عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لم الشمل.. والنفخ في الهواء

لم الشمل.. والنفخ في الهواء

بقلم : جميل كراس

حالة من الاحتقان الشديد والتنافر او النزعات الذاتية (الانا) والتي تجلت بوضوح على الساحة الرياضية وحوت داخلها الكثير من الجدل والنقاش والتي من الممكن ان تعود بنا الى المربع صفر، والدخول الى النفق المظلم، او الانحدار نحو الهاوية رغم أن مثل هذه الأمور تدعونا للتوحد واليقظة لنضع المصلحة العليا نصب اعيننا وتحت شعار "مصر فوق الجميع".



اسرد هذه السطور في المقدمة خاصة بعد حالات الانفلات الأخيرة وشدة الاحتقان والخروج عن الروح الرياضية التي انتابت الوسط الكروي الرياضي.

ونحن نعرف بأن الرياضة اخلاق قبل ان تكون شيئ اخر ولأن ما حدث مؤخرًا من هجوم ومناوشات وشكاوى هنا او هناك يدفعنا الى عالم المجهول رغم محاولات البعض لرأب الصدع ومحاولة لم الشمل مرة أخرى كما أن الذي يحدث شيئ دخيل وغريب علينا فالشعار الذي يجب ان يقودنا ونتمسك به جميعًا شجع فيمن تحب او تهوى وازر من ترغب بكل احترام بشرط عدم الاساءة للأخرين او الخروج عن السلوك القويم والبعد عن الروح الرياضية التي تتسم بالحب والاخلاقيات خاصة نحو الاخر وفيما عدا ذلك غير مرغوب فيه.

فالرياضة هي من العناصر الهامة للتقارب بين الدول او الشعوب وسط التجمعات الشبابية من كل قارات العالم فما بالك ما يحدث او حدث داخل الوطن الواحد الذي ياوينا ويحتضننا جميعا.

فما بالك اذا كانت حدة الخلافات التي تدعو للتعصب يكون مصدرها المسؤولون انفسهم من كل ناد او لون ولاننا نعرف بان الشيئ الذي يزيد عن حدة ينقلب الى ضده.

والاعتدال في معترك الحياة او اي شيئ مطلوب في اعمالنا او تعاملاتنا وسلوكياتنا ولنحكم العقل وحده قبل ان تكون هناك لغة للعوطف او المجاملات على حساب الغير.

ومن اجل ذلك يجب ان نعي خطورة ما يسمى بـ "التعصب الاعمى" الذي يقودنا الى ما هو اسوأ من ازمات غير مرغوب فيها وانقسام وخلافات لا تنتهي.

واللافت للنظر أن هذه الاحداث ظهرت على ارض الواقع ونحن نقترب من احتضان اكبر حدث كروي افريقي (بطولة الامم لمنتخبات القارة السمراء المتاهلة للنهائيات) واذ بنا في خضم الاحداث وتداعياتها استعدادا للعرش الافريقي الاكبر  نرى حالات سافرة من الانقسام والفرقة وبث الشائعات بين هذا الطرف او الاخر فالكل يحرص على مصلحته الخاصة ويدافع عن الانا ولا يتخلى عن ذاته بصرف النظر عن الامور الأخرى.

ولم نفهم او ندرك بان هناك حدثا كبيرا ينتظرنا على المستوى القاري سوف نحتضنه بعد اسابيع معدودة "ورغم ما حدث ارى ان المشاكل تصاعدت واخذت اكبر من حجمها وجميعهم يشاركون في المسئولية عن تلك الازمات التي يجب ان تنتهي على وجه السرعة.

وعلى الجانب المقابل يدخل اتحاد الجبلاية وبشكل مباشر في المسئوليةى اة تلك الاحداث المؤسفة وكان من المفترض او من واجبه ان يقوم باحتواء الخلافات ونبذ التعصب وتهيئة الاجواء من اجل الاستقرار وليس من خلال الوسائل الاخرى التي ساهمت في اذكاء روح التعصب والنفخ في الهواء.. فما بالك واتحاد الكرة في موضع عدم ثقة واتهام لا يتوقف!!

ولكونه أيضا أحد الأسباب في التصدع الذي اصاب منظومة كرة القدم المصرية.

وبكل صدق فان ما جرى لا يمكن الصمت نجوه او التجاهل لان ذلك ينذر بمزيد من الخطر وحالات الاحتقان فيما هو قادم.

ولا جدوى رغم ما يبذل الآخرون من جهد لرأب الصدع واحتواء الهلافات من خلال المؤتمرات الصحفية والجلسات الخاصة او الندوات وخلافه ما لم نفعل ايه مبادرات او قرارات قد تم اتخاذها كي تخرج الى حيز التنفيذ من أجل لم الشمل.

ولان دون ذلك العواقب ستكون وخيمة او غير مرضية ولها انعكاس  على سمعة الكرة المصرية وتاثير ذلك على المنتخب الوطني الذي يضم كافة الاطياف من الفرق أو الأندية.

وهنا أتمنى أن نحل مشاكلنا بسرعة على أن يكون هناك تحركات أكثر فاعلية مع كل الاحترام للمؤتمرات التي عقدت والقعدات الخاصة التي تدعونا لنبذ التعصب واحداث الفتن كي نركز اكثر على الحدث الاكبر الذي تنتظره مصر حكومة وشعبا وفي ضيافتها المنتخبات الافريقية المتاهلة لنهائيات الامم الافريقية في يونيو القادم.

المهم ان نضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار ونعد فريقا وطنيا مشرفا ينافس على شرف الحصول على بطولة الامم ونحن نعلم بان الهدف من اي دوريات في العالم هو صناعة وخلق منتخبات قوية تحمل اسم دولها.

هنا لا يجب ان نغفل الدور المحوري او المؤتمر الذي يقوم به الاعلام والذي اراه انه قد خرج عن مساره الطبيعي والمعتاد وبالوقوف بحياد تام نحو الجميع وليس التعصب لهذا او ذاك حتى بات الاعلام الموجه داخل قفص الاتهام او في حالة من التسلل الفاضح "اوفسايد" لا يتوقف ويصيب الروح الرياضية في مقتل!!

كما أن البعض منها يسعى لإثارة الفتن بين الأندية ويؤجج المشاعر بين الفرق وكذلك بين الجماهير بعضها ببعض.

ورغم ما حدث يبقى الاهم هو المبادرة بتعجيل ايه مبادرات تم طرحها من اجل لم الشمل داخل اطار العيلة الكروية المصرية ولا نتقاعس في هذا الامر حتى نستعيد ما فقدناه من قبل فالرياضة ليست مجرد تنافس بين الفرق لحصد البطولات انا هي ظاهرى عالمية للتجمع والتاخي بين شباب العالم، فما بالك ما يحدث في الداخل.. كل ما احلم به او اتمناه العودة الى الماضي او ذلك الزمن الجميل الذي افتقدناه كثيرًا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز