عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
قراءة هادئة في انتخابات نقابة الصحفيين

قراءة هادئة في انتخابات نقابة الصحفيين

بقلم : محمد الشرقاوي

عندما أدخل صالة تحرير "روزاليوسف" يُدهشني العدد الكبير من الدعاية الإنتخابية المتروكة على سطح مكتبي -للزملاء المتنافسين في انتخابات نقابة الصحفيين-وتزداد الدهشة عندما أطالع أغلب البرامج الانتخابية فأكتشف أنها [غير] مغرية باستثناء الورق المصقول المطبوعة عليه - فتكلفته أغلى من الوعود نفسها.



خطوط عريضة وبرامج تشبه برنامج الحلم لـ "مصطفى الأغا" تُدغدغ المشاعر لكن ليس فيها مخرج أو فرج لأحلام الوسط، وتفتح الشهية لكنها لن ولم يتذوقها الصحفيون [لأنها] باختصار لا تتعدى حدود الاستهلاك الوقتي للانتخابات ، وتظهر فيها كلمات وجمل مطاطة مثل" حصانة .. كرامة.. حقوق .. هيبة ..حياة كريمة .. بدل تكنولوجيا " و[كأنها] اسطمبات معلبة لا تباع إلا كل سنتين هي عمر الفترة البينية للانتخابات.

[وإن] حالفك برنامج محترم فتكتشف أنها عناوين وأفكار دون آلية للتنفيذ وتوقيتاتها، والتي بدونهما أي -التنفيذ والتوقيت-  تصبح وعودا بذهب وياقوت مغارة على بابا الوهمية، أو تنضم إلى رابع المستحيلات بعد " العنقاء والغول والخل الوفي"

أكتب هذا المقال بعد تأجيل عمومية "الصحفيين" لـ15 مارس لعدم اكتمال النصاب القانونى ، ولم يختلف أحد معي أن خطوط الملعب الصحفي غير مجهولة للجميع ، وأحوال أغلبيتنا من الصحفيين أشد سوءا ، وأن شباب المهنة "النقابيين" بين فكي كماشة الدخول الهزيلة والسخرة بدون مرتب  مقابل الحصول على جنيهات بدل التكنولوجيا –كما الحال في بعض من الصحافة الخاصة والحزبية- كما أن "غير النقابيين" بين مقصلة واسطة التعيين وسندان الرَكْن لفتره طويلة دون أن يُلزم القانون أولي الأمر بمدة معينة لتوفيق أوضاعهم، أو الدفع تحت الترابيزة لمالك الصحيفة الخاصة حتى يخرج اسمه من كشوف المكتوبين بالقلم الرصاص إلى التثبيت بالحبر الجاف.

[حتى] أصحاب الشعر الأبيض المتخطين الستين من أعمارهم [فقد جنوا] بعد معارك أقلامهم بدلا نقديا رخيصا [لا يُسمن] في دفع فواتير الدواء والكهرباء والماء والغاز و[لا يُغني] من الحاجة للمطالبة دائما بمنحهم حقوقا تقويهم على العيشة بدلا من الموت وهم أحياء، ناهيك عن قانون تداول المعلومات الذي لم ير النور، والتشريعات التي تتسبب في ضياع حقوق المئات من الصحفيين المفصولين.

السفينة الصحفية خرجت عن مجراها ليس بفعل أصابع خارجية، وإنما بفضل أعضائها الذين ارتطموها في صخور الانقسام بالتمييز الحزبي  والانتماء السياسي ،فزاد من الضغط علي الصحفيين والصحافة [فلم] يعد هناك توافق بمقدار قيد أنملة ، فلعبة المصالح تفوقت على صالح المهنة وتطلعات أبنائها ، ولعلكم تتتذكرون ولا تنكرون أن معركة القانون 93 لعام  1995، ما كان لها أن تنجح إلا بالتوافق بين الصحف القومية والحزبية وبالمشاركة بين الأساتذة إبراهيم نافع وصلاح عيسي وعادل حسين وحسين عبد الرازق.

وعليه لا نريد نقيبا ومجلسا يتباهيان باحتضان الدولة ، وبالطبع لا أريد من يتفاخر بوقوع الطلقة الثالثة بينه وبين الحكومة ومؤسساتها ، ولا أريده مجلس معارضة طائشة رعناء ولا مواليا أعمى أبكم أصم ، فالتوازن مطلوب، والدبلوماسية الصحفية للمجلس واجبة ، وإعلان الولاء للمهنة حتمي.

وعلى كبير طهاة المجلس في مطبخ مجلس النقابة ، وأقصد هنا النقيب القادم ، أن يَهُبْ للدفاع عن خبز الصحفيين –رواتبهم- وتسوية المنازعات ذات الصلة بالمهنة، ورفع المستوى العلمى والفكرى للصحفيين، وزيادة موارد النقابة تارة من خلال الحكومة وتارة أخرى من خلال الاستغلال الأمثل لأصول مبنى النقابة ، كونه لو صنايعي ماهر لأكّل الصحفيين سيمون فيميه وإستاكوزا وكابوريا وجمبري،بدلا من الوجبة الرئيسية وهي البيساريا واللحم بعظمه.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز