عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
كلمة السر.. (المواطنة)

كلمة السر.. (المواطنة)

بقلم : جميل كراس

أي أزمة أو مشكلة تثار هنا أو هناك على أرض الواقع لن تكون مجرد حدث أو وليد الصدفة أو شيء عابر وانتهى الأمر!



لكنها قد تنطلق من مستصغر الشرر وتلك هي البداية في أي من الأزمات ونحن حريصون على المواطنة بمعناها الأوسع أو الأرحب وبكل ما تعني من ثقافة حب الآخر وعدم رفضه أو التعامل معه.

وكما هو معروف (المواطنة) تعني أن كل واحد يعي ما عليه من واجبات وما له من حقوق فلا تمييز بين هذا أو ذاك طالما أنهم من وطن واحد وهي تعني اللُحمة والاتحاد الذي يمثل القوة لأي مجتمع ودون ذلك فالعكس صحيح من ضعف أو تهاون يصل إلى درجة السقوط.

 وبما أن الاتحاد قوة بين أبناء الوطن الواحد لكونه يضفي عنصرا مهما ومؤثرا للتقدم والرقي داخل المجتمع مما يزيد من تماسكه ودون ذلك يفتت ويفرق بين مواطن أو آخر وينهار البلد، وتلك هي الفرصة التي يتربص فيها الأعداء بنا لهدم مقدرات الدولة.

 لذا أحذر من الفرقة لأنها لا تعني إلا الهدم، هدم الحب والتسامح والوقوف ضد العدو المشترك لوطننا الذي لا يريد لنا القوة والخير والمحبة والتسامح.

فالإيحاء برفض الآخر أو التلويح بعدم التعامل معه بسبب كينونته أو لونه أو عقيدته أو غيرها من الأمور السلبية يجعل البلد أكثر وهنا، فعدم قبول الآخر معناه الانقسام والعودة بنا إلى الوراء أو بمعني آخر (للخلف در) وهذا ما لا نتمناه أو نحلم به في أي وقت من الأوقات.

أما الذين يعزفون على هذا الوتر بنغماتهم النشاز لإحداث الفرقة أو التمييز بين مواطن أو آخر داخل جسد المجتمع فهم أعداء الوطن الذين يعبثون في أمنه واستقراره بشتى الاشكال والصور.

وهنا على أرض الحضارات الإنسانية التي تحتضنها مصر المحروسة استقبلت الرسل والأنبياء وكل القادمين إليها في خير وسلام حتي العائلة المقدسة (السيدة العذراء وولدها المسيح) لتعم المحبة والتسامح والتآخي وكلها من الصفات الحميدة التي هي هبة الخالق سبحانه وتعالي.

أما الافكار الهدامة والظلامية والتي تبث روح عدم قبول الآخر والحض علي كراهيته إنما هي رجس من عمل الشيطان الذي لا يحب بني البشر جميعا، ويجعلنا نخسر كثيرا بمثل هذه الأفكار التي تضر بالبلد والمواطنة وتدعو إلي التمييز!

فالشرائع السماوية مجتمعة ترفض ذلك وتدعو إلي الله الذي هو محبة لكل بني البشر، وقد خلقنا جميعا أحرارا في الدنيا لنفرق ما بين الخير أو الشر بين الحق أو الباطل، ورغم ذلك قد نتباطأ في تصحيح تلك الأفكار أو المفاهيم الخاطئة التي تدعو إلي عدم قبول الآخر، أو تمييزه أو حتي التعامل معه أو مثلما يحدث علي أرض الواقع عندما نقول عن طريق الأبوين أو خلافه لا تتعامل مع هذا الإنسان لكونه مسيحيا أو آخر لا تصاحب ذلك الإنسان لكونه مسلم.. ما هذا الهراء الذي يعيدنا إلى عصور الظلام والجاهلية.

يا سادة المواطنة تجمع ولا تفرق.. تبني ولا تهدم.. فالجميع سواسية في الوطن شركاء فيه.

 والمعتقدات الخاطئة أو المتوارثة والفكر الظلامي العقيم يعود بنا إلي الوراء ويسوقنا إلي الهاوية.

 وهناك مثال آخر للإرهاب والذي يتكون داخل الأطفال والشباب الصغير من خلال الأفكار المتطرفة أو الأكثر تشددا ولا تعرف أي معني للحب حتي لو كان ذلك بعيدا عن صحيح الدين وتعاليمه السمحة التي تدعو للمحبة والتآخي والتعايش السلمي، كما أن السمة الواضحة للأديان تدعو للمحبة والتسامح والسلام، ودون ذلك لن ترتقي الأمم، وكذلك الإنسان الذي كرمه الله دون سائر المخلوقات، فالدين - أي دين - قوامه الأساسي المحبة التي هي من عند الله والعمل بوصاياه، وهذا يؤكد أن حرية الفكر أو المعتقد والعبادة مكفولة للجميع.

إذن (الإقصاء) فعل بغيض ليس من الله ولأن محاولات نبذ الآخر والحض على كراهيته ورفضه أو عدم الاعتراف به أو التعامل معه سلوكيات مرفوضة تمامًا ولا يعتد بها من جانب العقلاء.

والاسلم لنا أن ندعو للوحدة والتماسك حتى لو كان هناك اختلاف في العقيدة، ولغة الحوار الهادف هي المطلوبة، فلابد أن يسود الحب والاحترام المتبادل فيما بيننا، حتى نعمق روح المودة والتسامح التي تدعو لها كافة الشرائع والأديان السماوية.

في هذا الصدد بذل الرئيس عبدالفتاح السيسي جهودا كبيرا وملموسة من أجل تفعيل روح المواطنة والرقي بها وفي ظل الحرص علي الترابط بين الأشقاء في الوطن وإثراء اللُحمة الوطنية بين كل المصريين فلا فرق بين مواطن وآخر، فمصلحة الوطن فوق الجميع وكلنا مصريون.

وكم كان مؤثرا وجميلا أن تتخاطف وسائل الميديا سواء داخليا أو خارجي تلك الصورة الإنسانية الرائعة وهي تحمل داخلها الكثير وتقدم رسالة للعالم وبما تحويه من محبة وسلام وتآخي ومواطنة من خلال افتتاح أكبر دور للعبادة، سواء كان ذلك مسجد الفتاح العليم كأكبر جامع في مصر وكذلك أو على نفس المنوال في ذات الوقت كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة وهذه هي مصر أرض التسامح والمحبة، ويكفي ما تبثه الكثير من دول العالم لهذا الحدث الفريد والإشادة به بتقدير واحترام لمصر وللمصريين.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز