عاجل
الأربعاء 18 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
دويلة الإرهاب.. وحلم الميدالية!!

دويلة الإرهاب.. وحلم الميدالية!!

بقلم : محمد جمال الدين

لم تجد دويلة الإرهاب حلًا يساعدها فى تحقيق حلمها الدائم بتحقيق الريادة والزعامة «وتحديدا حلم قادتها الملوثة أياديهم بالدم» سوى بتجنيس المتفوقين رياضيًا، ليشاركوا فى البطولات الرياضية الكبرى تحت راية علمها، أو بمعنى أصح باسمها، طالما أن حلم التفوق الرياضى الشريف لم ولن يتحقق قط سوى بانتهاج الطريق، بعد أن سبق وأهدرت هذه الدويلة ثروات شعبها على العديد ممن ينتهجون الإرهاب فى العالم جله، ولكنها لم تحقق لنفسها شيئا يذكر من رعايته، فقرر قادتها بينهم وبين أنفسهم سلوك طريق آخر لعله يأتى بنتيجة أفضل، فتفتق ذهنهم عن ولوج طريق التجنيس فى الرياضة، مقابل منح المزيد من العطايا والهبات المالية، التى دهست فى طريقها قيم الولاء والانتماء، التى تزرعها الأوطان بداخل أبنائها منذ ولادتهم، وهى القيم التى لا يمكن شراؤها بالمال.



جل هذا من أجل تحقيق مكسب رياضى زائف «يدوم فقط لبعض الوقت» فى محفل كبير مثل الدورة الأولمبية أو فى بطولة عالمية أو قارية؟ لأنه بمجرد تحقيق الحلم أو الإنجاز أو حتى الاعتزال أو الإصابة أو كبر السن، ينتفى أو يزول الغرض عند من يديرون هذه الدويلة، فيعود جل شيء إلى أصله، لأن هؤلاء الأبطال الجدد لا يحملون جوازات سفر قطرية بالمعنى المفهوم، وإنما هم يحملون جوازًا يطلق عليه «جواز سفر مهمة» من الممكن جدًا أن تنتهى فى أى لحظة، وبالتالى لم يعد هناك سبب لتواجدهم على أرضها، والذى من أجله تم التعاقد معهم أو مع غيرهم، هنا لا يجد هؤلاء ما يفعلونه سوى نسيان كلمات نشيد «قسما بمن رفع السماء.. وقسما بمن نشر الضياء » فالسماء هنا أو الضياء ليست سوى كلمات «يتمتمون» بها لإقناع من جنّسهم أو اشتراهم حتى يشعروا بالانتماء وروح الضياء لدويلتهم الجديدة، التى أغدقت عليهم المال من خلال حملهم جواز سفر المهمة إياه..

بالمناسبة هذا ما حدث مع اللاعب «محمود صوفي» كابتن منتخب قطر السابق فى كرة القدم وصاحب الأصول الصومالية، والذى تم ترحيله من البلاد عقب اعتزاله.. الغريب فى الأمر أن يخرج علينا مسئول رياضى أو سياسى «لا تفرق كثيرًا» كبير فى هذه الدويلة مصرحًا: بأن التجنيس الذى تقوم به بلاده ويعد منهجا فى عملهم الرياضى هو حق مشروع، لأن دويلته رغم كونها قليلة العدد من ناحية السكان، إلا أنها كبيرة فى الطموحات وتسعى لكى تكون متميزة ومتفوقة رياضيًا «مؤكد بعد أن خاب أملها فى أمور أخرى».. ولكن لم يقل سيادته أنه يتبع فى سبيل تحقيق ذلك أساليب حقيرة ورخيصة، تتمثل فى أغراء رياضيى البلدان الأخرى، وتحديدا الفقيرة منها بالمال، هذا بخلاف خطف الرياضيين المتميزين من صغار السن، بحجة توفير عمل لأولياء أمورهم للعب باسم دويلتهم، لأنه فى الحقيقة لا يريد أن يعترف أن رياضييه من أبناء الوطن قد فشلوا فى الحصول على ميدالية فى أغلب البطولات العالمية التى شاركوا فيها.

وحتى قوله إن التجنيس لا يوجد ما يحرمه قانونا، وأن أغلب دول العالم انتهجت نفس النهج، فهو أيضا قول مردود عليه، لأن الدول الأخرى لا تلقى بمن منحتهم الجنسية فى الشارع عقب الاعتزال. فمثل هذه الدول لديها قوانين تحترم، كما أن أمثال هؤلاء الرياضيين، أغلبهم من المهاجرين الذين عاشوا سنوات كثيرة فيها، وفى أحيان كثيرة ولدوا بها، فاكتسبوا ثقافتها وتكلموا بلغتها، مما يبين الفرق بين تجنيس فى دول تحترم الإنسان، وآخر فى دويلة تعتبره سلعة يتم الاستغناء عنها بمجرد فقدان صلاحيتها.


عموما إذا كانت هذه الدويلة مصرة على مبدأ التجنيس، فلا أحد يملك أو يستطيع أن يلومها، طالما أن القوانين واللوائح تسمح بذلك، وطالما أن حلم الميدالية يداعب خيال قادتها آناء الليل والنهار، كى يتفوقوا رياضيا كما يحلمون «بعد أن فشلوا وانكشف أمرهم فى رعايتهم للإرهاب»..

لهذا أقترح عليهم أن يقوموا بتجنيس عدد لا بأس به من جماهير الدول الأخرى كثيرة العدد، علها تفيدهم وتحمس لاعبيهم سواء مجنسين أو من القلة من أهل البلاد الذين يمارسون الرياضة لحصد الميداليات، التى تحول حلم الحصول عليها إلى «هوس يكاد يصل إلى حد المرض» أصاب حكامها، حتى يعرفهم العالم بصورة وصفة مختلفة، عن الصورة والصفة التى اعتاد العالم معرفتهم بها، والمتمثلة فى اختلاق الأزمات ومساعدة وإيواء الإرهابيين والطعن فى الظهر وخيانة جل ما هو عربى، ولعل الفشل السياسى الذى يلازمهم يستطيع الجانب الرياضى أن يتفوق ويتغلب عليه، حتى ولو كان عن طريق المال والرشوة وخطف المواهب من الدول الأخرى والتجنيس.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز