" أهو ده اللي صار"

بقلم : هند عزام

"تيمة"  الدراما التي تتطرق إلي المجتمع والفن المصري في  العشرينيات وحتي الستينيات محببة لدي المشاهد بشكل عام، والآن تجذب الشباب بشكل خاص، وظهر ذلك جليًا من متابعة مسلسل " ليالي أوجيني "، الذي عرض بشهر رمضان الماضي ، أناقة الملبس وتنوع الفن علي الرغم من الصعوبات التي واجهها المجتمع في بعض من تلك الأوقات، ومنها حرية المرأة  المنقوصة مثل في العشرينيات،  إلا أن الرقي الذي ساد المجتمع في هذا الوقت مادة خام لجذب المشاهد .

 

" نوستولجيا" أي الحنين إلي التعرف علي رقي  الماضي في شكل المباني والملابس ومحاولة التعرف علي المجتمع في ذلك الوقت، علي الرغم من الطبقية الشديدة التي سادت في بعض تلك الفترات، فمشاهد القصور شديدة الفخامة مقابل  مشاهد بيوت بسيطة .

 

تلك المشاهد لكي تكتمل دراميًا تحتاج إلي "كتابة" جيدة، وذلك ما نشاهده الآن بمسلسل" أهو ده اللي صار" حوار رائع وأداء تمثلي لكل من الفنانة روبي وأحمد داوود ومحمد فراج وباقي فريق العمل نجح منذ حلقاته الأولي في وضع نفسه وبقوة ضمن اهتمامات المشاهد.

المسلسل لا نري فيه العديد المشاهد الخارجية أو الأماكن، إلا أنه استطاع أن يقدم فن يخلو من المملل، التطرق إلي أهمية الثقافة والتعليم والسلوك والفن جزء أساسي من العمل والذي ساعد علي نجاحه.

 

الدراما الاجتماعية، أصبحت رقم 1 لدي الجمهور، فنجد أن أكثر الإعمال التي يتابعها المشاهد المتعلقة بالأسرة ومنها مسلسل "أهو ده اللي صار" و "أبو العروسة" بالإضافة إلي الأعمال التي تحوي علي قدر من الكوميديا، ومنها مسلسل "طلعت روحي" للفنانة أنجي وجدان ونيقولا معوض، وفريق العمل الذي يعطي أيضًا رسائل إيجابية للجمهور إلي جانب الكوميديا أو خفة دم الفنانين .

التنوع الذي نشاهده علي الشاشات الآن شيء محمود نتمني أن يظل علي المدي الطويل بهذا الشكل والجودة خاصة عقب ما شاهدناه الفترة الماضية من فوضي إعلامية وفنية قدمت نماذج لا ترتقي إلي السلوك القويم بزيادة مشاهد العنف علي سبيل المثال والترويج لها.

حسن فعل أصحاب مهنة "الفن" الآن مما يقدمونه من جودة فنية سواء درامية أو في عودة المسرحيات، نتمني المزيد من الفن الهادف، الذي يعد القوة الناعمة لأي مجتمع وإحدى الأدوات المهمة للرقي بالذوق العام وتطوير الفكر ومواجهة التطرف وهو دور يجب أن يكون متواجدًا إلى جانب الدور الإعلامي وأيضًا فالحفاظ علي المجتمع لا يقتصر علي الدور الأمني فقط، ولكنها دائرة متصلة ببعضها البعض لمواجهة الأزمات والسعي نجو التنمية والتطور.