عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مهمة الـ476 يومًا للفريق كامل

مهمة الـ476 يومًا للفريق كامل

بقلم : عمر علم الدين

"البشر قبل الحجر، والتدريب بداية التطوير، والإعداد قبل الإعمار".. مسلمات لا تقبل الجدل، وجاءت حادثة محطة مصر لتدق ناقوس الخطر، وتقول إنّ التدريب حياة، وإننا طورنا سكة حديد مصر ب20 مليون جنيه تقريبًا، ولم نطوّر سائق السكة الحديد بآلاف الجنيهات، فتسبب في هدم ال20 مليونًا وإزهاق 20 نفسًا، تشتكي لمولاها الإهمال وتسأل بأي ذنبٍ قتلت؟!



 

ومع تولي الفريق كامل الوزير، وزيرًا للنقل بعد 39 سنة خبرة في مجال المشروعات والإنشاءات داخل قواتنا المسلحة، شعر ملايين المصريين بالسعادة، أملاً في مستقبل مشرق لسكك حديد مصر، التي يرتادها ما يقرب من المليون راكب يوميًا.. نقول له في أذنه: "المنظومة تبدأ من سائق القطار، لا بد من إنشاء أكاديمية خاصة فنية لتخريج سائقين.. فالسائق يقود جرارًا ثمنه يتعدى ال100 مليون جنيه، وهو تقريبًا ثمن الطائرة، ويركب معه أضعاف أضعاف ركاب الطائرة، فلماذا لا يُعامل معاملة الطيار، تقديرًا وتدريبًا وتعليمًا ومزايا.. وهذا بالمناسبة يحدث في الصين واليابان وغالبية الدول، فالسائق رأس القاطرة، ولا تفرقة هناك بين سائق الطائرة أو القطار.. وبالتزامهِ تتحسن المنظومة، ويدرك قيمة الموعد والمواطن.

 

  في اليابان تم تقديم اعتذار رسمي لركاب القطار، بسبب "20 ثانية"، تحرك فيها مبكرًا.. وهنا استشهد 20 راكبًا ولم يحركوا ضمير سائق القطار، ورأيناه يخرج علينا مبتسمًا في أحد البرامج التليفزيونية.

 

سيادة اللواء كامل، أعرفه منذ سنوات، رجل لا يكل ولا يمل من العمل، حتى إن بعض مساعديه قال لي يوما "اللي يشتغل مع اللواء كامل  لازم يتحمل الصدمات، ويقبل الضغوط، فهو لا يتوقف عن العمل".. و ذات يوم سألت الفريق كامل، ونحن في جولة في هضبة الجلالة عن مكان الراحة، ومتى يذهب إليها فقال: "استراحتي سيارتي"، ولم أر شخصًا في حياتي مثله يحفظ كل هذا الكم من الأرقام والبيانات، ويشرح خريطة مصر شبرًا شبرًا، ولا تشعر معه أبدًا أنه تخطى ال60 ربيعًا، فهو متجدد  بنشاطه كموج البحر، يبحث دائمًا عن الإبداع في عمله.

 

في أحد المشروعات، كان يريد أن ينشئ طريقًا يتكلف ملايين الجنيهات، فلجأ إلى سكان هذه المنطقة، وقال: "أنتم أعلم بالمكان ومن يدلني على طريق مختصر نسمى باسمه بعض مخارجه"،  وقد تم، ووفر ملايين الجنيهات.. حكايات اللواء كامل في فكره وعمله كثيرة، والأكثر منها إنجازه.. فهو من بنائي هذا العصر، وأثق وقبلي ملايين المصريين، أن الفريق كامل الوزير سيفعلها  وسينجح في وقف خسائر السكة الحديد، ونزيف أموال الشعب، وإصلاح ما أفسده الزمن فيها، وتطويرها لتضاهي مثيلاتها في الدول العظمى.

 وسينجز في  الخط الجديد الذى سينطلق من العين السخنة للعلمين، مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة، ما يقرب من 500 كيلو بتكلفة مليارية.

 

 

ولكن ثقتنا وحدها لا تكفي، بل سيتوقف الأمر على رؤيته وإجابته عن عدة أسئلة، أخرجت الإجابة الخاطئة قبله، وزراء من الخدمة.

 

كيف سيواجه الفريق كامل لوبي المصالح والمحسوبيات والمكافآت للكبار داخل وخارج الهيئة  والوزارة؟

 

كيف سيتعامل مع مترو الأنفاق شريان القاهرة، خاصة الخط الأول، الذى يبحث عن التحديث قبل الأزمة؟

 

   كيف يتعامل مع التأهيل والتدريب، والارتقاء بالقيادات الإدارية والسائق، مرورًا بالموظف، وانتهاء بالعامل؟

 

هل سيحيي الهيئة العامة للطرق، لتعود بعافية تساند الهيئة الهندسية في الخطة القومية للطرق؟

 

كيف سيتعامل مع الموارد الجديدة، وهل الناس ستتحمل الزيادات المحتملة؟

 

رؤيته للتعامل مع النقل البرى والبحرى والموانئ، وتحديث هذا الأسطول الضخم؟

 

هل سيختار واجهات للوزارة، تحظى بالخبرة والاحترام، وينفذ سياسات تحسن الصورة الذهنية لدى المواطن عن مرفق سيئ السمعة؟

 

هذه المهمة المحددة ب30 يونيو 2020 هي الأصعب، التي  سيخرج منها الوزير كامل الوزير بطلًا لكل المهام الصعبة، أو يختفي للأبد بحادث مأساوي يضيع مجهود سنوات.

 
 
 
 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز