عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
يوم الشهيد.. بطولات مستمرة

يوم الشهيد.. بطولات مستمرة

بقلم : محسن عبدالستار

إن تاريخ القوات المسلحة المصرية حافل بالبطولات والتضحيات من أجل الوطن منذ قديم الأزل، وهذا يعكس قيم الإيمان والبطولة والتضحية، التي تربى عليها أفراد قواتنا المسلحة البواسل، ما جعلت من جيشنا القدوة- للكثيرين- في النزاهة والشرف العسكري، فهذا الجيش العظيم يعتبر درعًا للوطن، يحمي الأرض والشعب، وسيفًا يردع كل معتدٍ غاشم يريد النيل من الوطن وأبنائه، ويدًا تساهم في البناء والتنمية في كل ربوع الوطن في وقت السلم.



وفي التاسع من مارس، كل عام، تحتفل قواتنا المسلحة، بـ"يوم الشهيد"، الذي يُعتبر يوم فخر واعتزاز بشهداء مصر، الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل رفعة هذا الوطن.

ولقد أعلن هذا اليوم منذ العام 1969، تخليدًا لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري، المحب لهذا الوطن، الفريق عبد المنعم رياض، الذي يعد أحد أشهر العسكريين في القرن العشرين.. ونعاه الرئيس جمال عبد الناصر، ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية، التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر.

وجاء اختيار هذا اليوم، 9 مارس، ليكون يومًا للشهيد؛ تأكيدًا لأن جميع أفراد القوات المسلحة، بدءًا من القائد العام للقوات المسلحة، حتى أحدث جندي، يتمنون الشهادة فداء للوطن، حيث إن الفريق أول عبد المنعم رياض ضرب أروع مثل على ذلك، وعلى الرغم من أنه كان رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة، فإنه كان دائمًا في الصفوف الأمامية، تأكيدًا لأن مكان القائد الحقيقي في الصفوف الأمامية وسط جنوده الأبطال، ما أدى إلى استشهاده، الذي كان رمزًا وتأكيدًا لأن نيل الشهادة شرف يتوق له جميع أفراد القوات المسلحة، وهذا ما نراه جليًا اليوم من حرص وتسابق من أبطال قواتنا المسلحة، لنيل هذا الشرف، فداء للوطن الغالي.

إن سيرة الأبطال لم تكتف ببطل واحد أو أبطال في فترة معينة، بل بقيت مستمرة، وظلت مسيرة الشهداء ممتدة حتى الآن، والقائمة مفتوحة لتضم الكثيرين من أبطالنا الشرفاء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل نعيش ويبقى الوطن.. فتحيةٌ لكل شهدائنا الأبرار.

ولقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن الشهداء، بأنهم، وإن قتلوا في هذه الدار، الدنيا، فإن أرواحهم حية مرزوقة في الدار الآخرة.

عن جابر بن عبد الله يقول: لقيني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال لي: يا جابر ما لي أراك منكسرًا؟ قلت: يا رسول الله استشهد أبي، قتل يوم أحد، وترك عيالًا ودينًا. قال: أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قال قلت: بلى يا رسول الله. قال: ما كلّم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحًا، فقال يا عبدي تمنّ عليّ أعطك، قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الله عز وجل إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال وأنزلت هذه الآية: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".

اللهم نسألك أن ترحم وتغفر لشهداء الوطن وتتقبلهم شهداء عندك، إنك على كل شيءٍ قدير.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز