عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أربعة مشاهد عالمية لأولي الألباب

أربعة مشاهد عالمية لأولي الألباب

بقلم : أيمن عبد المجيد

لأولي الألباب، هناك مشاهد عالمية متزامنة، رسائلها بليغة، واقعية، وضعت شعارات العالم المحفوظة، التي رددها البعض مثل الببغاوات دون نقد، موضع التطبيق، والقياس وفق محك المعايشة.



 

المشهد الأول:

في فرنسا واحة الديمقراطية، رافعة شعارات حرية التعبير، والديمقراطية، اضطرت الشرطة الفرنسية، إلى استخدام القوة في مواجهة، دعاة الفوضى والتخريب.

فقد شهدت باريس، السبت، أعمال تخريب وعنف وحرق ممتلكات، من قبل مندسين في مظاهرات أصحاب السترات الصفراء.

وقد شاهد الملايين حول العالم، كيف واجهت الشرطة، بكل قوة، وبلا رحمة، كل محاولات تهديد الأمن والسلم العام، شوهدت قوات الشرطة، وهي تشتبك بالعصي مع متظاهرين، وهي تطرحهم أرضًا، وتعتقل منهم كثيرين.

شوهدت فرنسا، تردع وتلوح بقوة مؤسسات الدولة وتستخدم القوة المشروعة، لحماية الممتلكات العامة وكيان الدولة، وتلاشت نهائيًا، شعارات حقوق الإنسان في الداخل، وهي الشعارات التي تصدرها للخارج، وتحاول فرضها لحماية مثيري الفوضى.

هذا المشهد، يؤكد للجميع، أن هناك فرقًا شاسعًا، بين الحرية في التعبير عن الرأي، وبين التجاوز في استخدام هامش الحرية للانطلاق منه إلى الفوضى، فالدولة التي يُضرب بها المثل في الحرية، والديمقراطية، تتصدى بقوة لمن يسيء استخدامهما.

هذا المشهد أيضًا، يؤكد بشهادة، فرنسا الأوروبية- شاهدٌ من أهلها- رمز الحرية، أنه لا تهاون مع تهديد سلامة الأوطان، وبنيان الدولة، وهي الرسالة التي تؤكدها مصر، لكل أوروبي يحاول الخلط بين حرية التعبير، لحماية الإرهابيين، ودعاة التخريب والتدمير، بالوطن العربي.

 

المشهد الثاني:

متطرف نيوزيلندي، يهاجم مسجدين، خلال صلاة الجمعة، يُمطر المصلين بنيران الغدر، يرتقي الشهداء، يحمي أب عراقي الأصل، ابنيه بجسده، فيتلقى الرصاصة في ظهره، الحصيلة ٥٠ شهيدًا، وعشرات المصابين.

الشهداء والمصابون، مسلمون، مسالمون، لم يقترفوا إثمًا، ولا ذنبًا، كانوا في بيت عبادتهم آمنين، معظمهم من أصول عربية.

بينما الإرهابي نيوزيلندي، لا تشغلني ديانته، فالشاهد والمحك، والواقع يقول، إن الإرهابي أوروبي ليس عربيًا، والضحايا هم العرب المهاجرون، ويقول أيضًا إنه ليس مسلمًا، بينما الضحايا مسلمون، مسالمون، والعدوان على دار عبادة لمسلمين.

الواقع يقول ويؤكد للأوروبيين، إن الإرهاب والتعصب لا دين له، فليس كل مسلم إرهابيًا، كما سعى بعضكم، لربط الإرهاب بالإسلام، وليس كل عربي جانيًا، بل العرب مجني عليهم دائمًا، وأنتم لستم أبرياء، فما تصدرونه لأبنائكم، من صورة زائفة ومشوهة، عن الإسلام والعرب، هو من خلق وغذى الكراهية، التي أثمرت أشواك الحقد، التي امتدت لقتل أبرياء في مسجد.

الواقع يقول أيضًا، إن كل عمل إرهابي جبان، مدان، ولا يمثل دولة، بل "متطرف خائن"، لمبادئ الإنسانية، فاستهداف مسجد في نيوزيلندا، لا يمكن أن يوصف باضطهاد الأقلية المسلمة، وهو ما ينبغي أن يراعيه الغرب، عندما يكون هناك استهداف في دولة عربية، من إرهابي، أو خلية لكنيسة أو غيرها من دور عبادة، تصرف جبان مدان، من خائن، فلا ينبغي أن يروّج على أنه اضطهاد لمجموعة من أبناء الوطن.

المؤكد، أن الإرهاب ينتشر، والتطرف يغزو العالم، وتكنولوجيا الاتصال، أسهمت في نمو ذلك، ولا دين ولا وطن للإرهاب، فعلى العالم مواجهته بشكل متكامل، ومصر كثيرًا ما دعت لذلك.

 

المشهد الثالث:

المظاهرات مستمرة في الجزائر، مطالبة بوتفليقة بالتنحي العاجل، بوتفليقة، رجل له قيمته التاريخية، فقد حمى الدولة الجزائرية، ونجح في تضميد جراح العشرية الدامية، والحيلولة دون عودة آلامها.

لكن الرجل بلغ من العمر أرذله، وللسن حكمها، لكن المحيطين به حاولوا الدفع باسمه بين المرشحين، طمعًا في ولاية خامسة، وهو مقامرة بمستقبل وطن، مؤكد أن به مئات الكفاءات التي تستطيع تحمل المسؤولية، ومواصلة الاستقرار، الذي أسس له بوتفليقة.

الواقع، يقول إن على المحيطين ببوتفليقة، تغليب مصلحة الوطن، والانتباه لمطالب الشعب المشروعة، وأيضًا الانتباه، للمتربصين من الخارج والداخل، والحذر من الإدارة الخاطئة للأحداث، فمن الثغرات ستتسلل التيارات الإخوانية، لدفع الأمور للفوضى، للقفز على السلطة.

نأمل أن يعبر الجزائريون بحكمة، أزمتهم، وأن يحققوا أملهم في انتقال سلمي للسلطة، وأن يفوتوا على المتربصين بالدولة الشقيقة، فرصة الانقضاض عليها.

 

المشهد الرابع:

مصر تستضيف في مدينة أسوان الرائعة، آلاف الشباب من الوطن العربي، والقارة الإفريقية، في نسخة أولى لملتقى الشباب العربي- الإفريقي، هذا الملتقى الذي يعد ثمرة، من ثمار منتدى الشباب المصري، الذي تمخض عنه مؤتمر شباب العالم، ومنه هذا الملتقى الإقليمي والقاري.

في هذا الملتقى، يُثبت الواقع، أن أم الدنيا هي حلقة الوصل، بين الإقليم العربي والقارة الإفريقية، ويؤكد رهان مصر على المستقبل، على سواعد وعقول شباب العرب والأفارقة.

يؤكد أن مصر تعود لدورها الريادي، بقوة حضارتها وتاريخها، وفهمها للواقع، ورؤيتها المستقبلية الثاقبة.

تبني وتعمر في الداخل، وفي محيطها، وقارتها، تغرس المبادئ الإنسانية وترعاها.

من أسوان رسالة مصر السلام والأمان، رسالة العناية، بسواعد وعقول المستقبل.

أربعة مشاهد متزامنة، تؤكد للعالم، أن الاستثمار في الاستقرار والتنمية، هو الضرورة الملحة، والفريضة الغائبة، وأنه لا منأى لأحد عن التطرف، فلا ينبغي لأحد التهاون معه، أو إغفال حتمية المواجهة الشاملة.

مشاهد تؤكد أن للحرية والديمقراطية، خصائصها، بيد أن لكل حالة ولكل دولة خصوصيتها، ولا ينبغي أن يظن الغرب أنه المعلم والمرشد، بل عليه أن يتعلم من أخطائه وتجاربه في الشرق الأوسط.

الواقع يؤكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح، لما فيه خيرها وصالح أمتها وقارتها والعالم- إذا ما وُجدت لدوله آذان صاغية- لما تطرحه من رؤى لمواجهة شاملة، للتحديات المشتركة الراهنة.

 
 
 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز