عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
قصة حب جميلة

قصة حب جميلة

بقلم : طارق مرسي

فى عصر سيادة سينما العضلات وثقافة البلطجة، يفاجئ صُناع فيلم «قصة حب» الجميع بموضوعه الإنسانى الرقيق ورسالته السامية، ليؤكد أن سينما المشاعر البشرية مازالت فى عقل وقلب صناع السينما، وأيضًا الجمهور بعد سنوات طويلة من «التغييب» والعبث فى الشريط السينمائى بدعوة أن «الجمهور عايز كده».




فيلم «قصة حب» لا يراهن فقط على إعادة الرومانسية المفقودة للشاشة، بل يراهن بأسماء جديدة على الأفيش السينمائى تجدد شباب السينما، وأن مصر لا تكف عن ضخ المواهب والمبدعين فى كل الأوقات وفى أصعب الظروف وأيضًا أن بالإمكان صناعة فيلم «متميز» بميزانية قليلة وبرؤية فنية بسيطة وعميقة.


كل هذه العناصر تقريبًا اجتمعت فى «قصة حب» لتقدم فيلمًا جيدًا بعيدًا عن «الفهلوة» والمتاجرة بالجمهور واللعب بغرائزه.


تدور أحداث الفيلم حول المهندس يوسف «أحمد حاتم» الذى يواجه حصارًا من صديقه المقرب إبراهيم «ياسر الطوبجي» وزوجته ملك «علا رشدي» وشقيقته الصغيرة التى تعمل بالخليج يمنى «فرح يوسف» من أجل إكمال نصف دينه والزواج، وعرض فتيات عليه من أجل الارتباط رافضَا الشكل النمطى والزواج التقليدى بدون حب، ثم يفاجئ الجميع بعد إصابته فى حادث يفقد على أثره البصر بالعثور على الحبيبة المنتظرة وهو لا يرى عندما يصطدم بالصدفة بـ«جميلة» «هنا الزاهد» التى تنجذب إليه وتساعده بعد معرفة مرضه وتنشأ بينهما قصة حب «ناعمة» ويقرر الزواج منها رغم اعترافها له بمرضها الخطير رافضًا كل محاولات الابتعاد عنها لظروف أيامها تحت تأثير المرض قليلة وتنتهى الأحداث بموتها متأثرة بمرضها.


الفيلم يكسر التيمة النمطية المتكررة فى كلاسيكات السينما والأدب، بأن الحب ينتصر على المرض والواقع ويعلن النهاية الحزينة بفقد الحبيبة ليعيش على أطلال قصة حب أول لا يموت.. تمامًا كما راهن صناعه ومنتجه ومؤلفه ياسر صلاح بموضوعه الذى بمثابة ضد التيار السينمائى السائد وبأبطاله الجدد فى أول بطولة مطلقة لهما وأتصور أنها لن تكون الأخيرة لـ«حاتم» و«هنا» فالأول يجدد مواصفات فتى الشاشة الرومانسى بملامح عصرية ويعيد للأذهان صورة فتى الشاشة من عماد حمدى وشكرى سرحان مرورًا بعمر الشريف وحسين فهمى ومحمود ياسين، بينما تلمح فى طلة وأداء هنا الزاهد نسخة حديثة من الفنانة العملاقة نجلاء فتحى ومعهما يعزف المخرج عثمان أبو لبن مقطوعة من الأداء المتمكن لياسر الطوبجى فى دور عصرى لصديق البطل والأداء الراسخ لحنان سليمان مع تنويعات بسيطة وواثقة من علا رشدى وفرح يوسف وهاجر أحمد ومؤمن نور.


«عثمان أبو لبن» إلى جانب استعراض لغته السينمائية البسيطة والعميقة لم ينس حنينه السابق كمخرج أغنيات مصورة «كليبات» لكبار النجوم ومضاعفة مساحة الشجن بأغنية قدمتها «كنزي» تلحين محمد يحيى وتوزيع أشرف محروس وكلمات صابر كمال فى نهاية الفيلم كانت كفيلة ببكاء الجمهور فى دور العرض مما يعكس صدقه فى تقديم عمل رومانسى نظيف صادق يتخلله لمحات كوميدية جميلة برع  فيها أحمد حاتم وهنا الزاهد وياسر الطوبجى والجميع تناغم فى إعادة السينما الرومانسية الراقية للشاشة من خلال سيناريو وحوار رائع لأمانى التونسى وهى إضافة لكتابات السيناريو.


فيلم «قصة حب» رغم أنه كان مطروحًا للعرض فى موسم نصف العام فإن نجاحه ورقى موضوعه ونعومته أتصور أنه سيكون محرضًا ومشجعًا لصناع السينما على خلق موسم إضافى للسينما فى «عيد الحب» لتطهير الشاشة من أفلام التطرف والإرهاب والبلطجة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز