عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
من أديس أبابا إلى ميونيخ.. تجربة مصر تُلهم العالم

من أديس أبابا إلى ميونيخ.. تجربة مصر تُلهم العالم

بقلم : أيمن عبد المجيد

انطلاقًا من استراتيجية وتجربة محلية مصرية خالصة، ثبُت نجاحُها، تتحدث مصر بلسان عربي إفريقي مُبين، والعالم يُنصت.



بالأمس كانت التجربة الملهمة، مثار إعجاب الأفارقة في جلسات القمة الإفريقية الثانية والثلاثين، في مجالات النهوض بالبنية التحتية، والإصلاحات الاقتصادية، ومكافحة الإرهاب، والنجاحات الأمنية، والسياسات الناجحة للقضاء على الهجرة غير الشرعية.

واليوم تتحدث مصر، بلسان قائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الإفريقي، وهو أول رئيس غير أوروبي يتحدث في الجلسة العامة لمؤتمر ميونيخ للأمن، منذ تأسيسه عام ١٩٦٣.

مؤتمر ميونيخ للأمن، أُسس في العام ذاته الذي أُسست فيه منظمة الوحدة الإفريقية، التي تحولت الآن إلى الاتحاد الإفريقي الذي يضم ٥٥ دولة في عضويته.

وحمل مؤتمر ميونيخ للأمن منذ تأسيسه أسماء عدة، حتى انتهى لذلك الاسم، وتعقد دورته الـ٥٥ في ميونيخ، بحضور زعماء دول وحكومات ما يقرب من ٤٠ دولة، و٧٠٠ شخصية دولية، معنية بالاستراتيجيات الأمنية، وتغطية إعلامية واسعة يقوم بها ١٢٠٠ صحفي حول العالم.

خلال زيارة الرئيس السيسي لبرلين، في الفترة من ٢٨ حتى ٣١ أكتوبر ٢٠١٨، التقى عددًا من قيادات الحكومة الألمانية، وفي مقدمتهم المستشارة ميركل، ومن بين اللقاءات كان فولفجانج إيشينجر، رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي وجه الدعوة للرئيس السيسي، للمشاركة في المؤتمر؛ لطرح الرؤية المصرية على العالم.

المؤتمر يستهدف نزع فتيل الأزمات الدولية، وإنهاء الصراعات، والحيلولة دون نشوب حروب عالمية جديدة، هكذا بدت أهدافه، لتتسع إلى التحديات الجديدة التي تواجه بلدان العالم، وفي القلب منها التنظيمات الإرهابية، وتداول السلاح.

الرئيس السيسي يلقي كلمته، اليوم، في الجلسة العامة، في سابقة هي الأولى لرئيس غير أوروبي، لكنها مصر التي دائمًا لحكمتها، وخبراتها، ما يجعل العالم يُنصت لها.

العالم رأى إنجازات تحققت في مصر، وأثرًا عربيًا وإفريقيًا، وشرق أوسطيًا، رأى نجاحًا في مواجهة هجمة إرهابية شرسة، رأى نجاحات في القضاء على الهجرة غير الشرعية عبر السواحل والحدود المصرية، في وقت تبني فيه دول عظمى- أمريكا- جدارًا على حدودها.

العالم يستمع لرؤية مصر حول استراتيجية المواجهة الشاملة، للأزمات وحلولها الجذرية، التي تبدأ وتنتهي بالحفاظ على الدولة الوطنية، ومؤسساتها القوية.

يستمع إلى ضرورة التكاتف العالمي، لمواجهة الإرهاب، عبر مواجهة داعميه ومموليه، وموفري الحواضن الآمنة لأعضائه، بل ومواجهة الأفكار التي تنثر في العقول فتوفر بيئة خصبة لنمو التطرّف.

يستمع إلى مصر الصادقة، التي طالما قالت: إن التنمية هي الأساس، ليجني المواطن ثمار التنمية، وقبل التنمية الأمن والاستقرار، عبر الدبلوماسية الوقائية التي تحتوي الأزمات قبل تفاقمها.

تتحدث مصر بلسان صدق، عن أهمية الشراكة العادلة، للتنمية في إفريقيا، من منطلقات خصائص القارة وخصوصية كل دولة.

العالم يواجه تغيرات مناخية، وإفريقيا تدفع الثمن الأكبر، بينما الدول العظمى الأكثر إصدارًا للانبعاثات، والأكثر استهلاكًا للمواد الخام، وعليها تحمل جزء من مسؤوليتها، في أعمال البلدان الفقيرة.

استراتيجيات مصر الناجحة التي يستمع لها العالم، جاءت انطلاقًا من قراءة دقيقة للمشكلات والتحديات، والإمكانيات، لذا تملك مصر آليات محددة لتنفيذ أهدافها، طرحتها على الاتحاد في قمته، وأقرها، واليوم شرعت في التنفيذ، بعرضها على شركاء أوروبيين بحثًا عن شركاء أوروبيين.

نجحت مُصر عندما أيقنت أنه لا رفاهية للوقت لديها، لماذا؟ لأنها تسابق الزمن لسد أخطر فجوة كانت دائمًا وما زالت، ثغرة يسعى الأعداء لتوسعتها، للولوج منها إلى عقل الرأي العام، لتأليبه بغية إحداث انتكاسات أمنية وسياسية، في الدول العابرة للهزات العنيفة والأزمات، أو الثورات أو النزاعات.

تلك الفجوة الخطرة، هي الفجوة بين استعادة الأمن، وشعور المواطن بجني ثمار التنمية.

خطر تلك الفجوة يتضاعف باتساعها، لتصل ذروتها في حدوث انتكاسة تعيد أي دولة، خارجة من ثورات، أو أزمات أو نزاعات مسلحة، لنقطة الصفر.

حيث يتساءل قطاع من المواطنين، يتسع باتساع الفجوة تلك، عن: ما الجديد، وما جدوى النظام إذا لم ينعكس عليه في تحسين أمنه وحياته المعيشية، ودخله واحتياجاته؟

وبالعكس، تتضاءل المخاطر كلما ضاقت الفجوة، بين حلول السلام، واستعادة الأمن، وتنامي قوة الدولة، وبين شعور المواطن بالآثار المباشرة عليه في تحسن أحواله وجنيه ثمار التنمية.

هذه الرؤية، تعرضها مصر، وتدفع العالم للتعاون، في استعادة مؤسسات الدولة القوية، في البلدان التي شهدت نزاعات مسلحة، في ليبيا وسوريا وغيرهما.

وعلى هامش المؤتمر، كانت اللقاءات، من قيادات شركات عالمية، للاستثمار في مصر وإفريقيا، لمواصلة البناء على ما تحقق من تحسن في العلاقات المصرية- الألمانية، التي بلغت في قوتها مرحلة العلاقات الاستراتيجية.

فهذا التعاون المصري- الألماني، في تصاعد اقتصادي وتجاري، وتوطين تكنولوجيا السيارات، ومعالجة القمامة، ونموذج التعليم التطبيقي، مرورًا بتكنولوجيا التأمين، خاصة الأمن المعلوماتي، مع تطور تكنولوجيا المعلومات.

وفي كل التحركات المصرية، تكون إفريقيا حاضرة، تنمية مصرية، تنعكس على قارتها الإفريقية، الخير للجميع.. "معًا نستطيع"، قالها الرئيس لمفوضية الاتحاد.

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز