عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
الإخوان ومرتزقة الانفتاح الإرهابى

الإخوان ومرتزقة الانفتاح الإرهابى

بقلم : د. فاطمة سيد أحمد

عندما استمعت إلى اعترافات قتلة الشهيد النائب العام السابق المستشار «هشام بركات» استوقفتنى عدة تساؤلات بحثت عنها لإيجاد إجابات، والروابط بين الـ٩ المضلوعين فى عملية الاغتيال إنهم من جامعة الأزهر سواء تخرجوا أم مازالوا دارسين.



وأنا هنا لن أدين المنهج الأزهرى أو الجامعة نفسها كما اعتدنا، لأن (الجماعة الإرهابية) لها باع طويل عبر سنين عدة فى تجنيد طلاب تلك الجامعة لأسباب ترجع إلى أن الأغلبية منهم وافدون من الأقاليم ويحتاجون مسكّنا ومساعدات وخدمات تعينهم على حياة الاغتراب عن أسرهم، وكان الإخوان سباقين فى توفير كل مستلزمات هؤلاء الطلاب وفى الوقت نفسه حريصة على وضع عناصرها فى وسطهم ليقوموا بعملية تجهيزهم واستقطابهم.

وربما نقول جميعا إن هذا كان قبل 2014 عندما كان سكن الجامعة لا يسع جميع الطلاب وأيضاً لأن المشرفين عليه كانوا عملاء للإخوان، ولكن بعد اهتمام الدولة بالإعداد الجيد لهذا السكن التابع للجامعة وتوسيع رقعة استيعابه فإنه بذلك يكون تم القضاء على الماضى، إلا أن الإخوان يستعينون الآن بأشخاص لا ينتمون إليها لإدارة مثل ذلك المأوى وحتى لا يرتاب فيهم أمنيا ويجعلون الاشتراك فى تلك المعايش بسعر أقل عن السكن التابع للجامعة، ويوفرون لهم جميع الخدمات فبجانب الوجبات توفر لهم الغسيل والكى غير المتوفر فى سكن الجامعة والأكثر من ذلك أنها بعد استقطابهم تمنحهم مكافأة مالية رمزية.

ولكن الشيء الأدهى أنهم يقومون بعمليات غسيل العقل حتى إن البعض يترك دراسته ولا يكملها، وربما أيضا نقول ما الجديد فى هذا، الجديد هو علمنا بأن هؤلاء الذين ظهروا أمامنا مستخدمين كلمة (بعد الانقلاب) يقصدوا ٣٠ يونيو فى إشارة منهم لتبليغ الرسالة لمن أولوهم أمرهم، هؤلاء الشباب للأسف (مرتزقة) أخذوا ثمن ما قاموا به وليس هذا فكرا دينيا متشددا كما كانوا يوهموننا، نعم تقاضوا مبالغ مالية منحوها لأهاليهم الذين لم يبلغوا أيا من أسرهم عن تغيب الابن فى مدد متعددة كل منها ثلاثة شهور على الأقل للتدريب على يد حماس وغيرها من بلدان (الانفتاح الإرهابى) لأنهم قبضوا الثمن.

المهم فى هذا أنه فى حال المطالبة بأن يتم مساءلة الأهل عن ما ارتكبه ابنهم الإرهابى فى حق الوطن والمجتمع يخرج من يقول إنهم لا يعلمون؟ أو إنهم بسطاء لا يوجد لديهم أموال لكننا نقول إنهم استفادوا بما يقوم به هؤلاء الأبناء الإرهابيون، وكما عرفت أنهم يخفون نقودهم عند أشخاص بعينهم يحددها لهم أبناؤهم بإيعاز من الجماعة الإرهابية لتظهر بعد ذلك، وفى حالة موت الإرهابى يتم وضع مبلغ إضافى لهم، أما إذا لم يمت فإنه يحصل الإرهابى بنفسه على المكافأة لتشجيعه بأن يقوم بالعمليات الإرهابية الأخرى ليحصل على المزيد.

وهنا سيكون التساؤل وماذا يستفيد الإرهابى من الأموال التى تحصل عليها وهو فى كل مرة معرض للموت والأكثر أنه يقوم بتفجير نفسه إذا ما وقع تحت طائلة الأمن، والحقيقة لا أحد منهم يفجر نفسه ولكن هناك من يكون مراقبا لهم ويقوم بتفجيرهم عن بعد وفى حالات أخرى يكون توقيت العبوة قد حان انفجاره ولَم يتمكن من القيام بعمليته الخسيسة بعد، اعترف التسعة القتلة بأن كلا منهم حصل على 3000 دولار مكافأة لنجاحهم فى اغتيال النائب العام وهو مبلغ أراه زهيدا لبيع روحه ونفسه، لأننا إذا قلنا إن الدولار فى ذلك الوقت كان بعشرين جنيها مصريا فمعنى ذلك أنه سيكون ٦٠٠٠٠ ألف جنيه، ولأن المكافأة حسب ما يهلبه الإخوان من الدول الممولة فى غاية الضآلة، فإن معنى هذا أن هؤلاء الشباب الضال من أسر بسيطة الحال أو من الأسر التى ترى أن (الولاد مقاليع الفقر) وهو مثل شعبى يؤمن به الريفيون البسطاء.

والدليل الآخر على ذلك أنهم لا (ضهر إخوانى) لهم حيث تم بيع أحدهم والتخلص منه والسماح لتركيا دولة الانفتاح الإرهابى بترحيله وتسليمه لمصر لأنه لن يمكنه القيام بعمليات أخرى بعد اعترافات الشركاء عليه، وبالتالى فهو غير ذى نفع للجماعة الإخوانية الإرهابية بعد كشفه فلماذا يتحملونه وينفقون عليه لقد انتهى أمره بالنسبة لهم.

السؤال الآخر لدى البعض إذا كانت الحكاية شراء أرواح وعقول هؤلاء الشباب فكيف يظهرون وكأنهم غير مبالين الموت أليس لديهم عقيدة يؤمنون بها كما اعتدنا نحن إثباتها عليهم وكأننا نصبغهم بما يأملوه هم، الحقيقة أن ما قاموا به لآخر دقيقة فى عمرهم ليس إيمانا ولا عقيدة، إنه حفظ حق أهلهم بعد الاقتناع بأن لكل أجل كتابا ويوم موتهم سيكون حتى لو كانوا فى أبراج مشيدة ودليلهم أنهم نفذوا عدة عمليات ولَم يصبهم شىء، إذن الأجل قد حان إنها (تجارة الموت) فقط لاغير فلا أى منهم يحتكم على فكر أو حتى فى قلبه آيات قرآنية يستشهد بها فقط كلّف بأعمال إرهابية وقبض الثمن، التسعة القتلة ليسوا من عائلات إخوانية، وهى حالة إرهابى الدرب الأحمر سليل عائلة إخوانية والذى نتوقف عنده فى تساؤلات من نوع آخر وهى توفير الملاذ الآمن والذى يقال إنه فجر نفسه إلا أن الفكر المخابراتى الذى تدرب فى دروبه بالخارج فإنه يعامل معاملة الجاسوس تماما وبالفعل هو كذلك فهو عميل أجهزة أجنبية وفى هذه الحالة فإنه إذا لم يتم هروبه ووقع فى يد الأمن فإن هناك من يدوس على زر لتفجيره، أو أن وقت الانفجار قد حان ولَم ينفذ جريمته بعد.

ولكن ما يهمنا هنا هو مراحل انتقال الإرهابية من أشكال الملاذات المتوفرة عبر تاريخها الدموى لعناصرها الإرهابية بالمناطق الشعبية المكتظة والبيوت التى تكون ملكا للأهالى حتى لا تثير الشكوك الأمنية ولكن هذا يستوجب أن وجود شاب بمفرده فى حى شعبى غير مرحب به، إلا إذا صاحب العقار هو الذى وفر له الحماية بأن يوهم أهالى المنطقة أن هذا الشاب هو أحد أقاربه، أو أن هناك صلة تربطه بأسرة هذا الشاب وإلا كيف لشاب من عائلة إخوانية مهاجرة إلى أمريكا يصل إلى الدرب الأحمر للإقامة والعيش دون لفت النظر؟ 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز