عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هل يهدم التعليم الفني الأزهر؟

هل يهدم التعليم الفني الأزهر؟

بقلم : عمر علم الدين

في صيف 1958 وهو يصعد درجات السلم، التي تعدت، 50 درجة بمنزله بالظاهر، فكر الشيخ محمود شلتوت إمام التجديد، الذي زين الإمامة والعمامة، في أن يكتب مذكراته، ويكتب عن الأزهر، وهو أول من أطلق عليه الإمام الأكبر، ولكنه مع رحلة صعوده رفض الفكرة، مرددًا ماذا أكتب عنه، وقد سار مع التاريخ أجيال طوال، شاهد أحداثًا ضخمة واشترك فيها مؤثرًا وبانيًا، لا يمكن استيعاب سيرته إلا بمشقة وجهد يصعب إدراكه.



ومن شرفة فندق بمدينة مدارس بالهند عام 1975 جلس الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر، فيلسوف الفقهاء وفقيه الفلاسفة في إحدى جولاته يكتب قصة حياته، من منطق أن في تاريخ الإنسان ما يفيد الآخرين، ولكن تحير كثيرًا ماذا أكتب عن الأزهر هذه العراقة، التي تربو على ألف عام، منبر الوسطية، ومئذنة الإسلام العالية، وقبلة العلم التي يأتي إليها الطلاب من 100 دولة وبعد تفكير عميق ترك الأزهر وكتب مسيرته هو "الحمد لله.. هذه حياتي"،

ولم يكن يدرك علماؤه العظام الذين تخطوا 45 ومثلوا شجرة الإنسانية الزاهرة في السماحة، أن يأتي بعد هذا التاريخ الطويل في شتاء يناير 2019 قانون توافق عليه لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب، بإضافة تعليم ثانوي فني (تجاري– صناعي– زراعي) بالمرحلة الثانوية بالأزهر، بل وتوصي اللجنة بإحالة الأمر للحكومة للتنفيذ.

وتأتي المفاجأة من ممثل الأزهر بالموافقة على الاقتراح.. ولم يبق على التنفيذ إلا خطوات معدودة لعل أهمها موافقة المجلس الأعلى للأزهر الذي سيعرض عليه في اجتماعه المقبل.

وهنا نتوقف عند عدة أسئلة:

* هل الأولى أن ينشئ الأزهر معاهد فنية لتخريج سباكين ونجارين وصنايعية، "مع التقدير والاحترام لهذه الفئة"، أم يرتقي بمستوى خريجيه لتعود مصر تتيه بلقبها بلد الأزهر قبل أن يخفت نوره ويتراجع؟

* هل الأزهر يملك خبرات تؤهله لقيادة قاطرة التنمية في مصر من خلال التعليم الفني ليفعل ما فشلت فيه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني صاحبة الخبرة الطويلة خلال السنوات الماضية؟

* هل هناك من تلاعب في أذن مسؤولي الأزهر بالموافقة على الاقتراح بحجة أن المعاهد أصبحت شبه خالية بعد تراجع الثقة في التعليم الأزهري.. فقالوا حتى لا تضيع المعاهد "نغير نشاطها التعليمي"؟

* هل سيتم تغيير المادة الثانية في قانون الأزهر رقم 103 لسنة 1961 وما جاء بعد ذلك من تعديلات، بأن الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى، التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته ونشره، كما تهتم ببعث الحضارة، وتعمل على رقي الآداب وتقدم العلوم والفنون وتخريج علماء عاملين متفقهين في الدين.. ويضاف إلى هذا، تخريج حرفيين وصنيعية وسباكين ونجارين وباقي الحرف، مع احترامنا الشديد لهذه الحرف، ولكن ليس ذلك دور الأزهر؟

* هل هناك إشكالية في أن يستمر الأزهر بسمعته العالمية بأن خريجيه علماء في كل التخصصات، وأن من يرغب في الالتحاق بالتعليم الفني فيتم تحويله إلى التربية والتعليم "هو تعليم مصري على فكرة"؟

 *هل الأولى فتح معاهد فنية.. أم فتح الباب للدراسة في الأزهر لغير الأزهريين؟

وأخيرًا هل ينتبه فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب رمز التسامح إلى خطورة الأمر قبل أن يتوقف التاريخ أمام عهده كثيرًا.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز