عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
نقرات ماوس تحولت لطلقات رصاص

نقرات ماوس تحولت لطلقات رصاص

بقلم : د. أماني ألبرت

بدأت قصتهم حينما نشر شخص صور إصابات ممزوجة بدماء أثر اعتداءات على إحدى العائلات، ضغطات متوالية على زر أعجبني، تلتها مشاركات كثيفة، ارتفعت حدة الحوار أثارت حالة من الغضب والاحتقان، أسهمت الصور في الدعوة للقصاص فكانت بداية النهاية، وتحول العنف اللفظي إلى بركة دماء في الواقع الفعلي بين عائلتين كبيرتين.



أما قصته هو، فبدأت بتحريض ضده عبر "فيس بوك"، ضغطات متوالية على الماوس انتشر خطاب الكراهية وما بين ليلة وضحاها تم الضغط على زناد المسدس مرتين، مرة عبر الواقع الافتراضي ومرة في الواقع الحقيقي ومات برصاص حقيقي.

تحمل لنا الممارسات غير المسؤولة لوسائل التواصل الاجتماعي قصص وروايات، تحولت من مجرد اغتيال معنوي إلى اغتيال حقيقي. إذ صعدت حدة الحشد ونجح فريق في النيل من الفريق الآخر في الواقع الفعلي.. والقصص من أماكن وبلاد متنوعة في العالم النامي والمتقدم أيضًا.

ما دفع "فيس بوك"، لإزالة نحو مليوني محتوى لتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين خلال الربع الأول من 2018، مستخدمة برنامجًا آليًا مثل مطابقة الصور للكشف عن بعض المواد المتعلقة بالتطرف. مع وضع اللغة وسياق الحوار في الاعتبار من أجل التفرقة بين العبارات العفوية والمحتوى الذي يمثل تهديدًا جديًا لأمن الفرد أو المجتمع. بل وأعلن أنه لا يسمح بوجود أي منظمات أو أشخاص يشاركون في الأنشطة الإرهابية، الكراهية المنظمة، القتل الجماعي أو المتسلسل، الاتجار بالبشر، العنف المنظم أو الأنشطة الإجرامية.

وهو أيضًا ما دفع "فيس بوك" لتطوير معايير للقضاء على حالات إساءة استخدام المحتوى الذي يتم نشره. بهدف تحقيق مجتمع افتراضي أمن لمستخدميه. وطالب "فيس بوك" أعضاءه الالتزام بهذه الإرشادات حتى لا تتحول حدة التصعيد في قضية معينة إلى عنف ملموس له نتائج تحمل خسائر مادية.

من ممنوعات المحتوى على "فيس بوك"، الخطاب الذي يحض على الكراهية‏ أو الهجوم على أشخاص بسبب العرق والسلالة والأصل القومي والانتماء الديني والتوجه الجنسي والطبقة الاجتماعية والجنس والنوع والهوية الجنسية والأمراض أو الإعاقات الخطيرة، لأنه يخلق بيئة من التخويف والإقصاء ويقود في بعض الحالات إلى العنف على أرض الواقع.

أيضًا ‏المحتويات التي تتسم بالعنف أو تجسده بالرسومات‏، حيث أكد الدليل الإرشادي لـ"فيس بوك"، أنه تتم إزالة مثل هذا المحتوى الذي يشيد بالعنف أو يحتفي بمعاناة الآخرين أو تَعرضِهم للمذلة حتى لا يساهم في خلق بيئة تشجع على المشاركة في هذا أو في إيذاء المشاعر.

ما دفع "فيس بوك"، لإضافة علامة تحذير إلى المحتوى الصادم أو العنيف بشكل خاص لكي لا يتم عرضه للأفراد الذين تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عامًا، وليدرك الأشخاص طبيعة المحتوى الصادم أو العنيف قبل النقر عليه لرؤيته.

من المحتويات الممنوعة أيضًا ‏العُري والنشاط الجنسي للبالغين،‏ حيث يتم حظر عرض أيّ مواد مرئية تتضمن مشاهد عُري أو أنشطة جنسية، وكذلك المحتويات التي تحض على ‏القسوة وعدم مراعاة مشاعر الآخرين‏، أو التي تستهدف ضحايا الإصابات البدنية أو العاطفية الجسيمة.

قد تبدو نقرات الماوس غير خطيرة فلا هي تقتل أو تؤذي، ولكن الحشد والتصعيد من زر أعجبني أو أغضبني له دور كبير في نقل الحالة المزاجية من على الواقع الافتراضي إلى الواقع الملموس. وعبر سلسلة من الأفعال والأحداث يمكن أن تتحول نقرات الماوس إلى طلقات رصاص.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز