنولوجية.

فيما يأتي العنصر الرابع في الشعار، الذي نشاهده جميعًا خافيًا الزعماء في الصور التذكارية دون أن نبحث عن مدلولات مكوناته، إنها الحلقات المتشابكة الحمراء الصغيرة عند قاعدة الشعار، ترمز للتضامن الإفريقي، والدماء التي سُفكت وروت الأرض الإفريقية، في حروب التحرر من الاستعمار، والجهاد في سبيل الاستقلال.

حلقات متشابكة، ترمز للتضامن، وللتضحيات، مصر كانت في مقدمة البلدان الإفريقية، التي خاضت معارك الاستقلال، ودفعت من دماء شعبها الثمن، ثم ما لبثت أن امتلكت ناصيتها، حتى انطلقت داعمة للتحرر والاستقلال في إفريقيا، وما أن تحررت ٣٢ دولة إفريقية بحلول ١٩٦٣، حتى انطلقت على أرض مصر، منظمة الوحدة الإفريقية، لتتحول ٢٠٠٢ للاتحاد الإفريقي بعضوية ٥٣ دولة تحوّلت إلى ٥٥ ليشمل الاتحاد كل الدول الإفريقية.

ليس مجرد شعار، بل ميثاق وفلسفة عمل، ورمزية، ومصر التي انتخبت رئيسًا للاتحاد بإجماع الأعضاء، لم تهمل يومًا قارتها، وفي أكثر من موضع قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: "نحن منكم وأنتم منا"، الهموم مشتركة، والتحديات واحدة.

مصر التي أسهمت ودفعت الكثير من اقتصادها وخيراتها ودعمها، للأشقاء، لبلوغ التحرر والاستقلال من المستعمر، تبذل اليوم جهودًا مضاعفة، لتتحرر إفريقيا من مستعمر أكثر خطورة، وهو الفقر والنزاعات التي تدفع الشباب للهجرة، وتسعى لحلول جذرية عبر مشروعات تنموية وثقافية وتكاملية، ليجد أبناء القارة بيئة عمل وحياة كريمة.

وبالانتقال إلى الراية، التي تتسلمها مصر اليوم، ترفعها بما تقدمه للقارة لتظل خفاقة، تتحدث باسم إفريقيا في منصات العالم، سعيًا لتعاون دولي نافع للجميع، تحمل مكوناتها، كما أن الشعار رمزية ودلالات لمن يدقق ويُعمل عقله.

العلم  الحالي، للاتحاد الإفريقي، اعتمد في يونيو 2010 في الدورة العادية، الثانية عشرة، لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات. 

العلم، عبارة عن خريطة القارة الإفريقية باللون الأخضر الداكن - رمز لفرص التنمية والثروة - فوق شمس باللون الأبيض، رمز الطاقة النظيفة والحياة، وتحيط بها دائرة من 54 نجمة خماسية الشكل وذهبية على خلفية حقل أخضر داكن اللون. 

الخلفية الخضراء، ترمز إلى الأمل في إفريقيا، والنجوم تُمثل الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي.

مصر.. قمر إفريقيا، اليوم، رئيسًا للاتحاد، مُحاط بالنجوم، يضيء مستقبل القارة، في لحظة حالكة الظلام، بما يحيط بشعوبها من تحديات، الصراعات والفقر والهجرة، واللجوء، مصر تحمل الأمل للأشقاء، تقدم شعاع نور وخارطة طريق.

مصر تقود بالإنجازات والمبادرات، والحلول الجذرية المنطلقة من إدراك فعلي للتحديات، تربط إفريقيا بشركاء التنمية في العالم.

مصر قدمت نموذج الاستضافة الكريمة لخمسة ملايين لاجئ، مصر تنشئ مدينة فضاء مصرية، تستضيف وكالة الفضاء الإفريقية، مصر تضع آليات تنفيذية لاتفاقية التجارة الحرة الإفريقية، مصر تؤسس صندوقًا إفريقيًا لإعادة إعمار البلدان التي أنهكتها الصراعات والحروب، مصر تدشن منتدى أسوان للتنمية المستدامة والشاملة.

انتظروا كشف حساب الإنجازات المصرية بعد عام رئاستها للاتحاد- إن شاء الله- سيفتخر كل مصري بأنه ابن لهذا الوطن العظيم، مصل تحمل الخير لعروبتها وقارتها الإفريقية.. إفريقيا في حضن مصر التي تسعى جاهدة لتفعيل شعار الاتحاد بكل عناصره، وفلسفة رايته.

وعن الرئاسة المصرية التاريخية للاتحاد الإفريقي للحديث- إن شاء الله- بقية.

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز