عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عاشت وحدة الصحفيين

عاشت وحدة الصحفيين

بقلم : محمود حبسة

في ظرف ليس هو الأفضل في تاريخ نقابة الصحفيين أجرت النقابة انتخابات على مقعد النقيب وستة من أعضاء المجلس وشهدت الانتخابات إقبالا كثيفا من الزملاء الصحفيين في مشهد عبر عن إدراك الصحفيين لحجم الخطر الذي تواجهه الصحافة والجماعة الصحفية على المستوى المهني وحجم الخطر الذي يواجهه الصحفيون أنفسهم، أدرك الصحفيون أنه من الأهمية بمكان ضرورة التوحد وتجنب كل ما يثير الفرقة والتشرذم وأنه آن الآن للتوحد ولم الشمل، ولذا جاءت مبادرة النقيب الجديد ضياء رشوان تحت هذا الشعار في محاولة جادة لجمع الصحفيين على كلمة سواء في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ النقابة ومن تاريخ المهنة، تحديات كثيرة تواجه النقيب الجديد الأستاذ ضياء رشوان ومجلس النقابة يأتي في مقدمتها مستقبل الصحفيين أنفسهم الذي بات عدد كبير منهم يعاني من التشرد بعد تجرأ عدد من إدارات الصحف الخاصة والحزبية على فصلهم لأسباب ودوافع مختلفة بعضها التعثر الاقتصادي وتراجع الدخل، إضافة إلى تدني الوضع الاجتماعي لمعظم الصحفيين مع تدني الرواتب والارتفاع الحاد في الأسعار.



الخطر الذي يواجه الجماعة الصحفية في الفترة المقبلة لا يقتصر فحسب على وضع الصحفي بل والمؤسسات الصحفية ذاتها سواء قومية مملوكة للدولة أو حزبية مملوكة لأحزاب أو خاصة مملوكة لأفراد وشخصيات اعتبارية، فمعظمها يواجه خطر التصفية سواء بالتوقف عن الصدور أو بالدمج، وهو ما يعني تراجع دور ومكانة الصحافة كأحد أهم أدوات القوة الناعمة للدولة وأحد أهم أسلحتها في مواجهة التطرف والإرهاب وأحد أهم أدواتها في كشف المخططات القذرة للإخوان للإضرار بالدولة المصرية، كما يعني التصفية أو الدمج لمختلف المؤسسات الصحفية لأسباب تتعلق بتراكم المديونيات أو إضعاف المشهد الإعلامي المصري وفقده لواحدة من أهم السمات والمزايا التي تميزه عن أي مشهد إعلامي في أي دولة من دول المنطقة وهو التنوع الذي كان يميز إعلام مصر عن غيره من الدول الأخرى وكان مصدر قوته وتأثيره.

تراجع المهنة ذاتها في السنوات الأخيرة واحد من أخطر التحديات، وليس أدل على ذلك أكثر من هذا التراجع الحاد في توزيع الصحف بمختلف انتماءاتها وتنوعاتها، حيث لا يتجاوز الرقم الـ300 ألف نسخة يوميا في وقت كانت صحيفة مثل الأهرام أو أخبار اليوم يزيد توزيعها على مليون نسخة، وهو ما يفرض على المجلس الجديد ضرورة وضع هذه المسألة في مقدمة أولوياتهم، لأن أخطر ما فيها أنها تعبر عن أو تعكس تدني الصحافة كمهنة وتراجع مكانتها في المجتمع وانخفاض مصداقيتها، في وقت كانت الصحافة سلاح للجميع في مواجهة الظلم والطغيان والاستبداد ووسيلة ناجزة وفعالة لكشف ومواجهة الانحراف والفساد أيا ما كانت مواقعه وشخوصه ورموزه، وللصحافة المصرية المقروءة صولات وجولات ومعارك في هذا المجال وصحفيون كبار بعضهم فارقوا الحياة لا يتسع المجال لذكرهم آمنوا بأهمية الصحافة وقدسية الرسالة التي تؤديها.

رغم الألم الذي ما زال غائرا في النفوس ورغم الإحساس بالخطر يبقى هذا المشهد الرائع ليوم الجمعة الماضي 15 مارس الجاري يبشر بالخير، هذا الإقبال من الزملاء على المشاركة في الانتخابات عبر عن إيمان الجميع بضرورة التكاتف لمواجهة المخاطر التي تواجه النقابة والمهنة ذاتها على حد سواء، وهو ما يؤكد أن تماسك الجماعة الصحفية ووحدة الصحفيين ستبقى هي صمام الأمن والأمان وستبقى هي الملاذ من بعد الله عز وجل لصون وحماية الصحفي ومواجهة أي مخاطر تهدده في عمله أو مستقبله، حالة من الوعى أو الإدراك عبرت عنها انتخابات 2019 وما شهدته من فعاليات وحوارات سواء أثناء انعقاد الجمعية العمومية أو بين الصحفيين، حالة من الوعى لدى جموع الصحفيين تؤكد أن بقاء الصحفيين صفا واحدا ضرورة قصوى، إيمانا من الجميع أن الخطر يواجه الجميع وأنه أكبر من أي خلافات أو مصالح ضيقة أو نظرة ذاتية، ومن ثم تبقى وحدة الصحفيين ليست مجرد شعارا بل منهج عمل وخطة طريق لمواجهة الخطر ومواجهة التحديات، تبقى وحدة الصحفيين ليست فقط حائط صد للصحفيين أنفسهم بل للمجتمع بأثرة لما للنقابة من تاريخ طويل وعريق في الدفاع عن قضايا الوطن وقضايا المجتمع بمختلف فئاته.

كما يأتي هذا التضامن من الدولة بمختلف مستوياتها وأجهزتها مع النقابة ومع الجماعة الصحفية في هذا الظرف الدقيق ليؤكد إيمان الدولة بأهمية الصحافة وأهمية الدور الذي يمارسه الصحفي والخطر الذي يعنيه تراجع هذا الدور في هذه المرحلة التي تخوض فيها الدولة أكثر من معركة وعلى أكثر من صعيد وفى أكثر من ميدان، فالدولة وهي تواجه معركة الإرهاب في سيناء، وهي تواجه حرب التشكيك والشائعات التي تشنها جماعة الإخوان وإعلامها القذر المدعوم من تركيا وقطر، والدولة وهي تخوض معركة البناء والتنمية في كل ربوع الوطن في حاجة ماسة لكل قلم ولكل فكر حر ولكل إبداع ولكل دعم ومساندة وتأييد من أبناء مخلصين يأتون في طليعة أبناء الوطن الشرفاء، وهو ما يفرض أن يكون هناك حوار مخلص وبناء بين الدولة ممثلة في عدد من مؤسساتها المهمة ذات الصلة كالهيئة الوطنية للصحافة ومجلس النواب ومجلس نقابة الصحفيين الجديد للتحاور والتباحث حول مختلف هذه التحديات والمخاطر ووضع أفضل حلول لها.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز