عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
للبيت العريق أرباب تحميه.. لا تقصم ظهرك وتهدم ملاذك

للبيت العريق أرباب تحميه.. لا تقصم ظهرك وتهدم ملاذك

بقلم : أيمن عبد المجيد

قديمًا، قدم أبرهة الحبشي، بجيش عظيم، قاصدًا مكة المكرمة، لهدم بيت الله، ليصرف الحجيج عنه، على أن يبني لهم بيتًا مزوّرًا، يعبدونه فيه من دون الله.



كان عبدالمطلب شريف مكة، يرقب وأهلها عن كثب، الخطر الداهم، التقى الغازي، مطالبًا بأن يرد إليه إبله التي نهبها جيشه، تعجب أبرهة، الذي كان يظنه جاء للدفاع عن بيت الله الحرام، فرد عليه: "للبيت ربٌ يحميه، أما الإبلُ فأنا ربها"، أي صاحبها.

وللصحفيين بيتٌ هم أربابه، قلعة يحتمي بها أعضاؤها، عندما تهبّ عليهم عواصف المهنة، أو تزلزلهم نوائب الدهر، يقصدها من أُغلقت في وجهه أبواب الحلول، يلوذ بدار الصحفيين، يطرق بابها.

هذا البيت، استمد قوته، من أبنائه ورواده، الذين يحتشدون فيه، كلما دعتهم المهنة، أو حل موعد اختيار حراسه، في عرس يلتقي فيه جموع الصحفيين، أساتذة وزميلات وزملاء، من مختلف الأجيال والاتجاهات، ويبلغ قمة الضعف عندما ينصرف عنه أربابه.

لا شك، هو أبرهة جديد، ذلك الذي يبث سموم الإحباط في نفوس أرباب ذلك البيت الكبير، محرضًا على الإحجام عن النزول غدًا، للمشاركة في عقد الجمعية العمومية، بزعم أنها لن تنعقد.

هو أبرهة العصر، الذي يسعى، لإبعاد الصحفيين عن دارهم، ليقصم ظهرهم الذي يحميهم، ويلوذون به، كلما ألمت نائبة، أو أرادوا مساعدة، أو انتزاع حق من حقوقهم.

من ينساق خلف التخاذل، والسلبية، يمنح أبرهة الصحفي، فرصة لأن يبني للصحفيين ملاذًا وهميًا في فضاء وهمي، وخطابات الحنجورية الجوفاء، يسلم بيته لأرباب لا يمثلون المهنة ولا غالبية أبنائها، ليتاجر بهم وبآلامهم، بدلًا من أن يحميهم ويقدم لهم الحلول.

أساتذتي.. زميلاتي.. زملائي، لقد شرفت بثقتكم الغالية، وأنا أحدكم، ابن لهذا البيت الشامخ في عبدالخالق ثروت، غيورٌ عليه، وأنتم جميعًا أصحابه، وأربابه، فنحن أعضاء الجمعية العمومية مُلاكه، وفرض علينا حمايته، بحضورنا، وحسم خياراتنا.

وأولى خطوات الحماية، أن نحمي الصورة الذهنية، التي أفنى رواد المهنة أعمارهم في بنائها، بحضورهم الدائم، ووحدتهم، وخلعهم ثيابهم السياسية، على عتباته، حتى بات رمزًا من رموز الوطن، وقلعة من قلاع الفكر والحرية، وانتخاباته نموذج يحتذى، قمة الديمقراطية.

من يتخاذل عن الحضور، يُسهم في هدم بيته، يشوه الصورة الذهنية، يبعث للرأي العام ومن يتربص بمهنة الصحافة برسالة، مفادها أنه لا قدرة للصحفيين على الحشد، عاجزون عن تنظيم صفوفهم، فلا خوف من ردة فعلهم، إذا ما انُتقصت حقوقهم، وعبث بمصيرهم عابثٌ.

من يتخاذل، يُضعف قرار الأغلبية، فيترك مصيره لخيار الأقلية، وقد يكون للأقلية المنظمة الغلبة، في غياب الأكثرية، عندها لا يلومن إلا نفسه، إذا ما أساءت الأغلبية الاختيار، أو سيطر من لا ترى أنه يمثلك، أو يرضي طموحك.

نحن في لحظة حرجة، تتكالب علينا التحديات، صحافة ورقية، مثخنة بالجراح الاقتصادية، وتراجع التوزيع، فبات عدد ليس بالقليل طاردًا، سوق عمل تطول فيها طوابير البطالة، وتتقلص فرص العمل، فيتراجع الدخل.

شيوخ مهنة، يعانون ضعف الخدمات المقدمة إليهم، في لحظات هم فيها أحوج إلى دعم نقابتهم، قلعة المهنة التي أفنى في خدمتها كل منهم حياته، محرومون من حق التصويت، فيغفلهم بعض المرشحين الساعين لمخاطبة الأصوات دون غيرها، ومن ثم هم في حاجة لدعم يبدأ بمنحهم حق التصويت عبر تعديل تشريعي.

تطورات تكنولوجية، تتطلب ملاحقتها، بتدريب الأجيال الشابة لخلق فرص عمل إضافية، ناتجة عما يخلق في قدراتهم من قيمة مضافة.

منظومة أجور في حاجة إلى إصلاحات جذرية، تنطلق من استراتيجية تربط القيد باحتياجات سوق العمل، تنظم القيد، لتكون الكفاءة هي المعيار الوحيد، تشترط دراسة الإعلام، حتى إن كانت دبلومة إعلام تالية لأي مؤهل عالٍ.

إنجاز المستشفى، وتوفير وحدات سكنية، وإنهاء المشكلات العالقة بالمشروعات المعطلة، وتعظيم موارد النقابة، والبناء على ما تم إنجازه.

مهنتنا تحتاج الكثير من الجهد، والإخلاص في العمل، بوعي وعقلانية، وهذه مسؤولية الجمعية العمومية، أرباب البيت، حق نقابتكم ومهنتكم عليكم الحضور القوي غدًا، لتقولوا كلمتكم، وترسموا مصير نقابتكم، في السنوات الأربع المقبلة.

حضوركم، يحمي بيتكم العريق، وأصواتكم تحسم مصيركم، فنصف المجلس في انتظار تكليفكم للنقيب والنصف المكمل، لينطلق في مواصلة العمل، ومواجهة التحديات، حضوركم الكثيف، رسالة أن من كُلف يمثل الأغلبية، وأن للبيت والمهنة أبناءً تحميها.

عاش وعي ووحدة الصحفيين، في انتظاركم إن شاء الله غدًا، نحتفي بوحدتنا، وديمقراطيتنا، نحسم خياراتنا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز