عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
كيف نرد جميل أحياء السماء؟

كيف نرد جميل أحياء السماء؟

بقلم : أيمن عبد المجيد

والله لن تنكسر دولة بها هؤلاء، أبطال على الجبهة، وشهداء، أسرهم عزيمتهم أصلب ممن صعدت أرواحهم إلى السماء.



ربما لا تُظهر الكاميرات، دموع عدد كبير من حضور الحفل، تذرف خلال كلمات أمهات وزوجات الشهداء، في الندوات التثقيفية، للقوات المسلحة المصرية، والتي كان آخرها ما شهدته قاعة "المنارة" اليوم.

الدموع ليست ضعفًا، بل تضامنًا، وحنانًا، ومشاركة للأمهات والزوجات، اللاتي تروين قصص بطولات ومآثر ذويهن، الذين صعدت أرواحهم إلى السماء، شهداء.

الأمهات والزوجات والآباء، الذين يتحدثون، بعزيمة وصبر، وثبات يفوق رسوخ الجبال، قوتهم تحبس دموعهم، إيمانهم بالله وبوطنهم، يمنحهم الثبات والرضا، يمنحهم الفخر بأن من ينتمي لأسرهم نال الشهادة، ليحيا في جنات النعيم.

لا فرق في الثبات والإيمان بين المصريين، مسلمين ومسيحيين، فدماؤهم واحدة، ووطنيتهم راسخة، وصبرهم أقوى من هزات القدر، ومؤامرات من أرادوا بالوطن شرًا.

اليوم، كانت الرسائل في إحياء اليوبيل الذهبي، ليوم الشهيد والمقاتلين القدماء، أكبر من أن تُحصى، فهي متدفقة في كل لحظة صدق، وكل عبارة مفعمة بالمشاعر الفياضة، وكل تضحية تعجز الكلمات عن حصر معانيها.

أمهات صامدات، وزوجات عازمات على مواصلة رحلة الحياة، للوصول بأبناء الشهداء، لمراتب بطولة آبائهم، وجنود أبطال على الجبهة، أقسموا بألا يبرحوا ساحات القتال، إلا وقد طهروا الأرض من رجس الإرهاب.

وهناك.. كان الإنسان عبد الفتاح السيسي، يضمد جراح الفراق، يحتضن الأطفال، يُقبل رؤوس الأمهات والآباء، يعرض تلبية مطالبهم، بينما هم يشكرون ويعلنون دعمهم لمصر ورئيسها، يرفعون أكفهم بالدعاء لجيشها، مجددين العهد على تربية الأبناء على حب الوطن، الذي عاش واستشهد عليه الأبناء والآباء.

تعجب الرئيس، قال: "لم يطلب أيٌ من أسر الشهداء شيئًا، وماذا يمكن أن أعطيهم وقد ضحوا بأغلى ما لديهم؟".

هؤلاء الصامدون، الصابرون، الرافعون هاماتهم، هم زرع مصر، وعي مصر، الشوكة في حلق كل من يكيد لمصر، أراد الإرهابيون ومن خلفهم، إيلام مصر من خلالهم، لكن الله ربط على قلوبهم، فلا يُفلح الله كيد الخائنين.

التوأم "العقيدان" أركان حرب، أحمد ومحمود الغنام، اللذان رفضا ترك مهامهما في سيناء، أرض العمليات، للذهاب لدفن والدهما، نموذجان للبطولة، والصلابة، فلن تنكسر دولة، بها هؤلاء الرجال.. وما هما إلا نموذج من عرين الأبطال.

في سيناء، هناك آلاف الحكايات، التي تسجل في سجلات الفخر بطولات، تعجز عن وصفها الكلمات، "البلد هتقوم"، ستنهض، قالها وعد الأبطال، وكيف لا تنهض، وفيها أبطال تتحطم على سواعدهم، وإخلاصهم، مؤامرات الأعداء؟!

كيف لا تنهض، وفيها من يبذلون الأرواح والدماء فداءً للوطن، وأمن مواطنيه؟!

"أبطال"، أحياءٌ في الأرض، و"شهداءٌ" أحياءٌ في السماء، ومجاهدون آخرون خلف الشهداء.

"شيماء عبد العزيز"، زوجة الشهيد، العميد أركان حرب، مصطفى الوتيدي، قالت: "أنا زوجة الشهيد، لست أرملة.. زوجة"، فعلًا هي زوجة، فالشهيد حي يُرزق عند ربه.

"سحر الحبشي"، مقاتلة مناضلة مجاهدة، ابنة مدن القناة الباسلة، حكت كيف استبدل ابنها الشهيد أحمد صبري، بطموح الدنيا والمشروعات، طموح الشهادة في سبيل الله وتطهير الوطن، وكيف كُشف عنه الحجاب، لدرجة أنه طلب في الزيارة الأخيرة من صديق له رسم الرصاصة على صدره، ليستشهد برصاصة غادرة بالمكان ذاته.

تذكرت الأم لحظة وداعه الأخير، وجه الطفل الذي رُزقت به منذ ٢٠ عامًا، وهي تودع وجهه، يوم أبيض وجهه.

تتذكر وقد ازدادت صلابة، وإيمانًا بالله، وبالتضحية الواجبة من أجل الوطن.

رسائل لكل من تآمر على هذا الوطن، لن يسقط وطن فيه خير جند الله، شعب في رباط إلى يوم الدين.

قائد، يصدق شعبه، يُدرك حجم التحديات، يواصل الليل بالنهار، يرفع راية العمل، لعبور الأزمات، يتحصن بدفاعات الوعي، في مواجهة قذائف حروب الشائعات، وقنابل تحطيم المعنويات.

يُدرك مخاطر أسلحة الجيل الخامس، ويبني الدفاعات، بيد أن المعركة، تتطلب تكاتف الجميع، فهناك كما يقول الرئيس من كان عمره، في يناير ٢٠١١ ثماني سنوات، أعمارهم اليوم ١٦ عامًا، فلم يدركوا حجم ما دُبر للوطن وما دفعه من أثمان غالية في الأربع سنوات التالية، وما تمخضت عنه من أحداث.

هذا الجيل الفتي الجديد، هدف المتآمرين، الذين يسعون جاهدين، لإعادة إنتاج حالة اليأس والإحباط، تمهيدًا للزج بهم للشوارع، والاندساس بين الجموع، للقتل والتخريب، كما حدث في أحداث محمد محمود وغيرها، لإشعال الفتن بين الشعب ومؤسساته.

بناء حصون الوعي مسؤولية مجتمعية، فالأسرة مسؤولة عن توعية صغارها، والمدرسة، والإعلام، والجامعات، والمنابر في المساجد والكنائس.

البناء والتعمير مسؤولية الجميع، فبه تتحسن الحياة، وتقفز الدولة على محاولات التضييق على مواطنيها، لدفعهم للسخط والاحتجاجات، والبناء والتعمير يحتاج ضميرًا.

الإهمال والفساد، لا يقلان خطورة عن الإرهاب، رسالة شديدة الوضوح، بعث بها الرئيس، تعقيبًا على ما كبده الإهمال في قطاع السكك الحديد للشعب من ضحايا في الحادث الأخير.

الوقوف على مكمن الداء، صاحبه طرح الدواء، الفصل لكل من يثبت تعاطيه المخدرات، في مختلف القطاعات، حتى لا يدفع ثمن جريمته الأبرياء، قالها الرئيس، لا تهاون، ولا ينبغي أن تأخذكم رأفة، بأن نقول: "حرام له أبناء، عندها تذكروا من مات بسبب مهمل تعاطى الإستروكس، ألم يكن لهم أبناء؟!".

ثم.. إسناد الأمر للقوي المخلص في عمله، الفريق كامل الوزير، وهو رجل له من الإنجاز فيما أوكل إليه من مهام خير شاهد على القدرة على العطاء.

الرئيس قبل أن يخلع عن الوزير بزته العسكرية، منحه ترقية رتبة "الفريق"، وضع بيديه الرتبة على كتفيه، تكريمًا للعمل والعطاء، رسالة للشرفاء، الجهد مقدر، وجزاء العطاء، "العطاء".

الوزير "كامل"، سيُمنح كل أسباب النجاح، من خبرات وأموال يتطلبها تطوير قطاع السكك الحديد، بجدول زمني، يونيو ٢٠٢٠، وقد تعهد الوزير على الهواء أمام الشعب، بالإنجاز والنهوض بالقطاع بسواعد أبنائه، تعهد بأن يتواجد في مواقع العمل يوم الإجازات، وبزيارات لا تنقطع بالليل ولا النهار، لتحقيق ما يأمل فيه الشعب.

بالعرق والدماء، تحيا مصر، بالقضاء على الفساد، والإهمال، والتنمية، والرخاء، نرد جزءًا من الجميل للشهداء، فدماؤهم قُدمت لهذا الوطن فداءً.

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز